نعى المجلس التشريعي الفلسطيني، الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عضو المجلس جميلة الشنطي، التي استشهدت إثر قصف إسرائيلي لقطاع غزة مساء الأربعاء، حيث تواصل آلة الحرب الإسرائيلية لليوم الـ13 على التوالي عدوانها على غزة، مرتكبةً مزيداً من المجازر بحق المدنيين، مما تسبب في استشهاد 3800 شخص على الأقل.
والشنطي هي أول سيدة تصل لعضوية المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عام 2021، وقد شغلت منصب وزيرة المرأة في قطاع غزة سابقاً عام 2013.
وباستشهاد الشنطي تكون قوات الاحتلال اغتالت ثلاثة أعضاء من المكتب السياسي لحركة حماس منذ بداية العدوان على القطاع، حيث استشهد في وقت سابقٍ عضوا المكتب زكريا أبو معمر، وجواد أبو شمالة. وكانت الشنطي تشرف على ملف "الجامعات ودور القرآن الكريم" في "حماس".
مسيرة جميلة الشنطي
وُلدت جميلة عبد الله الشنطي -وكنيتها أم عبد الله- عام 1957، في مخيم جباليا شمالي مدينة غزة، هُجرت عائلتها من مدينة المجدل قرب عسقلان المحتلة.
التحقت بجماعة الإخوان المسلمين أثناء دراستها الجامعية في جامعة عين شمس بمصر عام 1977، كانت من الجيل الأول المؤسس لحركة حماس عام 1987، وكانت أحد أبرز الأسماء ضمن قائمة الاغتيالات الإسرائيلية.
الدراسة والتكوين العلمي
حصلت الشنطي على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية عام 1980، وبعدها عملت مدرسة في المملكة العربية السعودية مدة 10 سنوات.
واصلت مسيرتها التعليمية، وحصلت على ماجستير في أصول التربية من الجامعة الإسلامية بمدينة غزة عام 1998.
واستكملت مسيرتها التعليمية عام 2013، إذ حصلت على درجة الدكتوراه في الإدارة التربوية من كلية العلوم الأسرية بجامعة دبي في الإمارات، عبر تقنية التعليم عن بعد.
التجربة السياسية
كانت الشنطي من الناشطات في حركة حماس منذ بداية تأسيسها، وتوجت مسيرتها فيها بأن أصبحت أول امرأة تصل لعضوية المكتب السياسي، وهو منصب شغلته عام 2021، انتخاباً وليس تعييناً.
انضمت إلى العمل التنظيمي في الحركة عقب عودتها من السعودية إلى قطاع غزة عام 1990، وتولت رئاسة مجلس الشورى النسائي في الحركة لدورتين متتاليتين.
برز اسمها عندما نجحت في كسر حصار فرضه الاحتلال الإسرائيلي على عدد من المقاومين الفلسطينيين لجؤوا إلى مسجد في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، وذلك بقيادتها مسيرة نسائية في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2006، الأمر الذي جعلها أحد أبرز الأسماء ضمن قائمة الاغتيالات الإسرائيلية.
وفي عام 2006 تم انتخابها عضواً في المجلس التشريعي عن كتلة "الإصلاح والتغيير" (تابعة لحماس)، وترأست العمل النسوي لحركة حماس لسنوات عديدة، وعينت وزيرة للمرأة في الحكومة بغزة.
محاولة اغتيال فاشلة
بعد مرور 3 أيام على نجاح المسيرة النسائية التي قادتها جميلة الشنطي بهدف كسر حصار مجموعة من المقاومين المحاصرين، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلها، مما أسفر عن استشهاد زوجة أخيها وشخصين كانا بالقرب من المنزل، بينما نجت هي، بسبب عدم وجودها في الموقع المستهدف حينها.
وأعلنت حماس، الأسبوع الماضي، أنها أنهت الانتخابات الداخلية بقطاع غزة، التي بدأت في 19 فبراير/شباط الماضي، بإعادة انتخاب يحيى السنوار رئيساً للحركة بغزة، وبضم أول سيدة وهي الشنطي لعضوية المكتب السياسي.