قالت صحيفة Middle East Eye البريطانية، في تقرير نشرته يوم الإثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن الباحث المصري في مجال حقوق الإنسان، باتريك زكي، مُنع من عدة فعاليات في إيطاليا للإعلان عن إطلاق كتابه الجديد، في أعقاب منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي وصف فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"القاتل المتسلسل".
وأوضح الموقع أن زكي، الناشط الحقوقي البالغ من العمر 30 عاماً والباحث بجامعة بولونيا، والذي قضى نحو عامين معتقلاً في مصر على ذمة اتهامات وُجهت إليه، كان في إيطاليا هذا الأسبوع لإطلاق أول كتاب يصدر له، "أحلام الحرية وأوهامها".
وجاءت تعليقاته، التي لم تذكر اسم نتنياهو مباشرةً، في خضم أسبوع من الغارات الإسرائيلية الكثيفة ضد قطاع غزة، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 2750 فلسطينياً، وأظهر منشور زكي على موقع فيسبوك مجموعة كبيرة من إلغاء الفعاليات لإطلاق كتابه حول إيطاليا.
تضييق يطال الباحث المصري باتريك زكي بسبب غزة
أفادت صحيفة la Repubblica الإيطالية، يوم الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول، بأن ظهور زكي في الحلقة الأولى من الموسم الجديد للبرنامج الحواري الإيطالي Che Tempo Fa، حُذف وأُعيد تحرير الحلقة قبيل بثها. وأعلن مقدم البرنامج فابيو فازيو أن ظهور زكي المقرر سابقاً في الحلقة، قد أُلغي.
وبعدها بمدة قصيرة، أعلنت المنظمة غير الربحية Sermig Arsenal of Peace في تورينو، أن حفل إطلاق كتاب زكي الذي كان مقرراً خلال معرض تورينو للكتاب في 17 أكتوبر/تشرين الأول، قد أُلغي.
قال زكي في تغريدته التي وصف بها نتنياهو بالقاتل المتسلسل: "عندما يحاول قاتلٌ متسلسلٌ أن يقنع المجتمع الدولي بأنه يحترم الأعراف الدولية من أجل شرعنة قتل المدنيين. فأين يذهبون؟!"
في يوم الجمعة أيضاً، أعلنت لورا كاستيليتي، عمدة مدينة بريشيا، عن منع زكي من حضور مؤتمر السلام في المدينة، حيث كان مقرراً أن يلقي كلمة افتتاحية.
وقالت لورا في بيان: "تعليقاته عن إسرائيل لا تمثل المدينة". وأضافت لورا أن فعاليات إطلاق كتاب زكي في المدينة أُلغيت، وأنها تطالب بسحب جائزة السلام التي مُنحت إليه سابقاً عن طريق المؤتمر نفسه أثناء اعتقاله في مصر.
في حديثها مع موقع Middle East Eye، قالت الناشطة الحقوقية المصرية سمر الحسيني: "إذا كان الرأي العام الإيطالي يعتقد أن عليه قصر رأيه على النظام المصري لأنهم ساعدوه في الخروج من السجن… فما هو إذن الشيء الذي نؤمن به؟".
وتساءلت: "هل يأتي تضامن [الغرب] مع السجناء السياسيين مقابل ألا نرفع أصواتنا عندما نرى أن قيمهم لا تتسق مع القانون الدولي".
باتريك زكي هاجم نتنياهو بسبب غزة
كتب زكي في تغريدة لاحقة نُشرت في 10 أكتوبر/تشرين الأول: "في الصراع بين فلسطين وإسرائيل، لا يمكن أن يُعد أحد داعماً لحماس إذا كان يدعم فلسطين. لست مع حماس، ولكن يبدو أن اتخاذ موقف دفاعي عن المدنيين الفلسطينيين سوف يضعك في موقف إشكالي، لا سيما أن الإعلام الدولي كله مؤيد لإسرائيل ولا يتحدث عن الأزمة الإنسانية الخطيرة على الجانب الآخر".
أضاف: "أولويتي سوف تكون دائماً أرواح المدنيين، وسوف أدين دائماً أي عنف ضد المدنيين حول العالم، ولكن في قيامي بذلك سوف أكون دائماً في صف الضعفاء ضد الفاشية والاحتلال. كنت في السابق وسأكون دائماً نصيراً قوياً للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في استعادة بيوتهم وأراضيهم، التي سُلبت منهم بالعنف عبر التاريخ. السياسات العنصرية والاستعمارية لحكومة نتنياهو تشكل جذور حالة الحرب الدائمة التي نجد أنفسنا فيها الآن، مما ينتج عنه خسارة مأساوية لأرواح آلاف المدنيين، ومن ضمنهم النساء والأطفال الأبرياء".
وتابع: "إن التزامي يسترشد دائماً وأبداً بحماية الإنسانية وحقوق الإنسان. لن أكون قادراً أبداً على تأييد أفعال العنف والقتل أو تبريرها. بل عكس ذلك، أدعم بقوة حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن نفسه".
اختتم تغريدته قائلاً: " يجب إيقاف هذه الحرب، ويجب إنقاذ حياة البشر. تعاطفي ودعائي للإيطاليين المتورطين في هذا الصراع؛ على أمل أن يتمكنوا من البقاء الآمنين واحتضان ذويهم قريباً".