كشفت وسائل إعلام مصرية ومصدران أمنيان، الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن شاحنة محملة بالوقود بدأت العبور من مصر إلى قطاع غزة المحاصر من خلال معبر رفح الحدودي لأول مرة منذ بدء الحرب، وذلك بعد أن عرقل الاحتلال الإسرائيلي تزويد القطاع المحاصر بالوقود منذ أكثر من شهر رغم الحاجة الملحة للمستشفيات له، والتي خرجت عن نطاق الخدمة بسبب قرار الاحتلال.
وذكر شهود أن شاحنتين أخريين تنتظران العبور بعد الشاحنة الأولى، وذلك بعد أن كشف مصدر في عمليات الإغاثة لوكالة رويترز أن الاحتلال وافق على إدخال 24 ألف لتر من الديزل للشاحنات المستخدمة في عمليات الأمم المتحدة بقطاع غزة.
الوقود ليس للمستشفيات!
فيما تقول وكالات الإغاثة في القطاع إن النقص الشديد في الوقود يعرقل الجهود المبذولة لتوصيل الغذاء والماء والدواء للفلسطينيين في غزة الواقعين تحت الحصار في الوقت الذي تنفذ فيه إسرائيل حملتها العسكرية.
وأفاد المصدر بأن الوقود مخصص فقط لشاحنات الأمم المتحدة وليس للمستشفيات، وأضاف أن الولايات المتحدة ضغطت على الأمم المتحدة لقبول الوقود.
ونقل موقع أكسيوس عن مصادر أمريكية وإسرائيلية أن إسرائيل تخطط للسماح للشاحنات التي تستخدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في غزة بالتزود بالوقود الأربعاء عند معبر رفح مع مصر.
وأوقف مسؤولو الصحة في غزة العمليات في العديد من مستشفيات القطاع بسبب نقص الوقود والإمدادات الأخرى، فيما قال الكولونيل موشيه تيرتو، الذي يرأس هيئة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية تتولى الشؤون المدنية في غزة، إن إسرائيل تراقب وضع الوقود "بشكل يومي"، وأضاف: "سنقوم بتنسيق وتسهيل دخول الوقود عند الحاجة إليه".
وفي وقت سابق، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن الوقود نفد من المستودع التابع للوكالة في قطاع غزة، ولن تتمكن الأونروا في غضون أيام قليلة من إعادة تزويد المستشفيات به ومن نزح مياه الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب.
أضاف لازاريني، في كلمته للمانحين، إن الأونروا "تفرغ ببطء مستودع وقود على الحدود الإسرائيلية يحتوي على احتياطيات استراتيجية"، لافتاً إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يرد على طلب قدمته الوكالة إليه بتجديد المخزون.
وأردف قائلاً: "هذا المستودع فارغ الآن"، وأضاف: "إذا انتظرنا بضعة أيام، فبحلول 14 نوفمبر/تشرين الثاني، سيؤثر ذلك بشدة على سيارات الإسعاف والعمليات في المستشفيات الكبرى التي لدى بعضها القليل من الطاقة الشمسية لكنها هامشية، وبالتالي ستتوقف هذه المستشفيات عن العمل".
واضطر العديد من المستشفيات إلى إغلاق أبوابها في غزة بسبب الأضرار التي لحقت بها جراء الحرب أو نقص الوقود، ومن بينها مستشفى القدس، وهو أحد المستشفيات الكبرى في شمال غزة محور تركيز التوغل البري الإسرائيلي.
ويرفض الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن إدخال الوقود إلى قطاع غزة بذريعة أن حماس قد تستخدمه في أغراض عسكرية.
ومنذ 40 يوماً يشنّ الاحتلال حرباً على غزة قتل خلالها 11 ألفاً و320 فلسطينياً، بينهم 4650 طفلاً و3145 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و200 مصاب، 70% منهم من الأطفال والنساء، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية، مساء الثلاثاء.
ومنذ اندلاع الحرب، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.