مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة أسبوعها الثالث، تواصل قوات الاحتلال قصف المناطق السكنية؛ ما تسبب في هدم 5500 مبنى بصورة كاملة، فضلاً عن ارتفاع أعداد الشهداء إلى 4 آلاف و137 شخصاً وأكثر من 13 ألف جريح أغلبهم من النساء والأطفال مع فرض الحصار الكامل على القطاع خلال الأسبوعين الماضيين.
ومع بداية أول أيام الأسبوع الثالث، بدأت دخول شاحنات المساعدات من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المحاصر مع بدء القصف الإسرائيلي كلياً، فيما توجهت الآليات الفلسطينية إلى داخل المعبر لتفريغ المساعدات القادمة من الجانب المصري.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد أنه حصل على التزام من الإسرائيليين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بفتح المعبر، وتوقع عبور 20 شاحنة في المرحلة الأولى.
ممر آمن
من جانبه، قال "مكتب غزة الإعلامي"، إنه "من المهم تدشين ممر آمن يعمل على مدار اللحظة لتوفير الحاجات الإنسانية، ويسمح بخروج الجرحى لتلقي الرعاية الطبية"، مطالباً وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بأن يتم تسليم المساعدات لمستحقيها في شتى أماكن قطاع غزة.
في السياق، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة باستشهاد 352 شخصاً خلال الساعات الـ24 الماضية نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، مشيراً إلى تهدم 5500 مبنى سكني بصورة كلية في غزة، كانت تضم 14200 وحدة سكنية، جراء القصف الذي تشنه إسرائيل على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
"لا كلمات تكفي لإدانة الفظائع في غزة"
وعلى صعيد الانتهاكات المتواصلة على القطاع، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة إنه لا توجد كلمات يمكن أن تعبر عن مستوى الإدانة لجميع الفظائع والانتهاكات في غزة، لافتاً إلى "مقتل 17 من موظفينا في غزة وتأثر 35 منشأة تابعة للوكالة وبعضها تعرض للقصف المباشر".
المفوض الأممي أضاف: "يجب حماية حياة كل المدنيين وسلامة مرافق الأمم المتحدة والبنية التحتية بما فيها المشافي"، مطالباً في الوقت ذاته جميع الأطراف بالتوصل لوقف فوري لإطلاق النار، وهو السبيل الوحيد للخروج من الفوضى.
القسام تقصف أسدود
وميدانياً، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إنها قصفت مدينة أسدود بدفعة صاروخية رداً على استهداف الاحتلال الإسرائيلي المدنيين في قطاع غزة.
وفي الضفة الغربية، أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 78 فلسطينياً من مناطق عدة بالضفة خلال الساعات الماضية.
مقتل إسرائيلي
وإسرائيلياً، أعلن جيش الاحتلال مقتل ضابط من قوات الاحتياط خلال تبادل لإطلاق النار الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول ، مع مقاتلين من حزب الله على الحدود مع لبنان. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن "الجيش سمح صباح اليوم السبت بنشر خبر مقتل الضابط، ويدعى عمر بيلو (22 عاماً)، وأضافت أن 3 جنود آخرين أصيبوا خلال الاشتباك، اثنين منهم بجروح متوسطة، والثالث بجروح طفيفة".
وكانت وكالة الأنباء اللبنانية قد ذكرت أن حزب الله استهدف قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة برنيت، معلناً تحقيق إصابات أكيدة فيها بين قتيل وجريح.
فيما أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، في بيان، السبت، ارتفاع عدد الجرحى منذ بداية الحرب إلى 5007 بينهم 52 ما زالوا بحالة خطيرة.
ضغوط على تل أبيب
في السياق، قال مسؤول إسرائيلي، السبت، إن العديد من الدول الغربية تضغط على إسرائيل لتأجيل شن غزو بري لقطاع غزة، خشية أن يؤدي ذلك إلى إحباط جهود تأمين إطلاق سراح المزيد من الأسرى.
جاء ذلك بحسب ما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري عن مسؤول سياسي إسرائيلي، لم يسمّه، غداة إعلان حماس، مساء الجمعة، الإفراج عن أسيرتين أمريكيتين بعد جهود قطرية.
المسؤول الإسرائيلي قال إنه "في أعقاب إطلاق حماس لرهينتين من غزة، تضغط الولايات المتحدة والعديد من الحكومات في أوروبا بهدوء على إسرائيل لتأجيل شن غزو بري لغزة، خوفاً من أن يؤدي هذا التوغل إلى إحباط الجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراح المزيد من الرهائن في المستقبل المنظور".
وأضاف: "الحكومات الغربية التي تضغط حالياً على إسرائيل لديها مواطنون من بين المفقودين، وتعتقد أنه كلما مر المزيد من الوقت، أصبح من الصعب تأمين إطلاق سراح الرهائن".
وتابع المسؤول الإسرائيلي: "تدرك الحكومات أن الغزو البري أمر محتمل للغاية، ولا تطلب من إسرائيل عدم شن أي غزو على الإطلاق".
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.