أردوغان يخاطب شعبه، هل أنتم مستعدون للدفاع عن غزة؟ والحشود ترد: نعم، إليك رسائل الرئيس التركي لإسرائيل

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/28 الساعة 16:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/28 الساعة 16:12 بتوقيت غرينتش
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان/الأناضول

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، 28 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إن بلاده عازمة على إعلان إسرائيل "مجرمة حرب" للعالم أجمع، وأضاف خلال تجمع جماهيري حاشد لنصرة فلسطين في إسطنبول: "كنا نعلم أن إسرائيل ستنزعج من قولنا إن حماس ليست منظمة إرهابية، ومع ذلك عبرنا عن موقفنا بوضوح".

كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التجمع الجماهيري الحاشد لنصرة فلسطين في إسطنبول حملت العديد من الرسائل للاحتلال الإسرائيلي، وكذلك للغرب، بالإضافة إلى رسائله التضامنية مع الشعب الفلسطيني ولأهل غزة، وكذلك لحكام منطقة الشرق الأوسط، حيث قال الرئيس أردوغان: "إسرائيل.. سنعلن للعالم برمته أنك مجرمة حرب، ونعمل على ذلك". وشدد على أن "ما يحدث في غزة ليس دفاعاً (عن النفس) بل مجزرة واضحة ودنيئة، إنهم يسعون للقضاء على سكان غزة بشكل جماعي عن طريق التجويع والعطش وتدمير خدماتهم الصحية".

أردوغان يهاجم الانتهاكات الإسرائيلية في غزة

أوضح كذلك في رسائله ، أن "إسرائيل ليس لديها أدنى اكتراث بشأن قتل الناس، وهم يقولون بكل صراحة ووضوح: (نحن نعرف القتل جيداً)، لكنكم ستدفعون ثمن ذلك باهظاً". وقال مخاطباً الإسرائيليين: "ثقوا تماماً أنكم وأطفالكم سوف تحتاجون إلى تركيا في المستقبل مثل أجدادكم". وأردف أردوغان: "تعالوا واستمعوا لمطالبنا وندائنا بإيصال المساعدات الإنسانية وتأسيس السلام وفتح أبواب الحوار".

كما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، إن الغرب هو "أكبر مسؤول عن المذبحة" التي يتعرض لها قطاع غزة الفلسطيني في الوقت الراهن. وأضاف: "أقول للغرب هل تريدون حرب هلال وصليب مجدداً؟ إن كنتم تسعون لذلك فاعلموا أن هذه الأمة لم تمت". وشدد أردوغان على أن "الجميع يعلم أن إسرائيل ليست سوى بيدق في المنطقة ستتم التضحية به عندما يحين الوقت".

وأكد أن "الساسة والإعلام في الغرب مستنفرون لشرعنة المجازر بحق الأطفال والنساء والأبرياء في غزة، وإسرائيل ترتكب بشكل واضح جرائم حرب". وتابع الرئيس التركي: "الغرب هو أكبر مسؤول عن المذبحة في غزة".

ولفت إلى أن "الأصحاب الحقيقيين للعبة التي تدور في المنطقة هم الذين يرعون التصرفات المتعجرفة للإدارة الإسرائيلية، لأن تل أبيب لا يمكن أن تتخذ خطوات رغماً عن هؤلاء". وأردف: "كم من الأطفال والنساء والمسنين يجب أن يموتوا لكي تعلنوا وقف إطلاق النار؟ دفتر خطايا الغرب تجاوز مجدداً حدود اللعبة كثيراً".

أردوغان يهاجم الغرب

أردوغان أكمل: "أيها العالم ترون كل هذه الحقائق، فالأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) يصدح ولكنكم لا تسمعون، لقد أصبحتم صماً عمياً". واستطرد: "هؤلاء (الغرب) يعرفون كيفية القتل، كانوا يقضون على اليهود بشكل جماعي في غرف الغاز ويمحون المدن بسكانها من الخريطة بالقنابل الذرية".

وزاد الرئيس أردوغان: "بإذن الله سنرى ذلك اليوم الذي يرحل فيه الظالمون من حياة الشعب الفلسطيني، فإن ظلم الظالم لا يدوم إلى الأبد". وخاطب إسرائيل قائلاً: "الغرب مدين لك، أما تركيا فلا، لذا نتكلم ونحن مرتاحون، وأردوغان يتكلم بهذا الشكل لأن تركيا ليست مدينة لك". وأشار في كلمته كذلك إلى أن من حضر مؤتمر غزة في إسطنبول فاق المليون ونصف المليون نسمة.


أردوغان يصف نتنياهو بالإرهابي

في الخطاب نفسه وصف أردوغان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بالإرهابي الذي يرتكب المذابح، مشيراً إلى: "غزة كأي مدينة من مدننا، ما كنا نظنه جزءاً لا يتجزأ من (أمتنا)، وهناك شهداء من غزة في تشاناكالي/جاليبولي (قاتلوا من أجل وطننا)، ولقد فرقونا ليس جغرافياً فحسب، بل أيديولوجياً أيضاً.

أكمل أردوغان خطابه في الهجوم على إسرائيل بالقول: "بالطبع كنت أعرف أن إسرائيل سوف تشعر بالإحباط مني عندما أقول إن حماس ليست منظمة إرهابية، لا غالب إلا الله، لا غالب إلا الله".

الرئيس التركي قال كذلك في رسائله التي وجهها إلى إسرائيل إن السلطان عبد الحميد "أحد سلاطنة الدولة العثمانية"، قد ناضل كثيراً من أجل فلسطين، وهاجم إسرائيل بقوله: "انظر إلى تاريخها، إسرائيل كيف انتهى بك الأمر في هذه الأراضي؟ أنت غازي" في إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

قال كذلك إن "تركيا لا تدين لك بشيء، ولكن الغرب يدين لك بالكثير، يأتي الغرب فيزورك، كأنه يطلب عفوك". وأضاف: "نعرف كيف أساءوا إلى السلطان صلاح الدين عند قبره، لم ينسوا خسائرهم، بل يتذكرون فتح إسطنبول، هناك قوى تسعى (خلسة) إلى هزيمة تركيا".

أضاف كذلك أنهم ذرفوا دموع التماسيح على أوكرانيا عندما هاجمت روسيا ولكنهم الآن يشاهدون غزة دون أي اهتمام من العالم وقال: "اعلموا أنه مهما كنا في ليبيا، في قره باغ (أذربيجان)، فهذا ما نحن عليه في الشرق الأوسط!"، في إشارة إلى النجاحات العسكرية الأخيرة التي حققتها تركيا، وأضاف: "قد تجدنا فجأة في إحدى الليالي (على عتبة دارك، هكذا)، هذه الأمة مستعدة لصناعة التاريخ (مرة أخرى).


الغرب يقف وراء حزب العمال الكردستاني

أردوغان قال كذلك ضمن رسائله إلى الغرب وإسرائيل: "نحن نعلم جيداً أن الغرب وإسرائيل يقفان أيضاً وراء تنظيمات حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وتنظيم غولن الإرهابية على حدودنا. نحن نعرف الألعاب التي يلعبونها، فهي في الكلمة ليبرالية وديمقراطية".

أضاف: "الآن يحاولون إضفاء الشرعية على جرائم الحرب، إسرائيل ترتكب جرائم حرب، سوف نقدمكم كمجرمي حرب للعالم، والزعماء الغربيون لا يطالبون حتى بوقف إطلاق النار، انظروا ماذا حدث، لا كهرباء ولا ماء ولا طعام ولا مستلزمات طبية ولا مستشفيات تعمل بدون تخدير وفي الظلام".

أردوغان أضاف: "أيها العالم، لقد أصبحتَ أعمى، تذكر كيف قلت في دافوس: "أنت تعرف كيف تقتل".


أشار كذلك إلى أن: "غزة هي كل اهتمامنا، يجب أن نعمل معاً (دعا دول المنطقة إلى العمل معاً مع تركيا)، فالمقاومة الفلسطينية ستسجل في التاريخ، وسكان غزة مستعدون للدفاع عن أنفسهم بأسنانهم".

ثم وجه سؤاله إلى الحضور في الحشد الكبير أمامه: "هل نحن مستعدون أيضاً؟ إذا لزم الأمر هل يمكننا القيام بذلك؟ (هل يمكنني الاعتماد عليك للالتزام بهذا؟)"، ليرد الجمهور بهتافات التكبير ونعم، أي أنهم مستعدون لتلبية نداءات الدفاع عن أهالي غزة.


أضاف أردوغان في إشارة إلى إسرائيل التي طالبت أهالي غزة بالخروج من منازلهم: "هؤلاء الخسيسون، أخرجوهم (من منازلهم) قائلين: اذهبوا إلى الصحراء. كما يمطرونهم بالقنابل إذا حاولوا المغادرة، سكان غزة لن يغادروا (تحية لشجاعتهم)". 

مشيراً إلى أن 75 سنة من الظلم ستنتهي، وسيرحل الغرب يوماً ما، وستبقى إسرائيل وحيدة مع شعبها الذي اضطهده طوال 75 عاماً.


عاود أردوغان مخاطبة إسرائيل بالقول: "كن مطمئناً أنك ستحتاج إلى مساعدة تركيا، استمعوا إلينا، افتحوا أبواب المساعدات، افتحوا الأبواب لنتحاور من أجل السلام، فنحن نؤمن بأن السلام العادل ليس فيه خاسرون".

قال كذلك إنه يتحدث عن واقع الشعب الفلسطيني الذي من حقه أن يدافع عن نفسه، مشيراً إلى أنه يشعر بالحزن لمقتل كل مدني، مشيراً إلى أن الإسرائيليين يعرفون كيفية "القتل"، وهذا شيء يفعلونه جيداً! سوف يدفعون ثمناً باهظاً، على حد قوله.

كان قطاع غزة قد عاش ليلة عصيبة، الجمعة 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من قصف هو الأعنف لقوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء الحرب، واستمر حتى الساعات الأولى من اليوم السبت، واستهدفت خلاله قوات الاحتلال محيطي مستشفيي الشفاء والإندونيسي بأكثر من 10 غارات جوية، تزامناً مع قطع كامل للإنترنت والاتصالات. 

من جانبه، قال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم السبت، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 53 مجزرة في القصف الليلي على القطاع ليلة الجمعة/السبت، ليرتفع عدد الشهداء نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 7703، بينهم 3195 طفلاً.

وتنفذ إسرائيل منذ 3 أسابيع عملية عسكرية في قطاع غزة أطلقت عليها اسم "السيوف الحديدية" دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت 7326 شهيداً، منهم 3038 طفلاً، و1726 سيدة، و414 مسناً، إضافة إلى إصابة 18967 مواطناً بجروح مختلفة.

وخلال الفترة ذاتها قتلت "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 220 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

تحميل المزيد