رفض الخروج معهم وأصر على البقاء.. طبيب فلسطيني يودع عائلته عند معبر رفح ويعود لعلاج جرحى غزة

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/07 الساعة 21:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/07 الساعة 21:26 بتوقيت غرينتش
معبر رفح من الجهة الفلسطينية| shutterstock

انتابت الطبيب محمد أبو ناموس، الثلاثاء 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مشاعر جياشة عندما احتضن ربما للمرة الأخيرة ابنته، بينما تستعد أسرته لمغادرة غزة إلى مصر عند معبر رفح الحدودي بعد أن قرر البقاء في القطاع لرعاية آلاف الجرحى جراء القصف الإسرائيلي.

وأسرة أبو ناموس، التي تحمل الجنسية المولدوفية، هي من بين المئات من سكان غزة الذين يحملون جوازات سفر أجنبية ويسمح لهم بالمغادرة إلى مصر عبر المعبر، وهو السبيل الوحيد للخروج من الجيب الفلسطيني المحاصر ولا يقع على حدود إسرائيل.

الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه في قطاع غزة/ الأناضول

طبيب فلسطيني يودع أسرته لرفح ويفضل البقاء في غزة 

قال أبو ناموس لرويترز، بينما يجلس إلى جوار زوجته وابنته في منطقة الانتظار: "لا يوجد سبيل آخر للخروج من هذا الوضع. لا أمان هنا. قطاع غزة بأكمله غير آمن. ولهذا السبب من الأفضل أن أخرجهم حتى أتمكن من التركيز على عملي في علاج المرضى". وأضاف "قطعاً سأخرجهم، لكني سأبقى في قطاع غزة ولن أغادره".

ويقول أبو ناموس، وهو جراح عظام، إنه نقل أسرته من مخيم جباليا في شمال غزة مع بدء الغارات الإسرائيلية إلى منطقة الزهراء السكنية ثم إلى مخيم النصيرات في وسط غزة، لكن إيجاد مكان آمن للأسرة كان أمراً بعيد المنال.

وتمطر إسرائيل غزة بالقنابل منذ أسابيع؛ رداً على الهجوم الدامي الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول والذي قالت إسرائيل إنه أدى لمقتل 1400 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.

إسرائيل تقتل الآلاف في غزة 

وفقاً لتقديرات مسؤولي الصحة في غزة، أودت الغارات الإسرائيلية حتى الآن بحياة ما يزيد على 10 آلاف فلسطيني، نحو 40% منهم أطفال، وهو ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى التحذير من أن غزة تتحول إلى "مقبرة للأطفال".

وقالت دينا، ابنة أبو ناموس، إن مشاعر متباينة تعصف بها كلما تذكرت أنها قد تغادر القطاع. وأضافت: "سنذهب إلى هناك، حيث توجد الكهرباء والمياه والإنترنت وكل شيء.. لكنني في الوقت نفسه حزينة لأن أبي سيبقى هنا".

جانب من الدمار الي خلفه العدوان الإسرائيلي الأخير /رويترز

مصر تستقبل عشرين جريحاً من غزة 

في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة المصرية، مساء الثلاثاء، استقبال 19 جريحاً فلسطينياً و663 أجنبياً عبر معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، وتوقيع الكشف الطبي عليهم.

جاء ذلك في بيان للوزارة، في خامس إعلان رسمي تصدره بشأن القادمين من الجانب الفلسطيني عبر معبر رفح، سواء من الجرحى أو الأجانب، منذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فيما يتواصل القصف الإسرائيلي على القطاع لليوم الـ32.

وأفاد البيان بـ"استقبال مجموعة من الفلسطينيين المصابين في أحداث غزة وتوقيع الكشف الطبي عليهم وعددهم 19 مصاباً"، دون تفاصيل أكثر.

وأضاف أن "جميع الحالات تتلقى رعاية طبية فائقة من الطواقم الطبية المتواجدة بمعبر رفح أو داخل المستشفيات". وأشار إلى أن "أطباء الحجر الصحي في المعبر، قاموا بتوقيع الكشف الطبي على 663 من رعايا الدول الأجنبية".

الاحتلال

ولم تصدر وزارة الصحة المصرية، إحصاءً شاملاً بعدد القادمين من الجرحى الفلسطينيين، منذ فتح معبر فتح الحدودي في 1 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري واستقبال "أول مجموعة من الفلسطينيين المصابين"، والكشف الطبي على الرعايا الأجانب القادمين من غزة، وتلاه 4 إعلانات مماثلة من بينها إعلان اليوم.

وقدرت أول مجموعة بـ16 مصاباً، بخلاف 117 أجنبياً، وفي اليوم التالي تم استقبال 21 مصاباً، بخلاف 344 أجنبياً، وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني تم استقبال 28 مصاباً إلى جانب 448 من الرعايا الأجانب، قبل أن تعلن وزارة الصحة المصرية، الإثنين، استقبال 17 مصاباً و166 أجنبياً.

ومنذ 32 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، قتل فيها 10 آلاف و328 فلسطينياً، بينهم 4237 طفلاً و2719 سيدة، وأصاب نحو 26 ألفاً، كما قتل 163 فلسطينياً واعتقل 2215 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية.

تحميل المزيد