جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تأكيد عزم تل أبيب على فرض "سيطرة أمنية كاملة" على قطاع غزة، تشمل "نزعاً كاملاً للسلاح" بعد انتهاء الحرب الدائرة في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقال في تصريح مكتوب، إن الهدف من ذلك سيكون "ضمان عدم وجود تهديد من القطاع لمواطني إسرائيل".
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال لقائه رؤساء المجالس البلدية الإسرائيلية، في بلدات غلاف قطاع غزة، وهي المستوطنات التي كانت الهدف الأول لمقاتلي "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة حماس، عند انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
نتنياهو يتحدث عن فرض سيطرة أمنية على غزة
أضاف نتنياهو: "هناك تصميم كبير هنا من جانبكم (رؤساء المجالس البلدية) ومن جانب الحكومة على العودة إلى ما هو أكثر مما كانت عليه الأمور (قبل الحرب)، بادئ ذي بدء، استعادة الأمن –التأكد من عدم وجود حماس وعدم عودة حماس– ولكن أيضاً التأكد من أنه ستكون هناك حياة قوية بعد ذلك، في غلاف قطاع غزة".
في سياق متصل، قال نتنياهو في تصريحات لشبكة فوكس نيوز الأمريكية، إن "الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي الذي استمر أكثر من شهر ضد حماس، يستغرق وقتاً أطول مما كنت آمل".
والإثنين، أعلن نتنياهو، صراحة، عزم تل أبيب على تولي "المسؤولية الأمنية الشاملة لفترة غير محددة" على قطاع غزة عقب الحرب، وهي الرؤية التي تدعمها الولايات المتحدة بشرط أن يقود "الفلسطينيون الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها في غزة" عقب انتهاء الفترة التي ستتولى مسؤوليتها إسرائيل.
الحرب على غزة تتكون من ثلاث مراحل
كان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، كشف في تصريحات أدلى بها قبل أسابيع، أن الحرب على غزة تتكون من 3 مراحل، تنتهي بـ"إنشاء نظام أمني جديد في قطاع غزة، وإزالة مسؤولية إسرائيل عن الحياة اليومية فيه، وإيجاد واقع أمني جديد لمواطني إسرائيل والمنطقة المحيطة بقطاع غزة"، دون تحديد نطاق زمني لإتمام هذه المراحل.
وأعلنت إسرائيل مراراً، أن هدف الحرب هو إنهاء حكم "حماس" في غزة، و"القضاء" على قدراتها العسكرية، وإعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة.
بدورها، أكدت الولايات المتحدة، على لسان وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، في أكثر من مناسبة، رفض واشنطن عودة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة.
تحويل جزء من ميزانية حزب الليكود إلى الحرب
في سياق موازٍ قالت وزارة المالية الإسرائيلية، الجمعة، إنها ستحوّل للمجهود الحربي نحو 1.6 مليار شيكل (440 مليون دولار) هذا العام من بين المليارات المخصصة للأحزاب المشاركة في الائتلاف اليميني الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ووفقاً لكبار الخبراء الاقتصاديين ومسؤولي البنك المركزي في إسرائيل، فإن الحرب ضد حماس ستكلف الحكومة عشرات المليارات من الشواكل، وطالبوا نتنياهو بتقليص الإنفاق غير الضروري.
وعبروا قبل أسابيع عن قلقهم بشأن خطة الحكومة لتحويل تسعة مليارات شيكل (2.2 مليار دولار) للأحزاب اليهودية المتطرفة واليمينية الداعمة للمستوطنين، في إطار اتفاق أبرمه نتنياهو معهم لتشكيل ائتلافه الحاكم.
ويعني مقترح وزارة المالية تخفيضاً بنحو 70% من إجمالي 2.5 مليار شيكل من التمويل لشركاء الائتلاف لا يزال من المقرر دفعها في ميزانية 2023.
وتثير هذه الأموال جدلاً كبيراً، لأن معظمها يهدف إلى تشجيع اليهود المتشددين، المعفين من الخدمة العسكرية الإلزامية، على البقاء خارج القوى العاملة.
ومنذ 35 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً جوية وبرية وبحرية على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل 11078 فلسطينيا بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسناً، وأصاب 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية.