مستشفيان كبيران في غزة يعلقان عملهما بسبب قصف الاحتلال.. “الصحة العالمية”: الوضع في “الشفاء” خطير جداً

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/12 الساعة 22:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/12 الساعة 23:09 بتوقيت غرينتش
مجمع الشفاء الطبي في غزة - رويترز

أغلق مستشفيان كبيران في شمال قطاع غزة أبوابهما أمام المرضى الجدد الأحد، 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وقال العاملون فيهما إن القصف الإسرائيلي ونقص الوقود والأدوية يعني أن حياة من يتلقون العلاج باتت بالفعل معرضة للخطر. في الوقت نفسه أعرب الاتحاد الأوروبي، الأحد، عن قلقه "البالغ" إزاء الأزمة الإنسانية في غزة، فيما وصف مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الوضع في مستشفى الشفاء بقطاع غزة بأنه "خطير جداً".

مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قال في تدوينة عبر منصة إكس، الأحد، إنهم نجحوا في التواصل مجدداً مع العاملين في القطاع الصحي بمستشفى الشفاء. وأضاف: "الوضع في مستشفى الشفاء بغزة خطير جداً، ثمة زيادة كارثية في وفيات المرضى، للأسف المستشفى لم يعد يقدم خدماته كمستشفى".

انتقادات دولية لانتهاكات الاحتلال في غزة 

أشار إلى أن "3 أيام مرت على المستشفى دون كهرباء وماء، وضعف في الإنترنت". وأكد أن هذا الوضع أثّر بشكل كبير على توفير خدمات الرعاية الأساسية. وشدد على أنّ "أصوات الأسلحة والقصف المستمر في المنطقة، زادت الأوضاع السيئة سوءاً". ودعا غيبريسوس إلى "وقف فوري لإطلاق النار".

فيما يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه، وسائر مستشفيات القطاع، لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي؛ بزعم "وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين"، وهو ما نفته "حكومة غزة" مراراً.

قوات الاحتلال تحاصر المستشفيات في غزة 

حيث قالت الطواقم الطبية إن القوات الإسرائيلية تحاصر المستشفيات في شمال القطاع الفلسطيني، وإن المستشفيات‭‭‭ ‬‬‬قادرة بالكاد على رعاية من بداخلها. وتقول إسرائيل إنها تهاجم مسلحي حماس في المنطقة وإنه يجب إخلاء المستشفيات.

وقال مستشفى الشفاء، الأكبر في غزة، ومستشفى القدس، وهو مستشفى كبير آخر، إنهما علقا عملياتهما اليوم. ورغم أن عدد القتلى والجرحى يزداد يومياً، يتناقص عدد المنشآت الطبية التي يمكن نقل الجرحى إليها.

وقال أحد النازحين إلى جنوب القطاع بعد دعوات إسرائيل بإخلاء الشمال، ويدعى أحمد الكحلوت: "لا يوجد مكان آمن في غزة. أصيب ابني ولم أجد مستشفى واحداً أستطيع نقله له حتى يخيط جرحه. لا يوجد ماء، ولا يوجد حتى ماء مالح يمكننا غسل أيدينا به".

وكان قد أُجبر على مغادرة منزله بحثاً عن الاحتياجات الأساسية لأسرته ليجد "الجثث تملأ شوارع غزة".

وقال جراح تجميل في مستشفى الشفاء إن قصف المبنى الذي يضم الحاضنات أجبرهم على وضع الأطفال المبتسرين في صف واحد على أسرة عادية، وإنهم استخدموا الطاقة القليلة المتاحة لتشغيل مكيف الهواء للتدفئة.


وقال الطبيب أحمد المخللاتي: "نعلم أن هذا أمر محفوف بمخاطر كبيرة.. ونتوقع أن نفقد المزيد منهم يوماً بعد يوم".

وتزعم إسرائيل أن مسلحي حماس أقاموا مراكز قيادة تحت هذه المستشفيات وحولها وإنها تريد الوصول إليها لتحرير نحو 200 رهينة محتجزين لدى المسلحين منذ هجومهم المباغت على إسرائيل قبل ما يزيد على شهر. وتنفي حماس استخدام المستشفيات بهذه الطريقة.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات المتعلقة بتحرير الرهائن في غزة لرويترز إن حماس علقت المفاوضات بسبب ما تقوم به إسرائيل تجاه مستشفى الشفاء.

إسرائيل تعرض 300 لتر وقود 

في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه عرض إجلاء الأطفال وقام بوضع 300 لتر من الوقود عند مدخل مستشفى الشفاء مساء السبت، لكن حماس حالت دون تنفيذ أي من العرضين.

ونفى مدير المستشفى محمد أبو سلمية حدوث ذلك في تصريحات لشبكة التلفزيون العربي القطرية. وقال: "مزاعم الاحتلال برفض حركة حماس تسلم 300 لتر سولار كذب وافتراء"، مضيفاً: "كل الأقسام في المستشفى معطلة بسبب نفاد الوقود باستثناء قسم الطوارئ".

وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة إن هناك 45 رضيعاً في المجمل داخل حاضنات المستشفى وإن ثلاثة منهم ماتوا بالفعل.

وقال محمد قنديل، الذي يعمل طبيباً في مستشفى ناصر بمنطقة خان يونس في جنوب قطاع غزة ويتواصل مع زملائه في مستشفى الشفاء، إن الجرحى الجدد لم يتمكنوا من دخول المستشفى المحاصر.


وقال لرويترز: "مستشفى الشفاء لا يعمل الآن، ولا يُسمح لأحد بالدخول إليه أو الخروج منه. وإذا تعرضت لإصابة أو لجرح حول منطقة غزة، فلن تتمكن سيارات الإسعاف من إجلائك إلى مستشفى الشفاء، لذا فإن مستشفى الشفاء الآن خارج الخدمة".

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن مستشفى القدس خرج عن الخدمة أيضاً، وإن الطاقم الطبي في المستشفى يبذل جهوداً مضنية لتقديم الرعاية للمرضى هناك في ظل شح الدواء والغذاء والماء.

وقال توماسو ديلا لونجا المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لرويترز: "مستشفى القدس معزول عن العالم منذ ستة أو سبعة أيام. لا يوجد طريق للدخول أو الخروج".

هلع بسبب الوضع في المستشفيات 

فيما عبّرت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة عن شعور بالهلع من الوضع في المستشفيات قائلة إنها سجلت خلال 36 يوماً ما لا يقل عن 137 هجوماً على المنشآت الصحية؛ مما أدى إلى مقتل 521 شخصاً وإصابة 686 وشمل ذلك 16 قتيلاً و38 جريحاً من الطاقم الطبي.

وأضافت: "لا يمكن للعالم أن يقف صامتاً بينما تتحول المستشفيات التي ينبغي أن تكون ملاذاً آمناً إلى ساحات للموت والدمار واليأس"، مشيرة إلى أن نصف مستشفيات غزة خرج عن الخدمة.

وقالت أربعة مصادر أمنية من مصر إن 80 أجنبياً وعدة مصابين فلسطينيين وصلوا إلى الأراضي المصرية في أول عملية إجلاء منذ يوم الجمعة مع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

وقالت بولندا إن 18 منهم من رعاياها. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان لشبكة (سي.بي.إس نيوز) إنه سيتم نقل مواطنين أمريكيين من غزة خلال اليوم الأحد.


إدخال المساعدات عبر الشاحنات والمظلات

قال مصدران إن ما لا يقل عن 80 شاحنة مساعدات تحركت من مصر إلى غزة حتى ظهر الأحد. وقال الأردن في وقت سابق إنه أسقط مساعدات طبية للمرة الثانية جواً على مستشفى ميداني في وقت مبكر من صباح اليوم.

ولم تدخل سوى مساعدات قليلة للغاية إلى غزة منذ أن أعلنت إسرائيل الحرب على حركة حماس قبل ما يزيد على شهر بعدما اجتاح مسلحو الحركة جنوب إسرائيل في هجوم أدى لمقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 آخرين وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

وقال مسؤولون فلسطينيون يوم الجمعة إن 11078 من سكان غزة قتلوا في ضربات جوية وقصف مدفعي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وإن 40% منهم أطفال.

وتقول وكالات إغاثة دولية إن الأمراض تنتشر بين النازحين الذين تكدسوا في المدارس والملاجئ الأخرى ويعيشون على كميات ضئيلة من الغذاء والماء.


الاتحاد الأوروبي قلق من الوضع في غزة

في سياق متصل، أعرب الاتحاد الأوروبي، الأحد، عن قلقه "البالغ" إزاء الأزمة الإنسانية في غزة، موجهاً نداء لإعلان هدنة "عاجلة" وفتح ممرات إنسانية في القطاع الفلسطيني.

وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل في بيان إن الاتحاد يشعر بـ"قلق بالغ إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة" في غزة.

وأضاف: "يطالب الاتحاد الأوروبي بوقف فوري للأعمال العدائية وزيادة طاقة المعابر الحدودية؛ حتى تتمكن المساعدات الإنسانية من الوصول إلى سكان غزة بأمان وإنشاء ممرات إنسانية، بما في ذلك ممر بحري خاص".

واعتبر بوريل أن لإسرائيل "الحق في الدفاع عن نفسها وفق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".

وأضاف: "يدعو الاتحاد الأوروبي إلى توصيل المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى المحتاجين من خلال اتخاذ جميع التدابير اللازمة، بما في ذلك الممرات الإنسانية لتلبية الاحتياجات الإنسانية".


وجدد بوريل "دعوة الاتحاد الأوروبي لحركة حماس إلى الإفراج عن الرهائن"، وذكر أنه "لا يجوز استخدام المستشفيات والمدنيين كدروع بشرية".

وقال إنه "ينبغي السماح للمدنيين بمغادرة منطقة النزاع، وهذه الاشتباكات تؤثر على المستشفيات وتتسبب في أضرار جسيمة للمدنيين والعاملين في المجال الطبي".

وأكد على "ضرورة تزويد المستشفيات بالإمدادات الطبية الأكثر إلحاحاً على الفور وإجلاء المرضى المحتاجين لرعاية طبية عاجلة". ودعا في هذا السياق إسرائيل إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لضمان حماية المدنيين".

ولليوم الـ37، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفاً و180 قتيلاً، بينهم 4 آلاف و609 أطفال، و3 آلاف و100 امرأة، فضلاً عن 28 ألفاً و200 مصاب، 70% منهم من الأطفال والنساء، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية مساء الأحد.

بينما قتلت حركة "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 242 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

تحميل المزيد