قالت صحيفة "واشنطن بوست"، الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يُتوقع أن يواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي صعوبات بالغة في عمليته العسكرية البرية التي ينوي شنها على قطاع غزة، حيث تقول تل أبيب إن هدفها هو القضاء على حركة "حماس" التي تسيطر على القطاع.
الصحيفة أشارت في تقرير مطول إلى أن جيش الاحتلال يتوقع أن يواجه صعوبات في المناطق المكتظة بالسكان في غزة، لأن مقاتلي "حماس" قد يحاولون نصب كمين لقوات الجيش الإسرائيلي من الأنفاق ووسط الأنقاض، مشيرةً إلى أن هذه المساحة المحدودة قد تحد من القدرة على المناورة.
الصحيفة وصفت جيش الاحتلال بأنه "أحد أقوى الجيوش في العالم"، لكنها أشارت بوضوح إلى أن "حماس" كانت تستعد على ما يبدو لعملية برية إسرائيلية واسعة النطاق، وأضافت أن القصف الإسرائيلي المكثف حوّل مباني وشوارع غزة إلى متاهة من الركام.
يُرجح أن يؤدي الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة إلى الحد من نطاق الهجمات التي يمكن تنفيذها من الجو، حتى لا تُعرض القوات الإسرائيلية على الأرض للخطر.
تقول الصحيفة في سياق حديثها عن التحديات التي ستواجه جيش الاحتلال، إنه يمكن استخدام الأنقاض كمخبأ تهاجم منه "حماس" الجنود الإسرائيليين، وأضافت أن "حماس" أيضاً قد تحاول توجيه جنود الجيش الإسرائيلي إلى المناطق التي زرعت فيها العبوات الناسفة والمتفجرات.
لفتت الصحيفة إلى أن "حماس" قد تستخدم أيضاً طائرات مسيرة انتحارية، إلى جانب المروحيات الرباعية التي استخدمتها أيضاً، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أثناء تنفيذها عملية "طوفان الأقصى"، وقد تستخدم هذه المروحيات أيضاً لإلقاء متفجرات من الجو.
الصحيفة أوضحت أيضاً أن "التهديدات قد تأتي من أي اتجاه، فمثلاً قد يضعون قناصة على أسطح المباني"، لاستهداف الجنود الإسرائيليين.
وفيما قد يستخدم جيش الاحتلال تكتيكاً يجمع بين المشاة والمدرعات وعناصر دعم أخرى ليتقدم. فالمركبات المدرعة ستوفر غطاءً وقوة نارية للمقاتلين، لكن- بحسب الصحيفة- فإن الشوارع الضيقة قد تقيّد حركتها، وتجعلها عرضة للنيران المضادة للدبابات.
ترى "واشنطن بوست" أنه لا يمكن تحقيق أهداف في هذه العملية إلا من خلال قتال المشاة، وهذا سيقتضي من الجنود الانتقال من منطقة إلى منطقة، ومن باب إلى باب، لإخلاء المباني و"تنظيفها".
لكن سيكون بمقدور مقاتلي حماس التنقل من موقع لآخر عبر فتحات مصنوعة في الجدران، ونوهت الصحيفة أيضاً إلى "أنفاق حماس"، التي قد تمكّن مقاتليها من الاختباء ومحاولة مفاجأة الجنود الإسرائيليين.
زعمت الصحيفة أن بعض هذه الأنفاق يُستخدم لإنتاج الصواريخ، والبعض الآخر يؤوي مسؤولين كباراً في "حماس"، وسلطت الصحيفة الضوء على أن محاولة تدمير الأنفاق بهجمات جوية قد يلحق الضرر بالمدنيين، وهذا يثير مخاوف بشأن مصير الأسرى والمفقودين.
من جانبه، قال مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في مركز واشنطن لسياسة الشرق الأوسط: "يبدو أن العملية البرية الكبرى قد تركز على مدينة غزة، على الأقل في البداية، وربما بدرجة محدودة على أماكن أخرى أيضاً، ولكن من المرجح أن يستمر القصف المدفعي والجوي لأهداف إضافية في جميع أنحاء قطاع غزة أيضاً".
بدوره، قال غيث العمري، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط: "ستكون للحملة البرية حتماً عواقب وخيمة على المدنيين في قطاع غزة، فطبيعة البناء الحضري هناك تعني أن هذه العملية ستواجه مقاومة شرسة".
أضاف العمري أن العملية "ستتطلب استخدام قوة هائلة من جانب إسرائيل، وما يثير القلق في هذه العملية هو أنها قد تستمر لفترة غير مسبوقة، والمدنيون لن يكونوا عرضة لخطر الموت والإصابة بشكل مباشر فحسب، بل سيتعرضون أيضاً لنقص حاد وطويل الأمد في المساعدات الإنسانية".
ولليوم الخامس عشر على التواصل، يواصل جيش الاحتلال لليوم الخامس عشر على التوالي، استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، في أحدث إحصائية لوزارة الصحة في قطاع غزة، تسبب القصف الإسرائيلي على القطاع، منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، باستشهاد 4137 شخصاً، بينهم 1524 طفلاً، بالإضافة إلى 13 ألف مصاب.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.