أعلنت حكومة غزة، الإثنين 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عن بلاغات تفيد بوجود جثث لمئات النازحين الفلسطينيين على طرقات، كانت أعلنتها إسرائيل "آمنة" باتجاه جنوب القطاع، وذلك وسط مصاعب كبيرة تواجهها طواقم الإسعاف في القطاع لإزالة الجثامين من مناطق تستهدفها إسرائيل.
المكتب الإعلامي الحكومي قال في بيان عبر تلغرام: "تردنا عشرات البلاغات والمناشدات حول وجود مئات الجثامين لشهداء بالشوارع، في مناطق مختلفة من مدينة غزة، ممن حاولوا التوجّه للممر الآمن المزعوم، وممن حاول الاحتماء من غارات الليلة الماضية (الأحد-الإثنين)".
يأتي هذا فيما جدَّد متحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، صباح الإثنين 5 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إنذاره لأهل غزة، وطلب منهم النزوح نحو الجنوب "من أجل سلامتهم"، على حد زعمه.
كتب أدرعي في منصة "إكس" مخاطباً سكان غزة أن الجيش "سيسمح مرة أخرى اليوم (الأحد) بالمرور على طريق صلاح الدين بين الساعة العاشرة 10:00 صباحاً والثانية 14:00 بعد الظهر".
كذلك وفي منشور سابق أمس (الأحد)، اتهم أدرعي "حماس"، "بإطلاق قذائف هاون وأخرى مضادة للدروع" نحو القوات الإسرائيلية التي كانت تعمل على فتح الطريق من شمال قطاع غزة نحو جنوبه"، وزعم أن "حماس" نفذت ذلك لإبقاء المدنيين "دروعاً بشرية لهم ولقادتهم".
لكن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، قال في مؤتمر صحفي، إن "أوامر الخروج التي يروّجها الاحتلال عبر المنشورات الجوية والاتصالات والإعلانات المموّلة على شبكات التواصل الاجتماعي هي دليل إدانة للاحتلال وليس لصالحه".
واتهم الجيش الإسرائيلي بأنه "يأمر المواطنين للتوجّه إلى جنوب القطاع، ويقصفهم في الطرق ويقطع وصول الإسعافات إليهم".
كان الاحتلال الإسرائيلي قد استهدف مجموعة نازحين، الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أثناء محاولتهم النزوح من الشمال لجنوب القطاع، وروّجت وسائل إعلام غربية أن القافلة تم استهدافها من قِبل "حماس"، لكن صورة أقمار اصطناعية أظهرت وجود دبابات إسرائيلية على مقربة من الموقع الذي حدثت فيه المجزرة.
تحقيق أجراه "عربي بوست" وجدنا خلاله أن صورة التقطتها الأقمار الاصطناعية يوم الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ونشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن شركة "بلانيت" للأقمار الاصطناعية، تُظهر تمركز نحو 11 دبابة إسرائيلية، في منطقة تبعد قرابة 2.4 كيلومتر عن موقع حدوث المجزرة.
من خلال تحديد موقعي الدبابات، ومكان حدوث المجزرة، فإن الدبابات الإسرائيلية تبعد عن موقع حدوث المجزرة قرابة 2.4 كيلومتر، ويُلاحظ أن محيط المنطقة التي توجد فيها الدبابات هي أراضٍ مفتوحة.
كما أن الدبابات الإسرائيلية يمكنها بسهولة رصد أي تحرك على شارع الرشيد؛ لكونها لا تبعد سوى أمتار عنه، فضلاً عن أن الموقع الذي قُصف فيه النازحون يقع تماماً في مرمى نيران الدبابات الإسرائيلية.
ليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال نازحين كانوا متجهين إلى جنوب القطاع، وفي 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل الاحتلال الإسرائيلي 70 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء، وأصيب أكثر من 200 آخرين، جراء قصف الجيش لقوافل نازحين جنوب غزة.
ومنذ بداية تشديد الحصار وإعلان الحرب على غزة وصولاً إلى التوغل البري الذي بدأ في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تدعو إسرائيل أهالي القطاع للتوجه نحو جنوبه باعتباره سيكون "آمناً"، وهو ما تأكد عكسه على أرض الواقع مع توالي المجازر والاستهدافات في كل المناطق بما فيها الجنوب.