“لن نرحل ولن نهجر بلادنا”.. رسائل مؤثرة لشهداء غزة نشروها قبل استشهادهم بساعات في قصف للاحتلال

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/08 الساعة 08:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/08 الساعة 08:48 بتوقيت غرينتش
ارتفاع عدد الشهداء في غزة مع استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع - الأناضول

أدى القصف الإسرائيلي المستمر على غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى تسوية أحياء بأكملها بالأرض، حتى أصبح القطاع المحاصر أشبه بكابوسٍ مروِّع، فيما تجاوز عدد الشهداء بعد شهر واحد، 10 آلاف شخص، بينهم أكثر من 4 آلاف طفل، حيث قُصِفَت الأماكن الآمنة، مثل المساجد والكنائس والمراكز الإعلامية والمستشفيات والمتاجر. 

وعلى الأرض، يصف سكان غزة الغارات الجوية والانفجارات المستمرة وتجارب مواجهة الموت المُحقَّق، ويمكن رؤية عبثية الوضع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يستخدم الفلسطينيون منصات مثل إكس (تويتر سابقاً) وإنستغرام للتعبير عن أصواتهم، فقط لتختفي تلك الأصوات نفسها إلى الأبد بعد استشهاد الأشخاص الذين نشروها في غارات جوية، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني. 

الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة تركيا
الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه في قطاع غزة/ الأناضول

الرسائل الأخيرة قبل الاستشهاد 

هيثم حرارة، الصحفي في المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، استُشهد في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، ونُشرت إحدى رسائله الأخيرة على منصة إكس في 13 أكتوبر/تشرين الأول. وجاء في نصها: "لن نرحل ولن نُهجَّر، ولن ترى منا غير الصمود واليقين. فإن كانت الهجرة فإلى بلادنا المحتلة أو إلى الله رب العالمين". 

فيما أُعلِنَت وفاة حرارة في مستشفى الشفاء بغزة، حيث يحتمي الآلاف ويطلبون العلاج من القصف المستمر. 

وسجلت الدكتورة أسماء الأشقر، إحدى سكان غزة، والتي عملت في مستشفى القدس في غزة، رسالة قبل 24 ساعة فقط من استشهادها في غارة جوية إسرائيلية. وتقول في التسجيل الصوتي المؤثر إن غزة "تُمحَى" أمام العالم ولا أحد يتحرك، قالت: "إلى الدول العربية، لا نحتاج شيئاً منكم… الإسرائيليون يصفوننا بالحيوانات البشرية، وبايدن يتحدث عن الإنسانية ويدافع عن إسرائيل، لكنه لا يرى ما يحدث لنا… نحن نُقتَل واحداً تلو الآخر". وأضافت: "العالم كله يراقبنا، عائلات بأكملها تُمحَى من السجلات المدنية". 

وأضافت: "الناس محاصرون بالآلاف تحت الأنقاض… أين الدول؟ من يساعد غزة؟ ليس لدينا سوى الله. أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله". وتابعت: "سيحاسب الله كل من خاننا… لن نسامح كل من طبَّع مع إسرائيل ورقص على دمائنا". 

وكان أحمد الشهاب قد نشر مقطع فيديو أثناء القصف الإسرائيلي العنيف، وبدأه بعبارة: "قد يكون هذا آخر فيديو لي"، واستشهد مباشرة بعد نشره. وفي الفيديو، يطلب الشهاب المساعدة وسط صوت القصف في الخلفية، قائلاً: "هذه رسالتي للعالم، لقد انقطع عنا الطعام والماء والكهرباء وكل شيء". 

وأضاف: "لا نستطيع مغادرة منزلنا لأنهم يقتلوننا من الداخل والخارج، وحتى الآن لم يتحرك أحد. لا نريدكم أن تتحركوا بسببنا أو بسبب فلسطين فقط، نريدكم أن تتحركوا بسبب العنف الذي يستهدف المسجد الأقصى. لا فرق بين الكعبة والمسجد الأقصى". 

غزة الاحتلال إسرائيل
الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه في قطاع غزة/ الأناضول

فيما استشهدت عائلة الشهاب الممتدة بأكملها، وقد ضمت 44 شخصاً، في القصف الإسرائيلي. وشارك الكثيرون مقطع الفيديو الخاص به لإظهار حجم العنف الذي يحدث في غزة. 

شارك الناجون أيضاً لقطات من الشاشات تُظهِر رسائل في دردشات جماعية عائلية، وشارك أحد مستخدمي الشبكات الاجتماعية صورة لمحادثة عائلية على تطبيق واتساب، مُعلِّقاً عليها بعبارة: "كانت هذه نهاية جروب العائلة". 

وفي المحادثة الجماعية، يسأل أحد أفراد الأسرة عن الوضع في أجزاء مختلفة من غزة، ويخبرهم أن بعض الأشخاص قُتِلوا على طريق النخل، بينما قُصِفَت منازل أخرى. لم يرد أحد على الرسائل المُرسَلة في 20 أكتوبر/تشرين الأول، وجاء في الرسالة الأخيرة في الدردشة الجماعية، التي أُرسَلت في 22 أكتوبر/تشرين الأول: "الله يرحمكم حبايبي". 

ويأتي هذا في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي، منذ 33 يوماً، شن حرب مدمرة على القطاع، استشهد فيها أكثر من 10 آلاف و328 فلسطينياً، بينهم 4237 طفلاً و2719 سيدة، وأُصيب نحو 26 ألفاً، كما قتل 163 فلسطينياً واعتقل 2215 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية.

تحميل المزيد