قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الأحد 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن إسرائيل في عملياتها التي تنفذها ضد قطاع غزة المُحاصر، "تتجاوز حدود الدفاع عن النفس"، ودعا تل أبيب إلى التوقف عن "العقاب الجماعي" لسكان القطاع، وأكد في تصريحات أخرى على أنه لدى فلسطين الحق في إقامة دولة لها.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الصينية، أشار إلى أن وانغ يي قال لنظيره السعودي فيصل بن فرحان، أمس السبت، في موقف يعد الأقوى للصين منذ بدء الحرب بين المقاومة وإسرائيل: "عليها أن تستمع بجدية إلى نداءات المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة" أنطونيو غوتيريش.
وانغ يي أكد أيضاً، أنه "ينبغي للأطراف عدم القيام بأي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الوضع"، داعياً إلى بدء "مفاوضات".
كان وانغ يي قد قال في مكالمة هاتفية منفصلة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، السبت الماضي، إنه يجب على واشنطن أن "تقوم بدور بنّاء ومسؤول" في النزاع، ودعا إلى "عقد اجتماع دولي للسلام في أقرب وقت ممكن"؛ في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق محادثات سلام، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك أكد وانغ يي خلال لقائه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، الجمعة الماضي، أن "السبب الجذري للمشكلة يكمن في التأخير الطويل في تحقيق تطلعات فلسطين إلى إقامة دولة مستقلة، والتقاعس عن معالجة الظلم التاريخي الذي تعرض له الفلسطينيون"، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
وانغ يي أكد في مؤتمر صحفي مع بوريل، أن لدى فلسطين الحق في إقامة دولة مستقلة، وقال في هذا الصدد: "لإسرائيل الحق في إقامة دولة، ولفلسطين أيضا الحق في إقامة دولة… ولكن من سيهتم ببقاء الفلسطينيين؟ الأمة الإسرائيلية لم تعد مشردة حول العالم. متى ستتمكن الأمة الفلسطينية من العودة إلى وطنها".
لم تذكر التصريحات الرسمية الصينية المرتبطة بالحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة، حركة "حماس" تحديداً في إدانتها للعنف، وهو أمر تسبب في إثارة انتقادات بعض المسؤولين الغربيين الذين قالوا إن الإدانة الصينية ضعيفة جداً.
وانغ يي كان قد قال إن "بكين تدين جميع الأعمال التي تضر بالمدنيين وتعارض أي انتهاكات للقانون الدولي"، وأعلن أن بلاده ستقدم مساعدات إنسانية طارئة لقطاع غزة، والسلطة الفلسطينية من خلال قنوات الأمم المتحدة.
ويوم الإثنين 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رفضت الصين الدعوات إلى إدانة فلسطين في ظل المواجهات مع الاحتلال، مؤكدةً أن الخروج من الصراع هو حل الدولتين.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، قالت في تصريحات للصحفيين، إن "بكين تقف دائماً مع العدالة والإنصاف، هي صديقة لكل من فلسطين وإسرائيل، وتتمنى بصدق أن يتمكن الجانبان من التعايش السلمي".
من جانبها، ذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" المحلية، أن تصريحات المتحدثة جاءت رداً على "بعض الأصوات التي تضغط على الصين لإدانة فلسطين"، ومنها بيان زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، الذي دعا الصين إلى إدانة هجمات "حماس".
يأتي هذا، فيما ذكرت محطة "سي سي تي في" التلفزيونية الصينية الرسمية أن المبعوث الصيني للشرق الأوسط تشاي جون، سيزور المنطقة الأسبوع المقبل؛ في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة، وإطلاق محادثات سلام.
تشاي قال في مقابلة مع "سي سي تي في"، إن "احتمال توسّع رقعة (الصراع) وامتداده إلى الخارج أمر مثير للقلق".
ولليوم التاسع على التوالي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات على غزة؛ ما أدى إلى استشهاد 2329 فلسطينياً، بينهم نحو 700 طفل، وإصابة 9042 آخرين، بحسب وزارة الصحة، فيما يعاني سكان غزة من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.
كانت "حماس" وفصائل المقاومة قد أطلقت يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عملية "طوفان الأقصى"، ما تسبب في مقتل 1300 إسرائيل، وإصابة 3526.