تعرضت بلدتا "الضهيرة" و"علما الشعب" الحدوديتان جنوب لبنان، الجمعة 13 اكتوبر/تشرين الاول 2023، لقصف من قبل الجيش الإسرائيلي وسط تحليق مكثف لمروحيات "الأباتشي" الحربية، وقالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية إن المنطقة الحدودية الواقعة بين بلدتي الضهيرة وعلما الشعب "تشهد إطلاق نار متبادلاً بين المقاومة والعدو الإسرائيلي".
ولفتت إلى أن ذلك "ترافق مع قصف عنيف من قبل العدو (إسرائيل) للمنطقة وتحليق مكثف لطائرات الأباتشي".
الاحتلال الإسرائيلي يقصف بلدات جنوب لبنان
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام لبنانية، منها قناة "إل بي سي" الخاصة، أن مدفعية الجيش الإسرائيلي أطلقت نحو 18 قذيفة بين الضهيرة وعلما الشعب، مع تحليق للطيران الحربي في الأجواء.
ولفتت إلى أن قوات حفظ السلام الدولية "يونيفيل" في الناقورة جنوب لبنان أطلقت صفارات الإنذار في مواقعها وطلبت من وحداتها النزول إلى الملاجئ.
وأفادت بأن "القصف الإسرائيلي استهدف أحد أبراج المراقبة التابعة للجيش اللبناني في بلدة الضهيرة الجنوبية". ولم تعلن السلطات اللبنانية عن أية خسائر بشرية أو مادية جراء القصف، حتى الساعة 14:45 (ت.غ).
ومساء الخميس، طلب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي من وزير خارجية بلاده عبد الله بوحبيب، تقديم شكوى عاجلة ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي، على خلفية "اعتداءاتها المتكررة ضد لبنان".
حزب الله يعلن جاهزيته لمواجهة إسرائيل
يتزامن ذلك مع إعلان لنائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، الجمعة، أشار فيه إلى جاهزية الحزب لمواجهة إسرائيل دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال قاسم، خلال تظاهرة دعا إليها الحزب في منطقة نفوذه في الضاحية الجنوبية لبيروت: "حزب الله يعرف واجباته تماماً، ونحن حاضرون وجاهزون بجهوزية كاملة، ونتابع لحظة بلحظة". وأضاف: "لن تؤثر الاتصالات التي جرت في الكواليس من أطراف دولية لضمان عدم تدخلنا في المعركة".
وتابع: "نحن كحزب الله نساهم في المواجهة وسنواجه فيها ضمن رؤيتنا وخطتنا، نتابع خطوات العدو ولدينا جهوزية كاملة، ومتى يحين وقت أي عمل سنقوم به". واستنكر ما وصفه بـ "محاولة "أمريكا وإسرائيل تشبيه المقاومة الفلسطينية بداعش، ناسين أنهم من صنعوه وقادوه وفتحوا له الحدود"، وفق تعبيره.
واعتبر أن "إجرام إسرائيل بقتل أكثر من 150 شخصاً بضربة صاروخية واحدة يجعلهم أبشع من داعش، ولكن نهايتكم كداعش، والأيام أمامنا".
الجيش اللبناني يفرض إجراءات شديدة عند الحدود
في حين يفرض الجيش اللبناني إجراءات تفتيش مشدّدة على الحواجز عند مداخل منطقة جنوبي الليطاني، ويدقق عناصره بهويات العابرين للتأكد من عدم مرور أشخاص غير لبنانيين لم يحصلوا على ترخيص مسبق.
وتسببت الإجراءات بزحام في منطقة القْلَيلة والخردلي، ويهدف الجيش من إجراءاته إلى منع وصول الفلسطينيين إلى الحدود الجنوبية لتنظيم وقفات ضد إسرائيل.
كذلك فقد أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بلدة المْطلّة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، "منطقة عسكريةً مغلقة". وقال الجيش في بيان: "بعد تقييم الوضع، تقرّر إصدار أمر باعتبار منطقة بلدة المطلة منطقة عسكرية مغلقة".
وأضاف: "يوضح الجيش الإسرائيلي أن الدخول إلى المنطقة ممنوع منعاً باتاً، ويطلب من الجمهور توخي الحذر وعدم الدخول إلى المنطقة". وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن القرار جاء "على إثر اضطرابات شهدتها المنطقة الحدودية في منطقة المطلة" في الأيام الأخيرة. وأضافت: "تم اتخاذ هذه الخطوة كإجراء احترازي اعتماداً على تقييم الوضع".
وكانت جبهة الشمال الإسرائيلي شهدت تصعيداً في الأيام الماضية، عقب عملية "طوفان الأقصى" التي بدأتها حركة "حماس" الفلسطينية، السبت، وسط تحذيرات دولية من توسع المواجهات إلى الجبهة اللبنانية الإسرائيلية في ظل تمركز "حزب الله" بالمناطق الحدودية.
ويواصل الجيش الإسرائيلي لليوم السابع على التوالي قصف المدنيين في قطاع غزة موقعاً آلاف القتلى والجرحى، فضلاً عن تدمير الأبراج والمباني السكنية والممتلكات العامة والخاصة والبنية التحتية، والتسبب بنزوح جماعي.
وبموازاة ذلك، قامت إسرائيل بقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى عن غزة، في خطوة لاقت استنكاراً واسعاً.
كانت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة قد أطلقوا عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.