المغرب متشبث بالحكم الذاتي والجزائر “طرف في النزاع”.. الأمم المتحدة تصدر تقريرها عن الصحراء الغربية

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/16 الساعة 11:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/16 الساعة 11:46 بتوقيت غرينتش
زيارة دي ميستورا لوزارة الخارجية المغربية/ أرشيف

أصدر الأمين العام للأمم المتحدة رسمياً على موقعها الإلكتروني، تقرير الأمين العام إلى مجلس الأمن حول الصحراء الغربية، وذلك بعد نهاية زيارة المبعوث الأممي لمنطقة الصحراء المتنازع عليها بين المغرب والبوليساريو.

ويتنازع على إقليم الصحراء المغرب، الذي يعتبره جزءاً من أراضيه ويقترح الحكم الذاتي كحل للصراع، وجبهة البوليساريو الانفصالية التي تُطالب باستفتاء شعبي لتقرير المصير وفصل الصحراء عن المغرب. 

المغرب متشبث بالحكم الذاتي 

أكد تقرير الأمم المتحدة حول الصحراء الغربية أن المغرب ما زال متشبثاً بموقفه؛ كون مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه سنة 2007 هو النتيجة الوحيدة القابلة للتطبيق لعملية سياسية في منطقة الصحراء.

لكن المغرب، حسب التقرير، أظهر مرونة بخصوص المفاوضات التي لن تقتصر على المعايير التي قدمها في مقترحه سنة 2007، مؤكداً أن إعادة تفعيل اجتماعات المائدة المستديرة هي أفضل وسيلة للتقدم.

وأشار التقرير إلى أن المغرب، ورغم أنه يرى أن مقترح الحكم الذاتي ينبغي أن يكون نقطة البداية، إلا أنه يقبل بفكرة احتمال تقديم المشاركين الآخرين نقاط بداية مختلفة للمفاوضات.

أما وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، فقد أكد من خلال لقائه بالمبعوث الأممي أن المملكة تشتغل على حشد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي، باعتباره الحل الوحيد لإنهاء النزاع.

مقابل ذلك، أكدت جبهة البوليساريو، حسب التقرير نفسه، إصرارها على أن يكون مقترح تقرير المصير وإجراء استفتاء أساسَ أي عملية مفاوضات مع المغرب مستقبلاً.

الجزائر طرف في الصراع

جاء في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أن الجزائر تُعد طرفاً في الصراع بين المغرب وجبهة البوليساريو، واستعرض الزيارات التي قام بها المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الجزائر العاصمة، والتقى من خلالها وزراء وشخصيات عسكرية.

وجاء في التقرير أن تدهور العلاقات بين المغرب والجزائر يؤثر على الحالة في الصحراء الغربية، ففي الوقت الذي أعلن فيه تبون قطع العلاقات مع المغرب، كان الملك محمد السادس يدعو إلى عودة الأمور إلى طبيعتها.

أما بخصوص موقفها من المفاوضات، فأكد التقرير أن الجزائر تُريد أن تحافظ على موقفها الذي عبَّرت عنها سابقاً، وهو أن تلعب دور المراقب، لكن "مراقب للغاية".

وأكد المبعوث الأممي للصحراء الغربية أن المسؤولين في كل من الجزائر والمغرب أكدوا له بأنه لن يكون هناك أي تصعيد مستقبلي بين الطرفين.

لكن من جهتها، ترفض الجزائر الجلوس على طاولة المفاوضات، وتقول إنها غير معنية بصراع الصحراء، وتُطالب بمفاوضات مباشرة بين المغرب والبوليساريو فقط، في الوقت الذي يعتبر فيه المغرب أن الجزائر أحد أطراف النزاع.

زيارة ميستورا

وقبل إصدار التقرير، كان ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، قد حل في 4 سبتمبر/أيلول 2024، على مدينة العيون، في زيارة رسمية في إطار جولة تشمل أطراف النزاع الإقليمي حول الصحراء.

وخلاصة زيارته للمغرب، أكد دي ميستورا أنه التقى بعدد كبير من المسؤولين المغاربة والمنتخبين محلياً ومنظمات المجتمع المدني، وأعربوا عن تأييدهم لمقترح الحكم الذاتي الذي تُقدمه المملكة.

وأشاد التقرير بمشاريع البنى التحتي المموَّلة من المغرب كالمستشفيات ومراكز التدريب المهني والمرافق الرياضية وأشغال بناء ميناء الداخلة الأطلسي.

وكان دي ميستورا قد حلَّ في 12 يناير/كانون الثاني 2022 بالعاصمة المغربية الرباط، في سياق أول جولة له بالمنطقة، منذ تعيينه خلفاً للمبعوث السابق، الألماني هورست كوهلر، الذي كان قد استقال عام 2019 لـ"دواعٍ صحية".

وشملت الجولة الأولى لـ"دى ميستورا" الجزائر ومخيمات تندوف وموريتانيا، وهي الجولة التي اعتبرها المراقبون جولة لجسّ النبض، والسعي للتحضير للقاءات المستقبلية، ومحاولة تجاوز الانسداد الحاصل منذ استقالة كوهلر.

تحميل المزيد