قالت الأمم المتحدة إن "كارثة إنسانية تحدث أمام عدسات الكاميرات في غزة" مع تواصل الهجمات الإسرائيلية، ووصف ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في المؤتمر الصحفي اليومي الثلاثاء، 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، الوضع في غزة بـ"الخطير". وأضاف: "مئات الآلاف، بل أكثر من مليون شخص في غزة يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية".
وشدد دوجاريك على أن أحد الاحتياجات "الأكثر إلحاحاً" في غزة هو الوقود. وتابع: "من دون وقود لا يمكنك تشغيل المولدات أو الحصول على الكهرباء، من دون وقود لا يمكنك تشغيل محطات تحلية المياه، مما يعني أنه لا يمكنك الحصول على مياه شرب نظيفة".
تحذيرات أممية من كارثة في غزة
أردف ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة: "لا يمكنك العيش من دون مياه الشرب النظيفة، ولا يمكنك المخاطرة بشرب المياه غير النظيفة، كما أنك لا تستطيع تشغيل المخابز". وأشار دوجاريك إلى تراكم أطنان من النفايات الصلبة يومياً في غزة، وأنها تشكل مشكلة منفصلة تهدد صحة الإنسان، مؤكداً أن المشاكل تتزايد "مثل كرة الثلج".
وحول الوضع الإنساني في غزة قال دوجاريك: "كارثة إنسانية تحدث أمام عدسات الكاميرات وعلى مرأى من أعيننا".
وتقطع إسرائيل، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، يعانون بالأساس من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.
مزاعم أمريكية بخصوص مجمع الشفاء
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه البيت الأبيض الثلاثاء، إن لديه معلومات مخابراتية خاصة به تفيد بأن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) تستخدم مستشفى الشفاء في غزة لإدارة عملياتها العسكرية وربما لتخزين الأسلحة وإن هذا يشكل جريمة حرب.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي للصحفيين على متن طائرة الرئاسة (إير فورس وان) "لدينا معلومات تؤكد أن حماس تستخدم هذا المستشفى بالذات في القيادة والسيطرة"، وربما لتخزين الأسلحة. وأضاف أن "هذه جريمة حرب".
وقال إن الولايات المتحدة لديها معلومات تفيد بأن حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية تستخدمان بعض المستشفيات في قطاع غزة، ومنها الشفاء، لإخفاء أو دعم عملياتهما العسكرية واحتجاز الرهائن. وأضاف أن الجماعتين مستعدتان أيضاً للرد على العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف تلك المنشأة.
وقال كيربي إن هذه المعلومات جرى استخلاصها عبر مجموعة مختلفة من الأساليب المخابراتية، مضيفاً أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خفضت مستوى سرية بعض هذه البيانات حتى تتمكن من مشاركة استنتاجاتها مع الصحفيين.
وقال إن تصرفات حماس لا تقلص مسؤولية إسرائيل عن حماية المدنيين، لكن ذلك يجعل جهود القضاء على حماس أكثر تعقيداً. وأضاف: "لكي أكون واضحاً، نحن لا نؤيد ضرب مستشفى من الجو. لا نريد أن نرى تبادلاً لإطلاق النار في مستشفى لا يحاول فيه الأبرياء والعاجزون والمرضى سوى الحصول على الرعاية الطبية التي يستحقونها".
وأردف: "كنا واضحين في مناسبات عديدة، أفعال حماس لا تقلل من مسؤوليات إسرائيل عن حماية المدنيين في غزة، وهذا أمر سنواصل إجراء محادثات نشطة مع نظرائنا بشأنه".
إسرائيل تحاصر مجمع الشفاء
في حين تحاصر القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وهو الأكبر في القطاع، وتقول إن تحته أحد مقرات مسلحي حماس.
وتنفي إسرائيل أن يكون المستشفى تحت الحصار، وتقول إن قواتها تسمح بفتح ممرات لخروج من بداخله في حين ينفي الطاقم الطبي والمسؤولون داخل المستشفى ذلك ويقولون إن من يحاول المغادرة يتعرض لإطلاق النار. ولم يتسن لرويترز التحقق من الوضع.
حماس تدين مزاعم أمريكا
في المقابل أدانت حركة "حماس"، الثلاثاء، تبني الولايات المتحدة "أكاذيب الاحتلال" الإسرائيلي حول استخدام الحركة "المستشفيات (في قطاع غزة) لإخفاء جنود الاحتلال الأسرى أو كمراكز للقيادة والسيطرة".
وقالت الحركة، في بيان، إن تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) والبيت الأبيض في هذا الصدد "بمثابة ضوء أخضر أمريكي لارتكاب الاحتلال لمزيد من المجازر الوحشية بحق المستشفيات لتدمير القطاع الصحي والضغط على شعبنا لتهجيره من أرضه".
وتابعت: "نجدد دعوتنا للأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية للتجوال والاطلاع على كافة المستشفيات للوقوف على كذب رواية الاحتلال وحليفته واشنطن التي تتحمل مسؤولية مباشرة عن حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة".
وتتعرض مستشفيات قطاع غزة، لا سيما في الشمال، لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي؛ ما يفاقم من الوضع الكارثي، خاصة في الحصار المفروض على المستشفيات والمراكز الصحية ونفاد الوقود؛ الأمر الذي أدى إلى وفاة مرضى وجرحى، بينهم أطفال.
ومنذ 39 يوماً يشن الجيش الإسرائيلي حرباً على غزة قتل خلالها 11 ألفاً و320 فلسطينياً، بينهم 4650 طفلاً و3145 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و200 مصاب، 70% منهم من الأطفال والنساء، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية مساء الثلاثاء.
بينما قتلت "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 239 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.