قالت صحيفة "واشنطن بوست"، الثلاثاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تستعد لخطط إجلاء جماعي للمواطنين الأمريكيين في الشرق الأوسط، في حال تصاعدت الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة في قطاع غزة، مشيرةً إلى وجود قلق لدى واشنطن حول الأمريكيين الموجودين في لبنان.
الصحيفة نقلت عن 4 مسؤولين مطلعين على تخطيط الطوارئ للحكومة الأمريكية، قولهم إن إدارة بايدن تستعد لاحتمال أن يحتاج مئات الآلاف من المواطنين الأمريكيين إلى الإجلاء من الشرق الأوسط، إذا لم يكن من الممكن احتواء إراقة الدماء في غزة.
يأتي الحديث عن هذه الخطط الأمريكية، في وقت يستعد فيه جيش الاحتلال، وبمساعدة أسلحة ومستشارين عسكريين أمريكيين، لعملية برية محتملة في غزة محفوفة بالمخاطر.
المسؤولون الذين تحدثوا للصحيفة -دون الكشف عن هوياتهم- قالوا إن "الأمريكيين الذين يعيشون في إسرائيل ولبنان المجاور يثيرون قلقاً خاصاً"، على الرغم من أنهم أكدوا أن عملية إخلاء بهذا الحجم تعتبر أسوأ سيناريو، وأن النتائج الأخرى يُنظر إليها على أنها خطر.
أحد المسؤولين أضاف في تصريح للصحيفة أنه "سيكون من غير المسؤول عدم وجود خطة لكل شيء".
يقول خبراء إن صعوبة عملية الإجلاء الأمريكية المُحتملة، تعتمد على مدى العملية، وقالوا إنها قد تكون أصعب من كل العمليات السابقة في الذاكرة الحديثة، إذ قد ينطوي ذلك على طائرات القوات الجوية أو السفن الحربية التي تم تعزيز وجودها بالمنطقة هذا الشهر.
الإدارة الأمريكية، وعلى الرغم من دعمها لإسرائيل، إلا أنها تشعر بقلق عميق من احتمال تصعيد الحرب، وقال 3 أشخاص مطلعين على المناقشات للصحيفة الأمريكية، إنه "في الأيام الأخيرة حولت (أمريكا) انتباهها جزئياً إلى الخدمات اللوجستية المعقدة المتمثلة في الاضطرار فجأة إلى نقل عدد كبير من الأشخاص.
تُشير تقديرات وزارة الخارجية الأمريكية، إلى أنه كان هناك حوالي 600 ألف مواطن أمريكي في إسرائيل، ويُعتقد أن 86 ألفاً آخرين كانوا في لبنان عندما شنت حركة "حماس" هجومها يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ينصبّ القلق في لبنان بشكل رئيسي على "حزب الله" حليف إيران، وأشارت الصحيفة إلى وجود مخاوف من أن الحزب قد يهاجم إسرائيل من الشمال، ما قد يؤدي إلى حرب على جبهتين، ومن شأن ذلك أن يجهد القوات الإسرائيلية.
وكانت هنالك مناوشات على طول الحدود بين "حزب الله" وإسرائيل، وأعلن الحزب عن خسارة بصفوف مقاتليه، كما أعلن جيش الاحتلال عن مقتل عدد من جنوده في الجبهة الشمالية.
أحد المسؤولين الذين تحدثوا للصحيفة، قال: "لقد أصبحت هذه مشكلة حقيقية"، مضيفاً "أن الإدارة قلقة جداً من يخرج هذا الأمر عن نطاق السيطرة".
يمتد قلق الإدارة الأمريكية إلى ما هو أبعد من هذين البلدين، حيث يراقب المسؤولون أيضاً احتجاجات الشوارع التي انتشرت في جميع أنحاء العالم العربي، ما يعرّض الموظفين الأمريكيين والمواطنين الأمريكيين في المنطقة لخطر متزايد.
تُشير الصحيفة إلى أن قصف غزة أدى إلى تأجيج الغضب الإقليمي تجاه إسرائيل ومعاملتها للفلسطينيين.
يقول بروس ريدل، الزميل البارز في معهد بروكينغز والمسؤول السابق في إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، إن "الشارع الآن هو المسؤول إلى حد كبير".
أضاف ريدل: "قيل لنا على مدى السنوات العشر الماضية إن العالم العربي والعالم الإسلامي لم يعد يهتم بفلسطين، واتفاقيات أبراهام كانت دليلاً على ذلك"، في إشارة إلى الاتفاقيات التي وقعتها حكومات السودان والمغرب والبحرين والإمارات بهدف تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حسناً، لقد عادت فلسطين. لا أعتقد أنها اختفت على الإطلاق".
يأتي هذا فيما تواصل إسرائيل لليوم الـ18 غاراتها على غزة، وبلغ عدد الشهداء 5500 شهيد، فيما أصيب ما لا يقل عن 15273 شخصاً، بحسب وزارة الصحة في القطاع، إضافة إلى عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.
فيما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي، وأصابت 5132، وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب عالية، خلال عملية شنتها يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأطلقت عليها اسم "طوفان الأقصى".