“إن لم نمُت في القصف فسنموت جوعاً”.. أزمة إنسانية في غزة بسبب الحصار الذي فرضه الاحتلال على القطاع

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/09 الساعة 09:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/09 الساعة 09:10 بتوقيت غرينتش
شهداء في قصف إسرائيلي على غزة - الأناضول

اشتد الحصار على أهل غزة حتى أصبح الجميع يتساءل الآن: كيف نصل إلى الطعام والماء؟! فحتى القصف الذي لا ينتهي أصبح كأنه حقيقة معتادة من حقائق الحياة، وتقبَّل أهل غزة أنه لا سبيل إلى معرفة موقع الضربة الجوية للاحتلال الإسرائيلي ولا مكان آمناً في القطاع. 

فرض الاحتلال الإسرائيلي منذ 9 أكتوبر/تشرين الأول حصاراً شاملاً على غزة، وقطع عن أهله الغذاء والماء والوقود والكهرباء وغير ذلك من ضروريات العيش، وبعد شهر من القصف المتواصل، استنفد الفلسطينيون مواردهم، وتوقفت المولدات عن العمل لنقصِ الوقود، ونفدت الإمدادات الغذائية الطارئة، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.

"الموت تحت القصف أو الموت جوعاً"! 

أصبح الخوف من الموت بالغارات الجوية الإسرائيلية أمراً يحتل مرتبة ثانية في الأهمية إذا ما قِيسَ إلى نقص الطعام الذي لا غنى عنه للبقاء على قيد الحياة. وطالت آثار هذا النقص معظم أهل غزة، وأكثر من تضرر منه كبار السن والمرضى والأطفال. 

فيما قال أحد  سكان مخيم جباليا للاجئين، لموقع MEE البريطاني: "ربما يمكنك الحصول على شيء من الطعام للبقاء حياً اليوم، ولكن القلق لا ينقطع مما إذا كنت ستجد ما يسد جوعك غداً أم لا"، وقد "تمكنت من الوصول إلى بعض التمر، ونأكل الآن تمرة في الصباح، وواحدة بعد الظهر، وواحدة في المساء". 

غزة الاحتلال إسرائيل
فلسطينيون ينتظرون بالساعات للحصول على رغيف خبز في غزة/رويترز

وفرغت محال السوبر ماركت من جميع المنتجات، ونشر بعض السكان مقاطع فيديو عبر الإنترنت تُظهر رفوف المتاجر فارغة. وتعمدت إسرائيل قصف المتاجر والمخابز مراراً منذ بداية الحرب. 

وقال أحد سكان جباليا: "حتى المساجد التي كنا نجد فيها الماء قُصفت.. واختفت مواقع الإمداد بالمياه وألواح الطاقة الشمسية تحت وطأة القصف أيضاً"، فنحن "إن لم نمُت بالقصف، فسنموت من الجوع"، و"في ظل هذا الاحتياج، فإننا نضطر إلى شرب أي مياه نجدها، حتى لو لم تكن نظيفة". 

وأشار الرجل من غزة إلى أنه "لم يتبقَّ سوى مخبز واحد، والناس يتزاحمون حوله بالمئات. ولم يعد لدينا حتى الدقيق ليخبز الناس في بيوتهم. لقد أصبح الأمر كأننا في مجاعة. والناس يعيشون على البسكويت، وهذا لا يكفي للبقاء على قيد الحياة إلا مدة قصيرة". وكشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بعد بضعة أيام، أن جميع المخابز في شمال غزة قد أغلقت. 

حرب "تجويع" في غزة 

فيما قالت منظمة المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن إسرائيل تشن "حرب تجويع واسعة النطاق" على السكان المدنيين في غزة. 

وكشفت المنظمة في بيان نُشر الأحد 5 نوفمبر/تشرين الثاني، أن "إسرائيل تعمدت تركيز هجماتها خلال الساعات الماضية على استهداف المولدات الكهربائية وخلايا الطاقة الشمسية، التي تعتمد عليها المنشآت التجارية والمطاعم للعملِ بالحدِّ الأدنى". 

وأشارت المنظمة كذلك إلى أن هجمات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت المناطق الزراعية الواقعة في شرق غزة، ومخازن الدقيق، وقوارب الصيادين، أي تعمدت ألا تترك أي موارد للحصول على الطعام. 

وقالت مها الحسيني، مراسلة MEE في غزة: "لقد مرت 5 أيام منذ آخر مرة وجدنا فيها الخبز. وصار العثور على الطعام في الأسواق أمراً عسيراً. ومن المنتجات التي نفدت، الجبن واللبن واللانشون.. لقد أوشكت غزة على كارثة المجاعة، ولا تزال إسرائيل مصرَّة على قطع إمدادات الغذاء والوقود".

فيما قال الفلسطينيون في غزة إنهم بدأوا يعانون آلام الكلى بسبب الجفاف الشديد. وقال بعضهم إنهم يخلطون الماء المالح بأشياء أخرى ليجدوا ماء يشربونه، وقال ساكن آخر في غزة: "الشوارع مليئة بالقمامة والحشرات والذباب والبعوض، والهواء ملوث.. وأصابتنا الأمراض بسبب تلوث المياه، ونعاني المغص والقيء والإسهال والاحتقان وآلام الكلى.. إنها مأساة وكارثة". 

كان 70% من أطفال قطاع غزة يعانون قبل الحرب مشكلات صحية مختلفة، منها سوء التغذية وفقر الدم وضعف المناعة، ويقول المرصد الأورومتوسطي إن هذه النسبة ارتفعت الآن لتشمل أكثر من 90% من أطفال القطاع. 

علاوة على ذلك، فإن المساعدات تدخل ببطء إلى غزة، ولا تصل إلى الغالبية العظمى من السكان. والإمدادات التي دخلت غزة طوال الشهر الماضي تعادل ما كان يدخل في يوم واحد قبل الحرب.

تحميل المزيد