دخل جهاز الشاباك والشرطة الإسرائيلية والقيادة المركزية للجيش الإسرائيلي، الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في حالة تأهب قصوى شملت زيادة القوات، استعداداً لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن سلطات سجون الاحتلال أنهت إجراءات الإفراج عن 39 أسيراً فلسطينياً بينهم 24 امرأة.
ويزعم مسؤولو الأمن الإسرائيليون، حسب ما نشره موقع Walla الإسرائيلي، أنه من المعروف من التجربة السابقة أنَّ إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين غالباً ما يكون مصحوباً بمواكب طويلة، وموسيقى صاخبة، وإطلاق نار في الهواء، ومسيرات وحفلات استقبال حاشدة، ومنصات كبيرة تضم حشداً كبيراً من المشاركين.
ويقف المتحدثون على المنصات ويدعون في الغالب إلى المقاومة والانتفاضة ضد الاحتلال، وفي الأيام التالية، تقام مآدب عشاء على شرف المُحرَّرين، وتستضيف كبار المسؤولين في المنطقة، من بينهم كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية.

قال أحد المسؤولين للموقع الإسرائيلي: "هل سيشارك كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية في المسيرات والاستقبال أم لا؟ هل سيدافعون ويشجعون أم سيصمتون؟ هل سيباركون؟ كل ما يفعلونه سيكون حقل ألغام وسيراقبهم نظام الأمن الإسرائيلي عن كثب".
مخاوف إسرائيلية من عملية تحرير الأسرى!
فيما حذر مسؤولون في القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي من أنَّ هذه عملية متأججة للغاية في عدد كبير من النواحي، وأنها تحتوي على مكونات قادرة على إشعال أراضي الضفة الغربية والقدس وتستلهم هجمات.
إضافة إلى أنَّ هناك خوفاً كبيراً من أن يؤدي الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين إلى احتكاك بين نشطاء اليمين المتطرف والفلسطينيين، وبالتالي اندلاع أعمال عنف وهجمات.
ولا يستبعد مسؤولو جيش الاحتلال احتمال أن يؤدي إطلاق سراح السجناء الأمنيين لدى دائرة الرقابة الداخلية إلى موجة جديدة من الهجمات، ومحاولات اختطاف مواطنين إسرائيليين وجنود من جيش الاحتلال.
وأوضح المسؤولون الأمنيون، هذا الصباح في محادثة مع موقع Walla، أنه لم تتحدّد بعد سياسة ضد إطلاق سراح الأسرى الأمنيين مقابل إطلاق سراح المختطفين من حماس في غزة، فليس من الواضح ما إذا كانت هناك نية لاعتقال المُحرّضين على الشبكات الاجتماعية وفي المسيرات. كما لم يتحدد بعد ما المسموح به لعائلات الأسرى خارج أحياء القدس الشرقية، وقرى وبلدات الضفة الغربية، أو حجم القوات الإسرائيلية التي ستنتشر في الميدان.
الاحتلال أنهى إجراءات الإفراج عن 39 أسيراً فلسطينياً
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن سلطات سجون الاحتلال أنهت إجراءات الإفراج عن 39 أسيراً فلسطينياً بينهم 24 امرأة، مضيفة أنه يتوقع عند الساعة 6 مساءً استلام 13 من الأسرى الإسرائيليين، ونقلهم لـ4 مشافٍ للفحوصات.
وأضافت، بأن 4 مروحيات سوف تنقل الأسرى الإسرائيليين في عملية أطلق عليها "بوابات السماء"، وأوضحت أنه سيكون على متن كل طائرة فريق طبي، وقائد و3 جنود وطبيبان.

ويأتي هذا بعد أن بدأ سريان الهدنة الإنسانية التي توصل إليها الاحتلال مع حركة المقاومة حماس بوساطة قطرية، الجمعة، حيث ستستمر لمدة 4 أيام تشمل وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وسط ترقب لعملية تبادل الأسرى بين الجانبين.
وذكر مراسل وكالة الأناضول أنه مع دخول وقت الهدنة لوحظ توقف الطائرات الحربية للاحتلال الإسرائيلي بكافة أنواعها عن التحليق في سماء جنوب القطاع، بعد أن كانت أصواتها لا تتوقف طوال أيام الحرب الـ49.
فيما من
المقرر أن تتوقف حركة الطيران في سماء مناطق شمال القطاع عند الساعة 10:00 بالتوقيت المحلي (08:00 تغ) ولمدة 6 ساعات يومياً، وفق اتفاق الهدنة المؤقتة.وأشار إلى أن آلاف النازحين الفلسطينيين الموجودين في مراكز الإيواء بمناطق جنوب القطاع بدأوا بالتوجه إلى منازلهم الواقعة في مدن الجنوب لتفقدها، ومحاولة الاطمئنان على أفراد عائلاتهم، في ظل صعوبة الاتصالات والحركة خلال الأيام الماضية.
كما رصدت حركة كثيفة للفلسطينيين في الأسواق الشعبية والطرقات بمدينة دير البلح (وسط) في وقت مبكر من صباح اليوم، في مشهد غير مسبوق قبل الهدنة.
كما توجهت جرافات وآليات لإزالة ركام بعض المباني بالمناطق الحدودية والمحاذية لمناطق التوغل الإسرائيلي؛ من أجل انتشال جثث قتلى عالقة منذ أيام وأسابيع تحت الركام بسبب صعوبة الوصول إليها.
هدنة إنسانية في غزة
وفي وقت سابق قال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن الهدنة في قطاع غزة ستبدأ الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني، الساعة 7 صباحاً بالتوقيت المحلي، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار خلال فترة الهدنة سيكون شاملاً لكافة مناطق قطاع غزة.
وفي مؤتمر صحفي، أوضح المتحدث باسم الخارجية القطرية أنه سيتم تسليم الدفعة الأولى من الأسرى المدنيين حوالي الساعة 4 من عصر غدٍ الجمعة، مشيراً إلى أن الدفعة الأولى من الأسرى الذين سيفرج عنهم تضم 13 من النساء والأطفال.
وأكد الأنصاري أنه سيتم الإفراج عن 50 من الأسرى المدنيين على مدار 4 أيام، لافتاً إلى أنه خلال أيام الهدنة سيتم جمع المعلومات عن بقية الأسرى.
وفي وقت سابق، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، إن إطلاق سراح الأسرى لدى "حماس" في غزة لن يبدأ قبل الجمعة، وذلك بعدما دار حديث عن بدئها صباح الخميس.

والأربعاء، أعلنت وزارة الخارجية القطرية التوصل لاتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة، بين إسرائيل و"حماس"، "سيتم الإعلان عن توقيت بدئها خلال 24 ساعة".
ومنذ 48 يوماً يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت ما يزيد عن 14 ألفاً و532 قتيلاً، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، فضلاً عن أكثر من 35 ألف مصاب، نحو 75% منهم أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة