اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية، السبت 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، يقول إن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها"، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن واشنطن سترسل منظومة دفاع جوي صاروخي إلى الشرق الأوسط، وذلك رداً على الاستهداف الأخير للقوات الأمريكية بالمنطقة.
الاقتراح الذي قدمته أمريكا يطالب إيران أيضاً بالتوقف عما قال إنه تصدير الأسلحة إلى "الميليشيات والجماعات الإرهابية، التي تهدد السلام والأمن في أنحاء المنطقة".
كما يدعو مشروع القرار إلى حماية المدنيين، بمن فيهم أولئك الذين يحاولون النجاة بأنفسهم، ويشير إلى أن الدول "يجب أن تلتزم بالقانون الدولي عند الرد على الهجمات الإرهابية"، كما يحث على دخول المساعدات إلى قطاع غزة بشكل "مستمر وكافٍ ودون أية عوائق".
لم يتضح على الفور ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم طرح مشروع القرار للتصويت، أو متى، إذ تتطلب الموافقة على القرار تأييد تسعة أصوات على الأقل، وعدم استخدام روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا حق النقض (الفيتو).
تأتي هذه الخطوة من جانب أمريكا، بعد أن استخدمت حق "النقض" ضد نص صاغته البرازيل يوم الأربعاء الماضي، كان يدعو إلى هدنة إنسانية بين إسرائيل وفصائل المقاومة بغزة، للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع.
مشروع القرار الأمريكي الجديد لا يدعو إلى أي وقف أو هدنة في القتال، ويدعو جميع الدول إلى الحيلولة دون "اتساع رقعة العنف في غزة أو الامتداد إلى مناطق أخرى في المنطقة، وذلك من خلال مطالبة حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى بالوقف الفوري لجميع الهجمات".
إرسال منظومة "ثاد"
في موازاة ذلك، قالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن الولايات المتحدة سترسل منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "ثاد"، المعروف باسم نظام الدفاع ضد الأهداف التي تطير على ارتفاعات عالية، ومنظومة باتريت للصواريخ الاعتراضية، إلى الشرق الأوسط، رداً على الهجمات الأخيرة على القوات الأمريكية في المنطقة.
وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قال إنه "بعد مناقشات مستفيضة مع الرئيس جو بايدن بشأن التصعيد الأخير من قبل إيران، والقوى التي تعمل بالوكالة عنها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وجهت اليوم بسلسلة من الخطوات الإضافية لتعزيز موقف وزارة الدفاع في المنطقة".
أضاف أوستن أنه سيرسل قوات إضافية إلى المنطقة، لكنه لم يذكر عددها، وكان "البنتاغون" قد وضع بالفعل نحو 2000 جندي في حالة جاهزية عالية، لإرسالهم إلى المنطقة إذا دعت الحاجة.
أشار أوستن إلى أن "هذه الخطوات ستعزز جهود الردع في المنطقة، وتزيد من حماية القوات الأمريكية هناك، وتساعد في الدفاع عن إسرائيل".
كانت أمريكا قد أرسلت قوة بحرية كبيرة إلى الشرق الأوسط في الأسابيع القليلة الماضية، بما شمل حاملتي طائرات والسفن المرافقة لهما ونحو 2000 من قوات مشاة البحرية.
يأتي هذا فيما تضع واشنطن نفسها في حالة تأهب قصوى، تحسباً لنشاطات الجماعات المدعومة من إيران، مع تصاعُد حدة التوتر في المنطقة خلال الحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة.
كما تأتي هذه الخطوة بعد عامين من سحب إدارة بايدن أنظمة الدفاع الجوي من الشرق الأوسط، استناداً إلى انخفاض التوتر مع إيران.
ولليوم السادس عشر على التوالي، يتعرض قطاع غزة المحاصر منذ 2006، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سماها "السيوف الحديدية"، وأسفر القصف الإسرائيلي على القطاع حتى صباح اليوم الأحد، عن استشهاد 4385 شخصاً، بينهم 1756 طفلاً.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".