قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الإثنين 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن ما يحدث في غزة "فاجعة إنسانية"، داعياً إلى وقف تسليح الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته على الحرب التي يشنها على القطاع المُحاصر منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي تسببت بسقوط آلاف الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى.
حديث الصفدي جاء خلال كلمة له في المنتدى الإقليمي الثامن لوزراء خارجية دول "الاتحاد من أجل المتوسط"، الذي يعقد يومي 26 و27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بمدينة برشلونة الإسبانية.
الصفدي قال إن "الوضع مفجع وهناك مجازر، والكثير من العائلات تموت في قطاع غزة، والبنية التحتية تمحى بشكل كامل، هذه القوة والعنف الشرير لا يمكن قبوله من قبل العالم"، مضيفاً أنه "لا يمكن التسامح مع قتل المدنيين في غزة، وأدعو لمحاسبة إسرائيل".
كذلك دعا الصفدي إلى ضرورة "ألا تكون إسرائيل دولة فوق القانون"، وقال إن عليها وقف العدوان على غزة، و"عليها أن تفهم أننا لن نقبل ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة".
كما أشار وزير الخارجية إلى أن "إسرائيل لم تعمل لتحقيق السلام ولم تنفذ الاتفاقيات الموقعة، وقوضت حل الدولتين"، ولفت أيضاً إلى أن الاحتلال "لم يحترم اتفاقية أوسلو (1993)، وعندما بدأت العملية في مدريد كان هنالك أمل في الوصول إلى مستقبل آمن، ولكن إسرائيل عملت من أجل توطيد الاستعمار وخرق الاتفاقية".
كما أوضح الصفدي أن "العالم العربي والإسلامي أدان العدوان الإسرائيلي على غزة، لذلك يجب إيقاف المجازر، وإيقاف التمويل والأسلحة التي تذهب للجيش الإسرائيلي من أجل القيام بالمجازر والعمليات العنيفة".
يترأس الصفدي، مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أعمال المنتدى، الذي أعلنت إسرائيل مقاطعته. وتضم المنظمة 43 بلداً، هي تركيا وفلسطين وإسرائيل والأردن والبوسنة والهرسك وشمال مقدونيا والجبل الأسود وألبانيا وموناكو والمغرب وتونس وسوريا والجزائر ومصر ولبنان وموريتانيا، إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي الـ27.
كانت المملكة قد اتخذت عدة إجراءات منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، إذ أعلنت عدم توقيع اتفاق "الكهرباء مقابل الماء" مع الاحتلال الإسرائيلي.
أيضاً استدعى الأردن سفيره لدى تل أبيب "فوراً"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، رافضاً عودة السفير الإسرائيلي إلى المملكة، وكذلك الإعلان عن بدء اللجنة القانونية في البرلمان مراجعة جميع الاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي، وعمل إنزال جوي في غزة للمساعدات إلى المستشفى الميداني الأردني.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، وقتل الاحتلال 14 ألفاً و854 فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح، بينهم ما يزيد عن 75% أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
كما خلّف هجوم الاحتلال دماراً هائلاً في البنية التحتية، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
فيما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، وأسرت نحو 239 بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مبادلتهم مع إسرائيل، التي يوجد في سجونها أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني.