اعتمد المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" مشروع قرار قدمته مجموعة من الدول العربية، من بينها دولة قطر، لحماية التعليم والتراث الثقافي والصحفيين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ودعا القرار، الذي تم إقراره خلال أعمال الدورة (42) للمؤتمر العام لليونسكو، التي تعقد خلال الفترة من 7 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بمقر المنظمة في باريس، إلى احترام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2601 لعام 2021 "لحماية التعليم من الهجمات".
وقد توج المشروع بنجاح، حيث صوتت لصالحه 95 دولة، مع اعتراض 8 دول فقط عليه من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، وامتناع 34 دولة على التصويت، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
احتواء آثار الحرب
ونص القرار على ضرورة تحرك منظمة اليونسكو الفوري في مجال اختصاصاتها لاحتواء آثار الحرب الإسرائيلية على غزة، كما دعا المجالس واللجان وبرامج اليونسكو الحكومية الدولية ذات الصلة إلى تقييم تدهور الأوضاع في غزة، ووضع التدابير اللازمة في مجالات اختصاصات اليونسكو.
في السياق، حثّ القرار المديرة العامة لليونسكو على أن تقوم على وجه السرعة بإعداد خطة مساعدة طارئة لغزة، بما في ذلك خطة عمل قابلة للتنفيذ الفوري، ومواصلة حشد جميع الشركاء المعنيين، في مجالات اختصاص اليونسكو، وأن تنشئ حساباً خاصاً من خارج الميزانية لإعادة إعمار غزة ضمن مجالات اختصاصات المنظمة، يتم من خلاله دعوة الدول الأعضاء والجهات المانحة إلى المساهمة فيه.
كما دعا القرار المديرة العامة لليونسكو إلى أن ترصد بفاعلية الوضع في غزة من أجل ضمان المشاركة المباشرة للمنظمة في تنفيذ الإجراءات ذات الصلة، التي تقع ضمن ولايتها وتنظيم اجتماع إعلامي، وأن يتم تعزيز مكتب اليونسكو الفرعي في مدينة غزة من أجل تلبية الاحتياجات في مجالات اختصاصها، على أن يتم تقديم تقرير إلى المجلس التنفيذي في دورته 219 بشأن تنفيذ برنامج اليونسكو للمساعدة الطارئة في غزة.
من جانبه، قال الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب مندوب دولة قطر الدائم لدى اليونسكو، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية، إن دولة قطر، بالشراكة مع الدول العربية، قدمت القرار المعني بقطاع غزة، وذلك خلال انعقاد المؤتمر العام لليونسكو في دورته الـ42 يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث ساهمت دولة قطر في صياغة القرار، وطلبت التصويت المباشر على القرار، وإغلاق النقاش والتصويت على النص كاملاً.
الموافقة لم تأت من فراغ
وفي كلمته أمام المؤتمر العام للمنظمة، أكد ناصر الحنزاب أن الموافقة على القرار من قبل أغلبية الدول الأعضاء بمنظمة اليونسكو لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة وضع إنساني كارثي، يمر به قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأكد في كلمته على الدور المحوري لمنظمة اليونسكو في تعزيز الأمن والسلام الدوليين من خلال التعليم والثقافة حول العالم، كما نص عليه الميثاق التأسيسي لليونسكو، وعلى أهمية التصدي للانتهاكات الخطيرة في قطاع غزة، والمتمثلة في الهجمات التي استهدفت وتستهدف مؤسسات التعليم والتلاميذ والمدرسين والمهنيين العاملين في قطاع التعليم، والذي يعتبر تصعيداً خطيراً، ويهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع.
وطالب أيضاً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية لوضع حد لهذه الحرب، التي نسفت كل ما هو أساس للحياة في غزة، والانتهاكات المستمرة، التي تحرمها كافة القيم الإنسانية والأخلاقية وقواعد القانون الدولي.
ودعا الدكتور ناصر الحنزاب إلى احترام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2601 لعام 2021 "لحماية التعليم من الهجمات" من منطلق حماية التعليم والطلاب والعاملين في التعليم، وحماية الصحفيين في جميع مناطق العالم دون استثناء، مؤكداً على موقف دولة قطر الثابت في دعم مجالات عمل اليونسكو في تنفيذ خطط العمل بفلسطين المحتلة، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في التعليم والحفاظ على تراثه الثقافي في ظل الانتهاكات الإسرائيلية.