انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نشر الولايات المتحدة حاملات طائرات شرق البحر المتوسط، معتبراً ذلك "يؤثر سلباً على الوضع في قطاع غزة"، متهماً واشنطن بتفادي وجود عملية متوازنة لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومحاولة تولي زمام الأمور بنفسها دون حل القضايا الأساسية.
واعتبر بوتين في كلمة ألقاها الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلال منتدى أسبوع الطاقة الروسي بالعاصمة الروسية موسكو، أن الولايات المتحدة "تفاقم التوتر في المنطقة بنشر قواتها البحرية"، في إشارة إلى وصول حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" إلى شرق المتوسط.
وفي معرض تشكيكه بالغرض من إرسال مجموعة عسكرية أمريكية إلى المنطقة وقت التصعيد، قال بوتين: "الولايات المتحدة نشرت حاملة الطائرات الأولى في البحر المتوسط، وتعلن الآن عن الثانية، لا أرى أي معنى لهذا، هل سيقصفون لبنان أم ماذا؟".
والثلاثاء نقلت صحيفة "ستريت جورنال" عن مسؤولين بالبنتاغون قولهم إن واشنطن قد تنشر حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" قرب إسرائيل.
ومساء أمس الثلاثاء، أعلنت القيادة الوسطى الأمريكية وصول حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى شرق المتوسط؛ "لردع أي طرف يسعى لتوسيع رقعة الحرب"، مشيرة في بيان، إلى أن وصول حاملة الطائرات للمتوسط هو "رسالة بعدم استغلال أي طرف معادٍ لإسرائيل للوضع الحالي".
وتابع بوتين قائلاً: "أم أنهم قرروا فقط تخويف جهة ما؟ لكن هناك أشخاصاً لا يخافون من أي شيء"، مشدداً على أنه "لا يمكن حل المشاكل بهذه الطريقة، ومن الضروري البحث عن حلول وسط".
واختتم الرئيس الروسي حديثه قائلاً: "بالطبع مثل هذه التصرفات تؤدي إلى تصعيد الوضع، آمل أن يسود المنطق السليم".
والأحد 8 أكتوبر/تشرين الأول، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أنه أوعز لمجموعة حاملة الطائرات الهجومية "فورد" بالإبحار إلى شرق المتوسط لتكون مستعدة لمساعدة إسرائيل بعد الهجوم الذي شنته فصائل فلسطينية.
ضرورة "حل الدولتين"
يشار إلى أن روسيا جددت التأكيد على ضرورة "حل الدولتين" بشأن "الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين"، حيث قال وزير الخارجية سيرغي لافروف، الإثنين 9 الشهر الحالي، أن "القضية الفلسطينية لم تعد تقبل التأجيل".
وخلال مؤتمر صحفي للوزير الروسي، عقب لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الإثنين، قال لافروف إن موقف روسيا "المبدئي واضح، وهو حل الدولتين، وتنفيذ كافة القرارات الأممية ذات الصلة".
أضاف: "نؤكد على موقفنا الذي يندد بالعنف وإلحاق الضرر والتسبب في مقتل المواطنين على جانبي الصراع".
ودعت روسيا، جنباً إلى جنب مع جامعة الدول العربية، إلى الوقف الفوري لكافة العمليات القتالية وإطلاق النار، والعودة إلى المفاوضات، كما عبّر لافروف عن قلقه البالغ إزاء ما توارد من مقتل المئات وجرح الآلاف، وفق ما نقلت "روسيا اليوم".
كانت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة أطلقت، السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول، عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
في المقابل، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شنّ غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليونيْ فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.