طالب الاحتلال الإسرائيلي مجدداً، الجمعة 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، الفلسطينيين في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة بالتوجه إلى الغرب، في أحدث مؤشر على أنه يخطط لمهاجمة حركة المقاومة "حماس" في الجنوب، إذ قال مارك ريجيف، أحد مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لشبكة (إم.إس.إن.بي.سي) "نطلب من الناس الانتقال غرباً".
وقد تجبر مثل هذه الخطوة مئات الآلاف من الفلسطينيين، الذين توجهوا جنوباً هرباً من الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة، على الانتقال مرة أخرى، جنباً إلى جنب مع سكان مدينة خان يونس الجنوبية، البالغ عددهم أكثر من 400 ألف نسمة، ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة.
الاحتلال يدفع بسكان غزة نحو معبر رفع
وأسقط الاحتلال منشورات على المناطق الشرقية من خان يونس، يطلب فيها من السكان الإخلاء والتوجه غرباً، ما يشير إلى أن العمليات العسكرية هناك باتت وشيكة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن نحو 26 فلسطينياً أغلبهم من الأطفال استشهدوا في قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة، في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت.
وقال ريجيف إنه سيتعين على قوات الاحتلال الإسرائيلية التقدم داخل المدينة لإخراج مقاتلي حماس من الأنفاق والمخابئ تحت الأرض، على حد قوله، وتابع "أنا متأكد تماماً من أنهم لن يضطروا إلى التحرك مرة أخرى إذا تحركوا غرباً… نحن نطلب منهم الانتقال إلى منطقة نأمل أن تكون بها خيام ومستشفى ميداني"، حسب مزاعمه.
وأضاف أنه نظراً لقرب المناطق الغربية من معبر رفح الحدودي مع مصر، فمن الممكن إدخال المساعدات الإنسانية "بأسرع ما يمكن".
إدخال الوقود إلى غزة
وفي وقت سابق وافقت إسرائيل، وللمرة الأولى منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على إدخال الوقود إلى قطاع غزة، بناء على طلب أمريكي، بهدف "منع انتشار الأوبئة" إلى أراضيها من بين أمور أخرى.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي في تصريح مكتوب تم توزيعه على وسائل الإعلام الإسرائيلية: "وافق مجلس الوزراء الحربي بالإجماع على توصية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشاباك بالامتثال لطلب الولايات المتحدة، والسماح بدخول ناقلتي ديزل يومياً لتلبية احتياجات الأمم المتحدة لدعم البنية التحتية للمياه والصرف الصحي"، وأضاف أن "هذا الإجراء يتيح لإسرائيل مساحة المناورة الدولية اللازمة للقضاء على حماس"، حسب قوله.
وتابع المصدر الإسرائيلي: "ستمر الناقلات عبر معبر رفح، عبر الأمم المتحدة، إلى السكان المدنيين في جنوب قطاع غزة، بشرط عدم وصولها إلى حماس".
وأردف المصدر: "يهدف هذا الإجراء من بين أمور أخرى إلى الحد الأدنى من دعم أنظمة المياه والصرف الصحي، وذلك لمنع تفشي الأوبئة التي يمكن أن تنتشر في جميع أنحاء المنطقة، وتلحق الضرر بسكان القطاع وقواتنا، وتنتشر حتى داخل إسرائيل".
وكانت إسرائيل منعت إدخال الوقود إلى غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويشكل فقدان الوقود أزمة كارثية بالنسبة لقطاع غزة، الذي يقطنه نحو 2.3 مليون شخص، فهي تعتمد عليه كمصدر للطاقة لتشغيل سيارات الإسعاف وآليات الدفاع المدني اللازمة لنقل ضحايا القصف الإسرائيلي، ولتوليد الكهرباء للمستشفيات ومقاسم شركات الاتصالات، ولضخ المياه من الآبار الجوفية ولمحطات معالجة المياه وغيرها، لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية.
ومنذ 43 يوماً يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلاً عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني صدر مساء الجمعة.