تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مقاطع فيديو توثق آثار القصف الوحشي الذي قام به الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى المعمداني في قطاع غزة والذي خلف 500 شهيد ومئات الجرحى، وهي الجريمة التي وصفتها حركة المقاومة الإسلامية بجريمة إبادة جماعية.
مقاطع الفيديو التي تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، تضمنت توثيق تناثر الجثامين، ووجود بقايا أجساد لفلسطينيين، استشهدوا بالقصف الإسرائيلي على مستشفى المعمداني في قطاع غزة.
ظهر في مقاطع الفيديو كذلك، جثامين عشرات الأطفال الصغار وكذلك جثامين عشرات العائلات التي فقدت أرواحها شهداء جراء القصف الوحشي الذي قام به الاحتلال الإسرائيلي.
في سياق متصل، دعت منظمة "أنقذوا الأطفال" الإنسانية، الثلاثاء، إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع ارتفاع عدد الضحايا ونفاد المياه. جاء ذلك في بيان نشرته المنظمة (بريطانية غير حكومية تُعنى بالدفاع عن حقوق الطفل بالعالم) على موقعها الإلكتروني.
وقال المدير القطري للمنظمة جيسون لي، في البيان: "المياه والوقت ينفدان بالنسبة لأطفال غزة".
وأضاف أنه "مع توقع انعقاد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مرة أخرى اليوم، يجب الاتفاق على وقف إطلاق النار لإنقاذ حياة الأطفال، ودون نهاية القتال، فإن حياة آلاف الأطفال ستكون على المحك".
وأفادت التقارير بمقتل أكثر من ألف طفل خلال 11 يوماً من الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، بمعدل طفل كل 15 دقيقة، فيما يشكل الأطفال ثلث إجمالي الوفيات في غزة، حسب البيان نفسه.
وأضاف البيان أنه "مع تواصل الحصار الشامل على غزة، يستمر الوضع الإنساني المتردي في التفاقم، ما يؤدي إلى تزايد الاحتياجات"، ومع عدم وجود وسيلة لإمدادات المساعدات والسلع الأساسية، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أمس الإثنين، من أن "المياه النظيفة آخذة في النفاد وأن الناس – وخاصة الأطفال الصغار- سيبدأون قريباً الموت بسبب الجفاف".
من جانبها، فقد أصدرت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" يوم الثلاثاء، 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أول تعليق على مجزرة مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، حيث استشهد 500 شخص على الأقل، وفق ما قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، وشددت الحركة على أن "المجزرة المروعة التي نفذها الاحتلال الصهيوني في المشفى الأهلي العربي (المعمداني) وسط قطاع غزة، وارتقى خلالها مئات الشهداء والجرحى والمصابين، أغلبهم من العائلات النازحة والمرضى والأطفال والنساء، جريمة إبادة جماعية".
أضافت الحركة: "إن المجرزة تكشف مجدداً حقيقة هذا العدو وحكومته الفاشية وإرهابها، وتفضح الدعم الأمريكي والغربي لهذا الكيان الاحتلالي المجرم".
ولفتت حركة حماس في بيان لها إلى أنه "على المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية تحمل مسؤوليتهم والتدخل الفوري، والآن وليس غداً.. لوقف غطرسة الاحتلال وجيشه الفاشي، ومحاسبته على ما يقترفه من إبادة جماعية منذ أحد عشر يوماً".
كان متحدث وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، قد سبق أن قال إن تقديرات أولية تشير لاستشهاد أكثر من 500 شخص في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف مستشفى المعمداني وسط القطاع المحاصر، مساء الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نيراناً مشتعلة بعدد من المباني وسط عدد من جثث الضحايا نتيجة غارات الاحتلال على المستشفى.
يأتي ذلك، بينما قصفت طائرات الاحتلال، الثلاثاء، مدرسة تؤوي آلاف النازحين في مخيم للاجئين بقطاع غزة، وفق ما أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، مشيراً إلى استشهاد 6 وإصابة العشرات نتيجة القصف.
لازاريني قال في بيان على موقع الوكالة: "قُتل ما لا يقل عن 6 أشخاص بعد ظهر اليوم (الثلاثاء) عندما قُصفت مدرسة تابعة للأونروا في مخيم المغازي للاجئين بالمنطقة الوسطى بغزة".
وتابع: "أُصيب العشرات (بمن فيهم موظفو الأونروا)، ولحقت أضرار هيكلية جسيمة بالمدرسة.. ومن المرجح أن تكون الأرقام (الخاصة بالضحايا) أعلى".
وأفاد لازاريني بأن "المدرسة تعرضت للقصف خلال الغارات الجوية والقصف الجوي الذي شنته القوات الإسرائيلية على غزة"، كما أشار إلى أن "ما لا يقل عن 4 آلاف شخص لجأوا إلى مدرسة الأونروا التي تحولت إلى ملجأ، وليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه".
في الوقت ذاته، شدد لازاريني على أن "هذا أمر مشين، ويظهر مرة أخرى استهتاراً صارخاً بحياة المدنيين"، مضيفاً أنه "لم يعد هناك مكان آمن في غزة بعد الآن، ولا حتى منشآت الأونروا".
يُذكر أنه رداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتواصل مواجهتها مع جيش الاحتلال لليوم الحادي عشر على التوالي.
وحتى مساء الثلاثاء، بلغ عدد ضحايا الفلسطينيين نحو 3 آلاف شهيد و12500 جريح في غزة، و61 قتيلاً و1250 جريحاً في الضفة الغربية، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي شن غارات مكثفة على غزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
بحسب مصادر رسمية إسرائيلية، قتلت "حماس" أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 4229 وأسرت نحو 200 آخرين، بينهم عسكريون برتب كبيرة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
وحتى قبل الحرب الراهنة، يعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.