أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، مساء الجمعة 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن الولايات المتحدة لا تضع خطوطاً حمراء لإسرائيل في هجماتها على قطاع غزة، وذلك في وقت أعلنت فيه تل أبيب عن توسيع نطاق هجماتها على غزة، وجعلت القطاع يعيش ليلة غير مسبوقة من العنف المكثف.
كيربي، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، أعرب عن دعم بلاده المطلق لإسرائيل، قائلاً "مستمرون في دعم المتطلبات الأمنية لإسرائيل، وسنواصل ذلك".
كذلك أكد على أن الولايات المتحدة على اتصال وثيق مع إسرائيل منذ بداية الاشتباكات، مضيفاً: "لم نتردد في التعبير عن مخاوفنا بشأن الضحايا المدنيين، والإصابات في صفوف المدنيين، والنهج الذي قد يختارون اتباعه، هذا ما يفعله الأصدقاء، ونحن أصدقاء"، بحسب تعبيره.
في سياق متصل، لم يعلق كيربي على العملية البرية الإسرائيلية الموسعة، لكنه ذكر أن "واشنطن تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وفق قوله، وقال أيضاً إنه "منذ البداية أجرينا وسنواصل إجراء محادثات معهم حول الطريقة التي سيفعلون بها هذا".
في موازاة ذلك، أعلنت الولايات المتحدة، أمس الجمعة، عن جولة ثانية من العقوبات استهدفت حركة "حماس"، وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن "الإجراءات استهدفت أصولاً إضافية في محفظة استثمارية لحماس، وأشخاصاً يسهلون للشركات المرتبطة بحماس التهرب من العقوبات".
أضافت الوزارة أن "العقوبات شملت أيضاً كياناً يتخذ من غزة مقراً، وكان بمثابة قناة للتمويل الإيراني غير المشروع لحركتي حماس والجهاد الإسلامي. وتدعم إيران حماس وجماعات مسلحة أخرى في الشرق الأوسط"، بحسب قولها.
كان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قد قال أمس الجمعة إنه "إضافة إلى الهجمات التي نفذت في اليومين الماضيين، توسع القوات البرية عملياتها الليلة"، ما أثار تساؤلاً بخصوص ما إن كان الاجتياح البري المرتقب منذ وقت طويل لغزة قد بدأ.
وعاش قطاع غزة ليلة عصيبة، بقصف هو الأعنف من البر والبحر والجو، وسط قطع الاحتلال للاتصالات والإنترنت عن كامل القطاع، فضلاً عن قطع الكهرباء والمياه وغياب الوقود.
يأتي هذا فيما تشن إسرائيل منذ 3 أسابيع عملية عسكرية في قطاع غزة، أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية"، دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت 7326 شهيداً، منهم 3038 طفلاً، و1726 سيدة، و414 مسناً، إضافة إلى إصابة 18967 مواطناً بجراح مختلفة.
وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 220 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.