أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن رد فعل إسرائيل عقب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة قبل 8 أيام تحول في غزة إلى "عقاب جماعي"، في حين أكد بلينكن أن معبر رفح سيعاد فتحه بين مصر وغزة.
جاء ذلك بحسب ما ذكر إعلام محلي، خلال لقاء السيسي وبلينكن بالعاصمة المصرية القاهرة، التي يزورها الأخير ضمن جولته في المنطقة للتأكيد على دعم واشنطن لتل أبيب، مقابل جهود مصرية دولية لإيقاف القصف الإسرائيلي على القطاع الذي دخل يومه التاسع.
وأكد السيسي خلال كلمته، أن "رد الفعل الإسرائيلي تجاوز مبدأ حق الدفاع عن النفس إلى العقاب الجماعي ضد غزة التي يقطنها أكثر من 2.3 مليون فلسطيني"، مشدداً على أن "غياب أفق حل القضية الفلسطينية أدى لتفاقم الغضب".
كما قال السيسي إن "التأخير في حل القضية الفلسطينية يترتب عليه المزيد من الضحايا"، مشيراً إلى أن مصر "تبذل جهوداً لاحتواء الموقف في غزة وعدم دخول أطراف أخرى للصراع"، دون تسمية تلك الأطراف.
إضافة إلى ذلك لفت السيسي إلى أن 5 جولات بين قطاع غزة وإسرائيل، (في إشارة إلى أبرز المواجهات بين الجانبين من 2005 إلى 2023)، أسفرت عن مقتل 12.5 ألف فلسطيني، و2700 من الجانب الإسرائيلي منهم 1500 سقطوا في الأزمة الأخيرة، فضلاً عن إصابة 100 ألف فلسطيني و12 ألف إسرائيلي، وسقط من أطفال فلسطين 2500، ومن أطفال إسرائيل 150″.
وتوجه الرئيس المصري بالحديث إلى بلينكن، قائلاً: "أنت تحدثت أنك يهودي (في مؤتمر صحفي بإسرائيل الخميس)، وأنا مواطن مصري نشأت في حي جنباً إلى جنب مع اليهود في مصر، ولم يكونوا يتعرضون للقمع أو الاستهداف، ولم يحدث في منطقتنا العربية والإسلامية أنه تم استهداف لليهود في تاريخهم القديم والحديث".
وأكد أن "ما حدث من استهداف لليهود كان في أوروبا وإسبانيا ودول أخرى، ولكن في بلادنا العربية والإسلامية لم يحدث"، مضيفاً: "نحتاج أن نتحرك بقوة، ومهم تخفيض التوتر ونيسّر دخول المساعدات إلى قطاع غزة، فالقطاع محاصر ليس فيه ماء ولا كهرباء ولا وقود".
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي، إن الدول العربية لا تريد اتساع رقعة الصراع بين إسرائيل وحماس، مشيراً إلى أن معبر سيعاد فتحه بين مصر وغزة.
وتسبب القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من معبر رفح إلى مصر، وهو المعبر الرئيسي لخارج غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل، في تعطيل العمل بالمعبر.
وأضاف الأحد، بعد زيارة للأردن والبحرين وقطر والإمارات والسعودية ومصر أن الجميع مصممون على الحيلولة دون اتساع رقعة الصراع الدائر حالياً بين إسرائيل وحركة حماس.
والسبت، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري لشبكة "سي.إن.إن"، إن معبر رفح مفتوح لكن الطرق المؤدية إليه في غزة "غير صالحة للعمل" بسبب القصف الإسرائيلي. وأضاف أنه إذا تمكن الرعايا الأجانب من عبور الحدود فإن مصر ستسهل مغادرتهم إلى بلدانهم الأصلية.
وتشارك الولايات المتحدة في الضغط الدبلوماسي لتسهيل إيصال المساعدات وإجراء عمليات الإجلاء عبر معبر رفح، وأبلغت مواطنيها في غزة أمس السبت بأن عليهم أن يقتربوا من المعبر في حال فتحه.
وأفاد الهلال الأحمر المصري بأن ثماني طائرات محملة بمساعدات من تركيا والإمارات والأردن وتونس ومنظمة الصحة العالمية حطت في مطار العريش بسيناء في الأيام الأخيرة، كما تنتظر قافلة تضم أكثر من 100 شاحنة في المدينة المصرية للحصول على تصريح بدخول غزة.