قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إنه كانت هناك أجواء من التطبيع في المنطقة قبل حرب غزة، مؤكداً أنه لا يمكن أن تستمر في ظل الظروف الراهنة. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لقناة الجزيرة القطرية، يوم السبت 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تعليقاً على تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
فيدان أضاف أنه تحدث مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن "بصراحة وطلبنا وقفاً دائماً لإطلاق النار ورفضنا سياسة التهجير". وأردف: "لا نتفق مع واشنطن في دعمها المطلق لإسرائيل ورفضها وقفاً دائماً لإطلاق النار".
وزير خارجية تركيا يتحدث عن حرب غزة
هاكان فيدان أكد أنه "إذا استمر الدعم الأمريكي لإسرائيل مع تواصل القتل والقصف فسيخلق ذلك أزمة عالمية"، مشدداً على رفض بلاده "الحديث عن وضع غزة ما بعد الحرب قبل وقف إطلاق النار".
الوزير التركي أشار أن الإسرائيليين "يقصفون المستشفيات والمدارس ويهجّرون الفلسطينيين وهدفهم ألا تبقى حياة في غزة"، واصفاً حماس بأنها "حركة تحرر وعندما ينتهي الاحتلال ستكون منظمة مثل باقي المنظمات الفلسطينية".
وفي معرض حديثه عن ردود الأفعال الرسمية تجاه الهجمات الإسرائيلية على غزة، قال فيدان: "الآن نتبع وسائل دبلوماسية لكسر الحصار، وهناك وسائل أخرى إذا لم تنفع هذه الوسائل".
وفيما يخص القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض، قال فيدان إنه "تم تشكيل لجنة سباعية تمثل القمة الإسلامية لزيارة عواصم عالمية وشرح مقررات القمة".
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن بلاده بحثت "قطع العلاقات مع (إسرائيل) لكن نهدف لأخذ قرارات جماعية ولا يوجد سقف لتحركنا، وإن أجواء التطبيع في المنطقة قبل الحرب لا يمكن أن تستمر".
وفي سياق متصل، أشاد الوزير التركي بدور قطر حيال التطورات الأخيرة في غزة، مبيناً أن الدوحة "تحركت بشكل متميز منذ بداية الأزمة وتواصلت مع جميع الأطراف لإيجاد مخرج للأزمة".
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن "القضاء الدولي كان سيتدخل فوراً لو أن دولة مسلمة ارتكبت جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس أردوغان، للصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من ألمانيا التي أجرى زيارة عمل إليها، الجمعة.
وقال أردوغان، إن محادثاته مع نظيره الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، ومستشار البلاد أولاف شولتز، "تركزت بشكل أكبر على الوضع في غزة". وأوضح أن شتاينماير وشولتز، "يعتقدان أن حركة حماس هي المذنبة بشأن التطورات، بسبب الخطوة التي اتخذتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
أردوغان يقول إن إسرائيل دولة إرهابية
أشار أردوغان إلى أن "الجانب الألماني يتهم حماس بقتل المدنيين وما إلى ذلك"، وأنه قال لهم العكس خلال اللقاءات التي جرت الجمعة. وتابع: "قلنا لهم بوضوح إن إسرائيل دولة إرهابية، وإنها قتلت للأسف 13 ألف شخص من أطفال ونساء وشيوخ في فلسطين. أنتم لا ترون هذه الأمور وتضعونها جانباً. وتحاولون أن تشرحوا لنا مقتل 100 ـ 200 شخص في الجانب الإسرائيلي على أنه ملخص المشهد".
وأردف: "مع الأسف هناك تركيز خاطئ في استنتاجاتهم. إنهم يمارسون هنا أيضاً نفس السياسة التي انتهجوها بشأن أوكرانيا. كل ما فعلوه في أوكرانيا يفعلون الأشياء ذاتها في إسرائيل كذلك".
وقال: "نرى أنهم يقولون إن إسرائيل على حق، وينقلون كل الإمكانات سواء كانت أسلحة أو أموالاً إلى هذا البلد دون أي حدود". وأوضح الرئيس التركي أن "شولتز، قال خلال لقائهما إن ألمانيا مضطرة إلى تقديم هذا الدعم بالمال وبالأسلحة لإسرائيل بدعوى أنها في موضع دفاع (عن النفس)".
ولفت أردوغان إلى أن برلين "تعتبر ما تفعله إسرائيل دفاعاً عن النفس، أما ما تقوم به المقاومة الفلسطينية، فلا تعتبره كذلك". وأضاف: "قاموا بجر (تهجير) أهل غزة من الشمال إلى الجنوب، وهم يقصفون هناك أيضاً من جميع الجهات، جواً وبحراً وبراً".
نقل مرضى فلسطينيين للعلاج في تركيا
ذكر أردوغان أن "عقلية القضاء على الفلسطينيين ومحوهم من تلك الأراضي، والتي بدأت مع تيودور هرتزل ولا تزال مستمرة، هي السائدة في المنطقة اليوم".
وعن الخطوات الجديدة التي ستتخذها تركيا تجاه غزة، بعد نقل مرضى السرطان منها إلى العاصمة أنقرة للعلاج، قال أردوغان إن بلاده تتخذ العديد من الخطوات من أجل غزة، وفي مقدمتها بالمجال الصحي.
وأوضح أن نقل 27 مريضاً بالسرطان إلى تركيا ما هو إلا جزء من هذا العمل، وإلا فإن عدد المرضى كبير جداً. وتابع أردوغان: "هناك أشخاص يحتاجون إلى عملية جراحية، وهم أصلاً بالمئات ولم نستطِع إخراجهم بعد".
وأكد أن تركيا أوصلت كمية كبيرة من المساعدات إلى المنطقة عبر الشحنات الجوية والبحرية لتلبية الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والدواء والمياه.
وأردف: "جهودنا لدعم غزة على الساحة السياسية ورفع مستوى الوعي في المجتمع الدولي مستمرة بلا هوادة".
وقف إطلاق النار في غزة
أردوغان شدد على أن "أفضل خطوة يجب اتخاذها بشأن غزة هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت، وستكون أولويتنا إحلال السلام الدائم".
وأكمل: "عندما يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار (في غزة)، سنفعل كل ما يلزم من أجل أن تقوم إسرائيل بدفع تعويضات الدمار الذي تسببت فيه".
ولفت إلى أن تركيا ستبذل جهوداً لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة والمدارس والمستشفيات ومرافق المياه والطاقة المدمرة في غزة.
وقال إنه "بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، سنبذل قصارى جهدنا لتحسين الظروف المعيشية لسكان غزة وإحياء آمالهم". وأشار إلى أنه حتى لو أدار العالم ظهره لغزة، فإن تركيا وقفت دائماً وستواصل الوقوف إلى جانب المظلومين.
يذكر أنه ومنذ 43 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلفت 12 ألفاً و300 شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلاً عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء السبت.