تجمع عشرات المتظاهرين الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أمام سفارة مصر بالعاصمة البريطانية لندن، للمطالبة بإبقاء معبر رفح مفتوحاً لإيصال المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة، بالتزامن مع بدء سريان الهدنة بين الاحتلال وحماس، وبالتزامن شارك عشرات الآلاف من الكوبيين في مسيرة قادها الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانل مرت أمام السفارة الأمريكية في هافانا، متهمين إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في غزة.
وبحسب وكالة الأناضول، رفع المتظاهرون في بريطانيا لافتات كتب عليها: "اسمحوا للمساعدات بالدخول لمعبر رفح" و"افتحوا معبر رفح"، وردّد المتظاهرون هتافات باللغتين العربية والإنجليزية للتضامن مع الفلسطينيين، وللمطالبة بإعلان دائم لوقف إطلاق النار في غزة.
المتظاهرة "آنا" قالت: "قبل كل شيء، نحن هنا من أجل أن تفتح مصر حدودها (مع غزة) لأننا نريد للنضال الفلسطيني أن ينتصر". وأعربت عن رغبتها في رؤية الفلسطينيين في غزة منتصرين، قائلة: "هذا يعني انتهاء سياسات المجازر والتطهير العرقي التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين".
كوبا تتضامن مع فلسطين
وفي كوبا شارك رئيس البلاد في مسيرة حاشدة تحركت على طريق ماليكون الساحلي في هافانا حيث المقر الدبلوماسي الأمريكي، هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 10 سنوات.
واشتهر الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو بتنظيم مظاهرات مماثلة، ولكن أكبر بكثير للاحتجاج على العقوبات الأمريكية والتدخل في الشؤون الكوبية، وهتف المتظاهرون الذين رفعوا العلم الفلسطيني ولافتات مؤيدة للفلسطينين: "حرروا، حرروا فلسطين، وإسرائيل هي الإبادة جماعية" وندعم "حرية الفلسطينيين" وذلك في أثناء مرورهم أمام المبنى واحتشادهم في مكان قريب.
🎥- الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل في مقدمة مسيرة أمام السفارة الأمريكية بكوبا؛ لدعم #فلسطين والتنديد بدعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها على #غزة pic.twitter.com/jLVWfKzneM
— عربي بوست (@arabic_post) November 24, 2023
وكانت كوبا التي يديرها الشيوعيون داعمة قوية للقضية الفلسطينية على مدى عقود، وقامت بتدريب أكثر من 200 طبيب فلسطيني ولا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وقالت أستاذة جامعية تدعى أنيت رودريغز: "نحن هنا وسيرنا من أمام السفارة الأمريكية ليس صدفة". وأضافت: "الولايات المتحدة إحدى أكبر الجهات المسؤولة عن دعم دولة إسرائيل.. فهي تدعم مذبحة بحق الفلسطينيين والقوانين الدولية تُنتهك".
هدنة إنسانية في غزة
يأتي هذا في وقت بدأ فيه سريان الهدنة الإنسانية التي توصل إليها الاحتلال مع حركة المقاومة حماس بوساطة قطرية، الجمعة، حيث ستستمر لمدة 4 أيام تشمل وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وسط ترقب لعملية تبادل الأسرى بين الجانبين.
وذكر مراسل وكالة الأناضول أنه مع دخول وقت الهدنة لوحظ توقف الطائرات الحربية للاحتلال الإسرائيلي بكافة أنواعها عن التحليق في سماء جنوبي القطاع، بعد أن كانت أصواتها لا تتوقف طوال أيام الحرب الـ49.
فيما من المقرر أن تتوقف حركة الطيران في سماء مناطق شمالي القطاع عند الساعة 10:00 بالتوقيت المحلي (08:00 تغ) ولمدة 6 ساعات يومياً، وفق اتفاق الهدنة المؤقتة.
وأشار إلى أن آلاف النازحين الفلسطينيين المتواجدين في مراكز الإيواء بمناطق جنوبي القطاع بدأوا بالتوجه إلى منازلهم الواقعة في مدن الجنوب لتفقدها ومحاولة الاطمئنان على أفراد عائلاتهم في ظل صعوبة الاتصالات والحركة خلال الأيام الماضية.
كما رصدت حركة كثيفة للفلسطينيين في الأسواق الشعبية والطرقات بمدينة دير البلح (وسط) في وقت مبكر من صباح اليوم في مشهد غير مسبوق قبل الهدنة.
كما توجهت جرافات وآليات لإزالة ركام بعض المباني بالمناطق الحدودية والمحاذية لمناطق التوغل الإسرائيلي؛ من أجل انتشال جثث قتلى عالقة منذ أيام وأسابيع تحت الركام بسبب صعوبة الوصول إليها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، وفرض حصاراً مطبقاً عليها، واستهدف بناها التحتية الحيوية، وقصف مشافي ومدارس تؤوي آلاف النازحين، ومساجد ومقار حكومية، ودمر أحياء بأكملها واستهدف آلاف المنازل على ساكنيها.
وخلّفت الحرب 14 ألفاً و854 شهيداً فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً وأكثر من 4 آلاف امرأة، ونحو 7 آلاف مفقود، فضلاً عن أكثر من 36 ألف مصاب 75% منهم أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.