أعلنت مصر، الأربعاء 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، الحداد 3 أيام في كافة أنحاء البلاد، على أرواح ضحايا المستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، وسط احتجاجات شهدتها مدن مصرية، وأخرى أمام معبر رفح الحدودي مع القطاع، كما ظهرت مظاهرات في دول عربي عدة دعماً لغزة.
الرئاسة المصرية قالت في بيان، إن "الرئيس عبد الفتاح السيسي، قرر إعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء البلاد، لمدة ثلاثة أيام، حداداً على أرواح الضحايا الأبرياء لجريمة قصف المستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة، وعلى جميع الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق".
في سياق متصل، وجَّه رضا حجازي، وزير التربية والتعليم بمصر، كافة المديريات التعليمية بوقوف الطلاب، خلال طابور الصباح غداً الخميس، بجميع مدارس البلاد، دقيقة حداد على أرواح الشهداء من الشعب الفلسطيني، بحسب ما أورده موقع "اليوم السابع".
يأتي هذا فيما خرجت تظاهرات شعبية، اليوم الأربعاء في العاصمة المصرية القاهرة، ومدن مصرية أخرى تضامناً مع غزة، ورفضاً لتهجير الفلسطينيين من القطاع الذي تحاصره إسرائيل.
متظاهرون في القاهرة نددوا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، كما تظاهر مئات الصحفيين أمام مقر نقابة الصحفيين المصرية بالقاهرة، ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين ومصر، وقالت صحيفة "الأهرام" المصرية، إن الصحفيين أكدوا أن ما يرتكبه جيش الاحتلال من قصف متعمد لمنشآت وأهداف مدنية، يعد انتهاكاً خطيراً لأحكام القانون الدولي والإنساني، مطالبين بتحقيق دولي في جرائم الحرب، فيما أحرق متظاهرون علم إسرائيل عند مبنى النقابة.
كذلك نظمت مشيخة الأزهر وقفة تضامنية مع قطاع غزة، وتبرع موظفو الأزهر بالدم من أجل الفلسطينيين، وفي موازاة ذلك، خرجت تظاهرة كبيرة في ميدان المؤسسة بشبرا في محافظة القليوبية؛ للتنديد بمجازر الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وذكرت وسائل إعلام مصرية أن المحتجين رددوا هتافات ضد الاحتلال واعتداءاته على المستشفيات والمدنيين العزل في القطاع.
أعرب المتظاهرون أيضاً عن رفضهم محاولة إسرائيل تهجير الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، ورددوا شعارات مثل "عاشت فلسطين"، و"لا للإبادة الجماعية".
من جانبه، نظم شباب "التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي" (تجمع مصري محسوب على السلطات)، وقفة تضامنية، وأدوا صلاة الغائب على أرواح ضحايا غزة أمام معبر رفح، وهم يرتدون قمصاناً سوداء تعبيراً عن الحداد.
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد لوَّح اليوم الأربعاء، بخروج "ملايين" من المصريين للتظاهر، رفضاً لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، وقال: "مصر فيها 105 ملايين والرأي العام المصري والعربي يتأثر بعضه ببعض، وإذا استدعى الأمر أن أطلب من الشعب المصري الخروج للتعبير عن رفض هذه الفكرة (التهجير إلى سيناء)، فسترون ملايين من المصريين يخرجون للتعبير عن دعم هذا الموقف".
تأتي هذه التظاهرات في مصر وغيرها من البلدان العربية، بعد يوم من ارتكاب إسرائيل مجزرة مروعة، بعدما قصفت مستشفى المعمداني (الأهلي) في قطاع غزة، ما تسبب باستشهاد 471 شخصاً و28 حالاتهم حرجة، بحسب ما ذكرته وزارة الصحة في غزة.
وفي الأردن شارك الآلاف مجدداً، اليوم الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في وقفة تضامنية مع قطاع غزة قرب سفارة تل أبيب بالعاصمة عمّان، تنديداً بـ"الهجوم الإسرائيلي" على المستشفى المعمداني، الذي أوقع مئات القتلى والجرحى.
المتظاهرون تجمهروا أمام مسجد الكالوتي بمنطقة الرابية، على بعد مئات الأمتار من مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان، وشهد المكان وجوداً أمنياً كثيفاً، خاصة بعد محاولة اقتحام السفارة الإسرائيلية التي جرت مساء الثلاثاء في مظاهرة مماثلة.
ردد المتظاهرون هتافات تطالب بإغلاق سفارة تل أبيب بالعاصمة عمّان، وأخرى مناوئة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما طالبوا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بفتح الحدود مع إسرائيل.
وفي تونس، تظاهر الآلاف في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وتضامناً مع المقاومة الفلسطينية، ورفع المتظاهرون عدة شعارات، منها: "مقاومة مقاومة.. لا صلح لا مساومة"، و"لا إله إلا الله.. والشهيد حبيب الله"، وغيرهما.
كذلك احتشد المئات أمام مقر السفارة الفرنسية بالشارع نفسه، مطالبين برحيل السفيرة آن غيغان، وسط تعزيزات أمنية قوية، كما شهدت عدة مدن ومناطق تونسية، يوم غضب طلابي شارك فيه آلاف طلاب من المعاهد الثانوية وكليات العاصمة، تضامناً مع القضية الفلسطينية وتنديداً بـ"مجزرة" المستشفى.
في موريتانيا أيضاً، خرج آلاف الطلاب في مسيرة بالعاصمة نواكشوط تنديداً بالعدوان الإسرائيلي ومجزرة "المستشفى المعمداني" في غزة.
وبالمغرب، نظم آلاف الطلاب في جامعات طنجة والمحمدية وآسفي (شمال) وأكادير (وسط) مسيرات احتجاجية، تنديداً بالهجوم الإسرائيلي على المستشفى المعمداني في غزة.
وفي اليمن، تظاهر الآلاف بمدينتي صنعاء وتعز البلاد، تنديداً بالهجوم الإسرائيلي على المستشفى المعمداني في غزة.
كما خرج سوريون في تظاهرات داعمة لغزة، في مدينة إدلب التي تتعرض باستمرار لقصف من نظام بشار الأسد وروسيا.
وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، شن غارات مكثفة على غزة، وتقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية بغلاف قطاع غزة.