قالت مصادر أمنية مطلعة لـ "عربي بوست" إن الاتفاق الخاص بمرور الأجانب، وخصوصاً حملة الجنسية الأمريكية، من قطاع غزة إلى الجانب المصري، لا يزال يواجه مشاكل بسبب اشتراط الجانب المصري مرور المساعدات الإنسانية للقطاع.
المصادر أوضحت أن المفاوضات الجارية حالياً تسير بصعوبة، فرغم أن الاتفاق كان يفترض بدء تنفيذه في الـ12 ظهراً بالتوقيت المحلي، فإن الطلب المصري الذي ربط خروج الأمريكيين والأجانب بإدخال المساعدات عطّل البدء فيه حتى هذه اللحظة.
كما قالت المصادر إن الموقف المصري كان واضحاً "لن يغادر أي شخص يحمل الجنسية الأمريكية من معبر رفح إلا باتفاق على فتح المعبر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة"، مشيراً إلى أن تحرك قوافل المساعدات كان مبنياً على هذا الأساس، لكن لم يصل رد نهائي بإدخالها كلها حتى الآن.
ونقل موقع القاهرة 24 الإخباري المصري، عن شهود عيان، أن رعايا أمريكيين وقفوا وقتاً طويلاً أمام المعبر، في انتظار العبور للجانب المصري، إلا أن مصر لم توافق على عودة الرعايا الأمريكيين.
"خروج الأمريكيين عبر رفح"
وفي وقت سابق السبت، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن السلطات المصرية ستفتح معبر رفح لخروج الأمريكيين، في حين أفادت وسائل إعلام مصرية بإغلاق القاهرة معبر رفح بشكل نهائي، بتركيب جدار إسمنتي مرتفع لا يمكن تجاوزه أو الدخول منه.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، أنه سيتم فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر مؤقتاً، اليوم السبت، لتمكين خروج المواطنين الأمريكيين.
المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، قال للصحيفة: "سيتم فتح المعبر ما بين الساعة 12:00 والساعة 17:00 (بتوقيت فلسطين)"، مشيراً إلى أن الاتفاق جاء "نتيجة للمفاوضات الأمريكية مع مصر وإسرائيل وقطر".
كما لفتت الصحيفة إلى "وجود ما بين 500-600 مواطن فلسطيني من أصل أمريكي في قطاع غزة".
وقالت: "العديد منهم على اتصال بمسؤولين أمريكيين، يسعون إلى مغادرة غزة، وسط وابل من الغارات الجوية الإسرائيلية".
إلى ذلك، قال المسؤول الأمريكي: "تم إرسال رسالة إلى الأمريكيين الفلسطينيين في غزة، الأمر الذي قد يؤدي إلى الاندفاع نحو جنوب غزة"، مضيفاً: "قد يكون من الصعب عليهم الوصول إلى هناك" بسبب الغارات الإسرائيلية".
ولم تعلق إسرائيل رسمياً على هذا الأمر، واكتفت هيئة البث الإسرائيلية بالقول: "تعمل الولايات المتحدة مع المسؤولين في مصر وإسرائيل وقطر لفتح معبر رفح من غزة إلى مصر، اليوم بين الساعة 12:00 والساعة 17:00" بتوقيت فلسطين.
جدار إسمنتي
من جهته، نقل موقع مدى مصر الإخباري، عن مصدر يعمل في الجانب الفلسطيني من المعبر، أن مصر أغلقت معبر رفح بشكل نهائي بتركيب جدار إسمنتي مرتفع لا يمكن تجاوزه أو الدخول منه، وُضع أمام البوابة المصرية، بالقرب من المكان الذي استهدفه القصف الإسرائيلي عدة مرات قبل يومين.
ونشر "مدى مصر" على صفحته بموقع إكس، السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، صورة في إشارة للجدار الإسمنتي، وقال: "أغلقت مصر مساء أمس الطريق الواصل بين الصالتين المصرية والفلسطينية في معبر رفح بحواجز خرسانية، وُضعت أمام البوابة المصرية، بالقرب من المكان الذي استهدفه القصف الإسرائيلي عدة مرات قبل يومين".
ويُعد معبر رفح هو المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة في اتجاه الخارج، وبإغلاقه يكون الحصار قد أُطبق كلياً على القطاع، ولم يتبق أي منفذ للخروج، علماً أنه لم يكن بالإمكان للسكان الوصول إلى المعبر منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي، بسبب كثافة القصف والمخاطر المترتبة على الاتجاه جنوباً.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إنّ المعبر ليس مفتوحاً بسبب توقفه من الجانب الفلسطيني، إثر قصف إسرائيلي متكرر، ما أدى إلى تضرر أجزاء منه، بيد أن هذه الصور تشير إلى رغبة مصرية بإغلاق المعبر بشكل نهائي خلال فترة الحرب على غزة.
ويأتي إغلاق المعبر في الوقت الذي تترقب فيه حملات المساعدات الشعبية وقوافل إغاثة، وصول أطراف الصراع لهدنة إنسانية، لإدخال المساعدات عبر المعبر.
وطالبت دول عدة، من بينها مصر، بالسماح بإدخال مساعدات إلى سكان القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية، في ظل منع الاحتلال دخول الماء والغذاء وقطع الكهرباء عنه.