نددت مجموعة من الخبراء المستقلين بالأمم المتحدة الخميس 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالضربات الانتقامية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" للرد على جرائم الاحتلال، وقالت إنها تعد بمثابة "عقاب جماعي".
المجموعة التي تضم عدداً من المقررين الخاصين للأمم المتحدة، أوضحت في بيان: "لقد عاشوا (سكان غزة) تحت حصار غير قانوني لمدة 16 عاماً، وخاضوا بالفعل خمس حروب قاسية كبرى، والتي لا تزال نتيجتها مجهولة".
وأضافت: "يصل هذا إلى حد العقاب الجماعي. ولا يوجد أي مبرر للعنف الذي يستهدف مدنيين أبرياء بشكل عشوائي، تنفذه القوات الإسرائيلية. هذا محظور تماماً بموجب القانون الدولي، ويصل إلى حد جريمة حرب".
ومنذ السبت، تواصل المقاتلات الإسرائيلية شن غاراتها على مناطق متفرقة من القطاع، أسفرت عن دمار هائل بالمقدرات المدنية وخسائر كبيرة بالأرواح ونزوح مئات الآلاف من السكان.
ارتفاع عدد النازحين في غزة
والخميس، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، إن عدد النازحين من منازلهم في غزة ارتفع إلى أكثر من 338 ألف فلسطيني، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
المكتب الأممي أشار في بيان إلى أن "أكثر من 338 ألف مواطن نزحوا من منازلهم" منذ بدء الحرب.
وسبق أن أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، مساء الأربعاء، أن أكثر من 220 ألف شخص في غزة لجأوا إلى 88 مدرسة تابعة لها.
ودعا المسؤول الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة حمادة البياري إلى "هدنة إنسانية قد تمكّن عمال الإغاثة من تقييم الأوضاع"، واصفاً الوضع في القطاع بـ"الخطير للغاية".
قطاع غزة مغلق والسكان عاجزون عن الحركة
في جانب آخر، قال متحدث الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، توماسو ديلا لونغا، إن "قطاع غزة مغلق من (قبل إسرائيل) والناس لا يستطيعون التحرك حتى لو أرادوا ذلك".
جاء ذلك في تصريح أدلى به لونغا، الخميس، تطرق فيه إلى التصعيد العسكري بين إسرائيل والفلسطينيين والوضع الإنساني في قطاع غزة، مشيراً إلى مقتل 5 من أعضاء شبكة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وأعرب عن أسفه حيال ذلك.
وأضاف لونغا: "هذا الوضع هو تذكير واضح بأهمية دعوتنا لجميع الأطراف إلى احترام وحماية المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية. هذه هي أولويتنا الآن".
ودافع عن حرية الراغبين في التحرك والتنقل، قائلاً: "المشكلة الآن هي أن قطاع غزة مغلق والناس لا يستطيعون التحرك حتى لو أرادوا ذلك، هذا سبب آخر لدعوة الأطراف إلى حماية المدنيين".
وفجر السبت، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة لليوم الخامس على التوالي على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.
ومنذ بدء المواجهة، أعلنت إسرائيل تشديد الحصار على قطاع غزة وقطع الكهرباء والوقود ومنع إدخال المواد الغذائية والمساعدات له، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل، الإثنين، باحترام القانون الدولي الإنساني، والسماح لمنظمته بتأمين المساعدات للاستجابة لحاجات القطاع.