تواصلت المظاهرات الاحتجاجية، الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ضد العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة في عدد من المدن العربية والدولية وسط دعوات للنفير العام الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول، من أجل التظاهر أمام سفارات إسرائيل وأمريكا في دول العالم.
ففي الأردن واصل المواطنون التعبير عن تضامنهم مع قطاع غزة والتنديد بالهجمات الإسرائيلية عليه، من خلال وقفات شعبية شهدتها العديد من محافظات المملكة.
وبحسب الأناضول، فإن محافظات إربد والمفرق (شمال) والكرك (جنوب) شهدت، الخميس، وقفات تضامنية عفوية مع غزة، وداعمة للمقاومة الفلسطينية.
فيما قال مصدر أمني، فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن قرابة 5 آلاف شاركوا في فعالية مركزية أمام مسجد الكالوتي بالعاصمة عمان، على بعد مئات الأمتار من مقر السفارة الإسرائيلية.
وهتف المشاركون بشعارات من قبيل "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، و"يا شهيد ارتاح ارتاح وإحنا (نحن) نكمل الكفاح"، و"عالقدس رايحين (ذاهبون) شهداء بالملايين"، وغيرها من الهتافات، واعتلت أعلام فلسطين رؤوس المشاركين.
وعلى الرغم من قرار مديرية الأمن العام الأردنية مساء الخميس، عدم السماح بأي تجمعات احتجاجية على المناطق الحدودية، فإن الملتقى الوطني لدعم المقاومة (نقابي حزبي) أعلن اعتزامه تنظيم وقفة على الحدود مع فلسطين غداً الجمعة، مطالباً الأجهزة الأمنية بالالتزام بنصوص الدستور بحق التظاهر على الأراضي الأردنية بالكامل.
وبوتيرة شبه يومية، تشهد محافظات الأردن المختلفة منذ نحو أسبوعين، تظاهرات شعبية تندد بالهجمات الإسرائيلية على غزة وتدعم المقاومة الفلسطينية.
احتجاجات في الجزائر
أما في الجزائر، فقد شارك الآلاف الخميس، في تظاهرات حاشدة بمختلف محافظات البلاد، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، مع دخول الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة يومها الـ13.
وجاءت التظاهرات تلبية لدعوة أطلقتها، الثلاثاء، أحزاب سياسية وتنظيمات المجتمع المدني، تحت عنوان "نداء من أجل نصرة فلسطين".
وقال الداعون إلى التظاهرات في الجزائر إن الخروج في المسيرات عبر كافة المحافظات "سيكون دعماً ومناصرة للشعب الفلسطيني في مقاومته والدفاع عن المقدسات، ورفضاً لحرب الإبادة الجماعية والتهجير والمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاشم"، وفق الأناضول.
وانطلقت، اليوم، مظاهرة حاشدة في العاصمة الجزائر، من ساحة أول ماي (الأول من مايو) إلى ساحة الشهداء، حمل خلالها المتظاهرون أعلام فلسطين، كما رددوا شعارات "فلسطين الشهداء"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، و"بالروح بالدم نفديك يا غزة".
وخرجت أيضاً مسيرات حاشدة، بمدن قسنطينة وجيجل وسكيكدة (شرق)، وكذلك باتنة التي شهدت مشاركة الرئيس الجزائري الأسبق اليامين زروال (1995-1999) في المسيرة، بحسب الصور التي بثها التلفزيون الرسمي.
وعلى هذا النحو، لبى آلاف الجزائريين بغرب وجنوب البلاد نداء التظاهر "نصرة لفلسطين".
والخميس، أعلنت الخارجية الجزائرية تعليق احتفالات ذكرى ثورة التحرير (1954-1962) والتي تبدأ في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل من كل عام، وذلك على مستوى السفارات والقنصليات بالخارج.
وقالت الوزارة في بيان، إن القرار "جاء بأمر من رئيس الجمهورية (عبد المجيد تبون) تعبيراً عن تضامن الشعب الجزائري، والدولة مع أهلنا وأشقائنا الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر".
وكانت الجزائر علقت أيضاً كافة الفعاليات الرياضية والثقافية في هذه الفترة، تضامناً مع فلسطين.
وقفة تضامنية بقطر
وفي الدوحة، نظم طلاب جامعة قطر، الخميس، وقفة تضامنية تعبيراً عن دعمهم لفلسطين واستنكارهم للهجمات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
في هذه الوقفة، رفع الطلاب الأعلام الفلسطينية واللافتات التي تدين الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الأهالي في قطاع غزة.
كما شهدت الوقفة التضامنية وجود محصلين تابعين لجمعية قطر الخيرية، حيث جمعوا تبرعات لصالح أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، تعبيراً عن التضامن والدعم المستمرين للفلسطينيين.
احتجاجات في النمسا
ودولياً، نظم المئات وقفة تضامنية في العاصمة النمساوية فيينا تضامناً مع قطاع غزة، والتنديد بالمجازر الإسرائيلية بحق المدنيين.
كما شهدت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية تظاهرة دعماً للفلسطينيين وللمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
دعوات "النفير العام"
يأتي ذلك، فيما دعا الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، في خطاب مصور، مساء الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "الجماهير العربية والإسلامية في كل مكان إلى أن تدافع عن كرامتها وأقصاها، وأن تحتشد وتزحف نحو فلسطين"، مشدداً على أن "الاحتلال اليوم في أسوأ حالاته منذ 75 عاماً".
كما دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الأمتين العربية والإسلامية إلى النفير العام الجمعة 20 أكتوبر/تشرين الأول، تحت عنوان "ليتوقف العدوان على غزة ولا للتهجير أو الوطن البديل".
وفي وقت سابقٍ الخميس، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية الدائرة على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى أكثر من 3800 قتيل، بينهم 1524 طفلاً و1000 سيدة و120 مسناً.
فيما بلغ عدد المصابين 12493 شخصاً، منهم 3983 طفلاً و3300 سيدة، وفقاً لبيان صدر عن الوزارة الفلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على غزة، ما أسفر عن قتل 3785 فلسطينياً، بينهم 1524 طفلاً و1000 سيدة، وإصابة 12493، منهم 3983 طفلاً و3300 سيدة، كما تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء عن القطاع، الذي يسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.
في المقابل، قتلت "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 4629، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت ما بين 200 و250 إسرائيلياً، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.