قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن خلية صغيرة من نشطاء حركة حماس هي من خططت لعملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفق معلومات استخباراتية تم تبادلها مع الولايات المتحدة، وأضافت أن خلية حماس تواصلت فيما بينها عبر شبكة من الهواتف المدمجة في شبكة الأنفاق تحت غزة على مدى عامين.
الشبكة الأمريكية نقلت الأربعاء، 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن مصدرين "مطلعين على الأمر"، أن خطوط الهاتف في الأنفاق سمحت للعناصر التي حضرت لعملية "طوفان الأقصى" بالتواصل مع بعضهم البعض سراً، ما يعني أنه لا يمكن لمسؤولي المخابرات الإسرائيلية تعقبهم.
كما قالت المصادر إنه طوال عامين استخدمت الخلية الصغيرة العاملة في الأنفاق خطوط الهاتف للتواصل والتخطيط لعملية "طوفان الأقصى"، لكن ظلَّت الأمور غير معروفة، حتى جاء وقت التنشيط واستدعاء المئات من مقاتلي حماس لشنّ هجوم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
فيما قالت المصادر إنهم تجنبوا استخدام أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة خلال فترة العامين، لتجنب اكتشافهم من قبل المخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية. وقال أحد المصادر: "لم يكن هناك الكثير من النقاش والتنسيق خارج المنطقة المباشرة".
إجراءات استخباراتية "قديمة الطراز"
وفق ما نشرته شبكة "سي إن إن"، تكشف المعلومات الاستخبارية التي شاركتها إسرائيل مع المسؤولين الأمريكيين، كيف أخفت حماس التخطيط لعملية "طوفان الأقصى"، من خلال إجراءات استخباراتية قديمة الطراز، مثل عقد اجتماعات التخطيط شخصياً، والابتعاد عن الاتصالات الرقمية التي يمكن لإسرائيل تتبع إشاراتها لصالح الهواتف السلكية في الأنفاق.
ما كشفته التقارير الاستخباراتية يقدم رؤية جديدة بشأن السبب وراء تعثر إسرائيل والولايات المتحدة في تحديد هجوم حماس، الذي شهد تدفق ما لا يقل عن 1500 مقاتل من المقاومة عبر الحدود إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في عملية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1400 إسرائيلي.
"سي إن إن" قالت إنها لم تطلع على المعلومات الاستخبارية المحددة، ولكنها تحدثت إلى مصادر مطلعة عليها. ورفض مكتب مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية التعليق، ولم تستجب السفارة الإسرائيلية في واشنطن لطلب التعليق.
بينما ذكرت شبكة "سي إن إن" في وقت سابق، أن سلسلة من التحذيرات الاستراتيجية من وكالات المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، لم تدفع المسؤولين من أي من البلدين إلى توقع أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول.
يشير الاحتلال الإسرائيلي إلى الأنفاق التي بنتها حماس على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية أو نحو ذلك باسم "مترو غزة". وتشكل الأنفاق متاهة واسعة تُستخدم لتخزين الصواريخ والذخيرة، فضلاً عن أنها توفر وسيلة للمسلحين للتحرك دون أن يلاحظهم أحد. ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضاً إنها تحتوي على مراكز قيادة وسيطرة حيوية لحماس.
التحضير لعملية "طوفان الأقصى"
وفقاً للمصادر المطلعة على عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية، انتظرت الخلية الصغيرة حتى ما قبل بدء الهجوم مباشرة لإعداد مجموعة أكبر من المقاتلين فوق الأرض لتنفيذ العملية المحددة.
حيث قال أحد المصادر إنه على الرغم من تدريب قادة الوحدات البرية والمقاتلين لعدة أشهر، وإبقائهم في حالة استعداد عام، فإنهم لم يطلعوا على الخطط المحددة إلا في الأيام التي سبقت العملية. وأضاف المصدر: "هكذا تقسم المهمات وتحتفظ بشيء ضمن حلقة صغيرة"، مشيراً إلى أن هذا ما حدث في هذه الحالة.
كما قال أحد المصادر إن بعض التدريبات فوق الأرض تمت ملاحظتها، لكنها لم تدق أجراس إنذار كبيرة، وكان التفكير هو: "إنهم دائماً يدربون الأشخاص بهذه الطريقة، لا يبدو الأمر مختلفاً".
بينما قال مصدر ثالث مطلع على أحدث المعلومات الاستخبارية، إن إيران ساعدت حماس على تطوير تكتيكاتها الأمنية العملياتية على مر السنين، رغم أن المخابرات الأمريكية لا تعتقد أن إيران لعبت دوراً مباشراً في التخطيط لعملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
إسرائيل على علم بأنظمة اتصالات المقاومة
"سي إن إن" قالت إن إسرائيل كانت على علم بأن عناصر المقاومة الفلسطينية كانوا يستخدمون أنظمة اتصالات سلكية قبل هجوم أكتوبر/تشرين الأول، وواجهت ما يبدو أنه نوع مماثل من نظام الاتصالات عندما داهم الجيش الإسرائيلي مدينة جنين في شمال الضفة الغربية هذا الصيف، وفقاً لمسؤول إسرائيلي.
عندما تحركت القوات الإسرائيلية كجزء مما أطلق عليه اسم "عملية المنزل والحديقة"، اكتشف جيش الاحتلال الإسرائيلي خطوط اتصال آمنة وكاميرات مراقبة ذات دائرة مغلقة، لإعطاء إنذار مسبق لتحركات القوات الإسرائيلية.
في ذلك الوقت، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه ضرب مركز قيادة العمليات المشتركة الذي تستخدمه الخلايا المسلحة في جنين، مشيراً إلى أنه كان يستخدم "للمراقبة والاستطلاع المتقدم". وقال الاحتلال إن الموقع كان "مركزاً للتنسيق والتواصل".