عقب اندلاع الحرب في غزة بعد طوفان الأقصى، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أودت بحياة أكثر من 10 آلاف شهيد، تواجه العديد من النساء الحوامل في قطاع غزة خطر الولادة في ظروف قاسية دون ملجأ وشح في الماء والغذاء أو رعاية صحية جيدة جراء القصف الإسرائيلي لعدد من المستشفيات في القطاع وأعداد الجرحى الناتجة عن الحرب.
حسب صندوق الأمم المتحدة للسكان توجد قرابة 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة، كما يشهد القطاع قرابة 150 ولادة يومياً، إلا أن قطاع الصحة لم يكن جيداً أيضاً قبل الحصار حسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فالنظام الصحي في غزة قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، كان يواجه تحديات كبيرة بسبب الحصار المفروض عليه منذ 16 عاماً، فقد قيّد الاحتلال الإسرائيلي دخول البضائع والوقود إلى القطاع منذ سنة 2007.
تقول الأمم المتحدة إن النظام الصحي الهش في القطاع على وشك الانهيار، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، ومعها ارتفاع أعداد الإصابات وتراجع إمدادات الأدوية والوقود، مشيرة إلى وجود أكثر من 350 ألف مريض يعانون أمراضاً مزمنة مثل السرطان والسكري.
بعد شهر من القصف الإسرائيلي.. ما هو وضع المنظومة الصحية داخل غزة؟
تواجه النساء الفلسطينيات الحوامل، حالات إجهاض وولادة مبكرة، في القطاع الذي لم تسلم فيه المشافي من القصف الإسرائيلي. حسب وكالة الأناضول وجه مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، خدمة التوليد لمستشفى الحلو الدولي، وذلك بسبب استقباله أعداداً كبيرة من مصابين الحرب، وتواجد آلاف النازحين في المستشفى.
كما تعاني تلك النساء الحوامل في قطاع غزة من قلة الأسرّة والأطباء والرعاية الطبية الجيدة ما قبل الولادة وبعدها، بسبب الحرب الإسرائيلية، بالإضافة للشعور بالخوف؛ إذ تتأثر أقسام الولادة بشكل كبير بسبب عجز الإمكانات بها وعدم قدرة طاقمه على تقديم الخدمة المناسبة في الأوضاع الحالية.
يشمل العجز داخل أقسام الولادة في مستشفيات غزة كلاً من الكوادر الطبية والأدوات والغرف، الأمر الذي زاد من حالات الولادة المبكرة عند معظم النساء، كما يعتبر هذا القسم من بين أكثر الأقسام تضرراً بحكم أنه يتعامل مع الأم قبل الولادة وبعدها، ما يحتاج إلى وجود رعاية صحية فائقة، في الوقت الذي تواجه فيه المستشفيات أزمة حادة في الإمكانات.
نساء حوامل وخدمة المستشفيات غير المتوفرة
وفي 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين عن وجود 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة لا يستطعن الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.
وأضاف الصندوق في بيان على منصة "إكس"، "50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة لا يستطعن الحصول على الخدمات الصحية. 5500 منهن كن سيلدن في شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم"، كما أكد مدير الصندوق دومينيك ألين أن هؤلاء النساء "يحتجن إلى رعاية صحية وحماية عاجلة"، وحث جميع الأطراف على "التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان".
وأضاف البيان أن "هؤلاء النساء الحوامل، اللاتي نشعر بقلق بالغ بشأنهن، ليس لديهن مكان يذهبن إليه"، مؤكداً أنهن يواجهن تحديات "لا يمكن تصورها".
قال مدير الصندوق دومينيك ألين: "تتخيلوا مرور هؤلاء النساء بتلك العملية في المراحل النهائية والثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل، وهن بدون ملابس، بدون نظافة، وبلا دعم، غارقات في عدم اليقين حيال ما سيحدث لهن في اليوم التالي، الساعة التالية، والدقيقة التالية". وأكد أن القصص الواردة من المستشفيات كانت مروعة، مشيراً إلى أن إحدى القابلات في مستشفى الولادة في غزة أخبرته بأنها لم تتمكن حتى من الوصول إلى جناح الولادة بسبب البيئة غير الآمنة، منذ بداية العدوان.
تقاسم المراحيض وانتشار الأمراض
بسبب الحرب على قطاع غزة يلجأ العديد من الناس إلى الملاجئ، ما يدفعهم إلى استخدام مراحيض مشتركة، ما يعزز من خطر انتشار أمراض الجهاز التنفسي أو تلك المرتبطة بنقص المياه الصالحة للشرب.
يقول مدير مستشفى القدس في غزة لقناة "france24"، الدكتور بشار مراد: "يعاني العديد من الأشخاص، وخاصة الأطفال من مختلف الالتهابات، بما في ذلك التقرحات الجلدية والأمراض المتنقلة عبر المياه مثل الإسهال". ويضيف: "هم يعيشون في ملاجئ تنعدم فيها شروط النظافة، كما أن الناس قريبون جداً من بعضهم البعض، ما يسهل تفشي الأمراض".
كما يمكن للإسهال، الذي يتسبب أيضاً في الإصابة بالجفاف الشديد، أن يكون قاتلاً. منظمة الصحة العالمية لفتت إلى أنه السبب الثاني المؤدي إلى الوفاة لدى الأطفال ما دون سن الخامسة في كل أنحاء العالم.