قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إن قواته دخلت معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، منذ اليوم الثاني لها في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيراً إلى أن الحزب تمكن من جذب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الجبهة مع لبنان.
وأفاد نصر الله بأن الخيارات "مفتوحة"، في إشارة إلى تحركات قواته مع المقاومة في جنوب لبنان والعمليات التي تخوضها ضد الاحتلال، مشدداً على أنه يجب العمل من أجل انتصار غزة.
تصريحات نصر الله جاءت في كلمة مطولة، الجمعة 3 نوفمبر/تشرين الثاني، تناول فيها سياقات معركة طوفان الأقصى، معتبراً أنها باتت "ممتدة في أكثر من جبهة وأكثر من ساحة".
وانطلاقاً من سياقات معركة طوفان الأقصى، أوضح نصر الله أن 4 عناوين كانت السبب الرئيسي وراء المعركة، وهي آلاف الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال، والانتهاكات بحق المسجد الأقصى، وحصار غزة المتواصل، واعتداء المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية وكل ما يتعلق بها من ملفات، كانت "منسية وفي آخر اهتمامات العالم"، مضيفاً: "كان لا بد من حدث قوي يهز العالم ويعيد طرح قضية فلسطين المحتلة وشعبها المحاصر ومقدساتها المهددة كقضية أولى".
أضاف: "ما حدث في غزة كان لا بد منه لإعادة طرح القضية الفلسطينية كقضية أولى في العالم".
معركة فلسطينية خالصة
في سياق آخر، شدد حسن نصر على أن عملية طوفان الأقصى كان قرارها وتنفيذها "فلسطينياً مئة في المئة"، معتبراً أن "السرية المطلقة هي التي ضمنت نجاح عملية 7 أكتوبر الباهر من خلال عامل المفاجأة"، كما لفت في الوقت ذاته إلى أن تلك السرية لم "تزعج" فصائل المقاومة الأخرى.
وقال إن أداء حركة حماس "ثبّت وأكد الهوية الفلسطينية المطلقة لعملية طوفان الأقصى"، مضيفاً: "يجب أن يفهم الجميع أن أصحاب القرار الحقيقيين هم قيادات المقاومة وأصحاب القضية".
فيما يتعلق بإيران ودورها الإقليمي، شدد نصر الله على أن القرار لدى حركات المقاومة هو لدى قيادات حركات المقاومة، "وإيران تتبنى وتدعم وتساند (..)، إيران لا تمارس أي نوع من الوصاية على حركات المقاومة في المنطقة".
من جانب آخر، حيا نصر الله "السواعد العراقية واليمنية التي شاركت في هذه المعركة"، أضاف: "لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية فلا معركة مثل القتال مع الصهاينة".
وقال إن الدفاع عن شعب غزة هو "مقتضى إنسانية الإنسان"، معتبراً أن ما يجري في غزة ليس حرباً كبقية الحروب السابقة، بل معركة فاصلة حاسمة تاريخية.
واعتبر نصر الله أن الهدف الأول الذي يجب العمل من أجله ليل نهار هو وقف الحرب والعدوان على قطاع غزة، والهدف الثاني أن تنتصر المقاومة في غزة وبالذات أن تنتصر حماس في غزة، وفق قوله.
التهديدات الأمريكية من توسيع الصراع
على صعيد التهديدات الإسرائيلية والأمريكية التي تلقاها حزب الله فيما يتعلق بتجنب توسيع الصراع، قال نصر الله إن "العدو يتوعد لبنان وشعب لبنان بينما يغرق في رمال غزة"، مشيراً إلى أن "ما يجري على جبهتنا اللبنانية غير مسبوق في تاريخ الكيان الإسرائيلي".
وأوضح أن عمليات حزب الله على الحدود "تستهدف آليات وجنود وتجهيزات العدو"، وأنه لن يتم الاكتفاء بما يجري على الحدود الإسرائيلية على كل حال، مضيفاً: "ما يجري على جبهتنا اللبنانية لم يحصل حتى في حرب تموز (2006)".
ولفت إلى أن ما يقارب 57 شهيداً ومن ضمنهم سرايا الكتائب، إضافة إلى شهداء القسام وسرايا القدس، معتبراً أن العمليات التي بدأت وتصاعدت أجبرت العدو على أن يُبقي قواته عند الحدود وحشد مزيد منها، مضيفاً: "الجبهة اللبنانية خففت جزءاً كبيراً من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة".
أضاف: "جزء مهم من قوات الاحتلال قوات نخبة وقوات نظامية كان يمكن أن تتوجه إلى غزة"، مشيراً إلى أن نحو ثلث القوات اللوجيستية لجيش الاحتلال موجهة إلى الحدود اللبنانية.
وأردف: "الجبهة اللبنانية أجبرت عشرات الآلاف من سكان المستعمرات الحدودية على النزوح، وأنه تم إخلاء 43 مستوطنة في شمال فلسطين المحتلة بسبب عملياتنا".
وأفاد نصر الله بأنه منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى "قيل لنا إن الأساطيل الأمريكية ستقصفنا"، مشدداً على أن جبهة لبنان جبهة تضامن مع غزة وتتطور وتتحرك تبعاً للتطورات.
أضاف مهدداً بأن "سلوك العدو إزاء لبنان محدد لتحركاتنا، وهذا سيعيدنا إلى قاعدة المدني مقابل المدني"، مضيفاً: "كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة".
وختم نصر الله كلمته بأنه يجب الاستعداد لكل الاحتمالات والخيارات، وأن التهديدات الأمريكية والإسرائيلية "لن تخيفهم"، وخاطب واشنطن بالقول: "أقول للأمريكيين إن من يريد منع قيام حرب إقليمية يجب أن يسارع بوقف العدوان على غزة".