قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن أنقرة تقف إلى جانب مصر في رفض تهجير الفلسطينيين من غزة، وذلك في الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر لليوم الثامن على التوالي.
وأضاف فيدان، الذي كان يتحدث خلال أول زيارة له كوزير للخارجية، لمصر بينما كان يقف إلى جانب نظيره المصري: "إنه يتعين على العالم أن يتحرك لمنع اتساع رقعة الصراع واستئناف محادثات السلام التي تركز على تحقيق حل الدولتين".
وجدد فيدان دعوة تركيا لإسرائيل إلى الالتزام بالقانون الدولي والقيم الإنسانية، وأضاف: "بالطبع نرفض وندين الهجمات التي تستهدف المدنيين الأبرياء وتوقع خسائر في أرواحهم".
وأشار فيدان إلى وصول طائرة مساعدات تركية الجمعة، الأراضي المصرية؛ تمهيداً لنقلها لغزة إثر المستجدات الأخيرة، مؤكداً أن مساعدات أنقرة ستتواصل إلى القطاع.
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن لدى بلاده رؤية مشتركة مع تركيا للتخفيف عن سكان غزة.
وقال شكري إن "هناك رؤية مشتركة بين مصر وتركيا لتخفيف الآثار الإنسانية الخطيرة عن سكان قطاع غزة".
وأضاف: "يجب احترام القانون الدولي الإنساني في التعامل مع المدنيين في غزة"، في إشارة إلى القصف الإسرائيلي المكثف المستمر على قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي.
وأردف: "مصر مستمرة في العمل بكل جهد من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني"، مشدداً على أن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي وعدم وجود أفق سياسي يزيد من صعوبة الموقف وتصاعد الصراع".
"معبر رفح" مغلق
وكانت مصادر أمنية مطلعة قالت لـ"عربي بوست" إن الاتفاق الخاص بمرور الأجانب، وخصوصاً حملة الجنسية الأمريكية، من قطاع غزة إلى الجانب المصري، لا يزال يواجه مشاكل بسبب اشتراط الجانب المصري مرور المساعدات الإنسانية للقطاع.
المصادر أوضحت أن المفاوضات الجارية حالياً تسير بصعوبة، فرغم أن الاتفاق كان يفترض بدء تنفيذه في الـ12 ظهراً بالتوقيت المحلي، فإن الطلب المصري الذي ربط خروج الأمريكيين والأجانب بإدخال المساعدات عطّل البدء فيه حتى هذه اللحظة.
كما قالت المصادر إن الموقف المصري كان واضحاً "لن يغادر أي شخص يحمل الجنسية الأمريكية من معبر رفح إلا باتفاق على فتح المعبر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة"، مشيراً إلى أن تحرك قوافل المساعدات كان مبنياً على هذا الأساس، لكن لم يصل رد نهائي بإدخالها كلها حتى الآن.
ونقل موقع القاهرة 24 الإخباري المصري، عن شهود عيان، أن رعايا أمريكيين وقفوا وقتاً طويلاً أمام المعبر، في انتظار العبور للجانب المصري، إلا أن مصر لم توافق على عودة الرعايا الأمريكيين.
ويأتي إغلاق المعبر في الوقت الذي تترقب فيه حملات المساعدات الشعبية وقوافل إغاثة، وصول أطراف الصراع لهدنة إنسانية، لإدخال المساعدات عبر المعبر.
وطالبت دول عدة، من بينها مصر، بالسماح بإدخال مساعدات إلى سكان القطاع الذي يواجه أزمة إنسانية، في ظل منع الاحتلال دخول الماء والغذاء وقطع الكهرباء عنه.
ولليوم الثامن على التوالي، يتعرض قطاع غزة المحاصَر منذ 2006، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت أحياء بكاملها، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سماها "السيوف الحديدية".
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة"