نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل"، الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن مسؤول مصري، قوله إن إسرائيل أبلغت مصر بأنها تستعد لحملة برية ضد قطاع غزة المُحاصر تستمر لعدة أشهر، وذلك في وقت تدخل فيه المواجهات بين فصائل المقاومة في غزة، وبين جيش الاحتلال، يومها الخامس.
المسؤول المصري -الذي لم يذكر الموقع الإسرائيلي اسمه- أشار إلى أن "إسرائيل رفضت حتى الآن جهود مصر للتوسط في أي نوع من التهدئة"، موضحاً أن إسرائيل "تريد توجيه ضربة قاضية لحماس قبل التفكير في فكرة وقف إطلاق النار".
تأتي تصريحات المسؤول المصري، بالتزامن مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الثلاثاء 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتجه نحو هجوم كامل ضد قطاع غزة.
أضاف غالانت، في كلمة له أمام قوات إسرائيلية على طول الحدود مع غزة: "لقد حررت كل القيود، لقد استعدنا السيطرة على المنطقة، ونحن نتجه نحو هجوم كامل، ستكون لديكم القدرة على تغيير الواقع هنا. لقد رأيتم الأثمان التي يتم دفعها، وستتمكنون من رؤية التغيير، حماس أرادت التغيير في غزة؛ سيتغير 180 درجة عما كانت تعتقده".
غالانت أردف في حديثه عن "حماس": "سوف يندمون على هذه اللحظة، ولن تعود غزة أبداً إلى ما كانت عليه"، بحسب تعبيره.
في تأكيد آخر على قرب اجتياح إسرائيلي بري لغزة، نقلت وكالة رويترز، الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن مصدر أمني إسرائيلي -لم تذكر اسمه- قوله إن "الهجوم البري بات الآن محتوماً".
المصدر أشار إلى أنه يعتقد أن الاجتياح البري الإسرائيلي "لا يمكن تفاديه بسبب الثمن الباهظ الذي دفعناه، سيكون هذا بعد الضربات الجوية التي ينفذها سلاح الجو"، وأضاف أن "الهدف هو "إضعاف الطرف الآخر، وفي غضون هذا جعْل الأفراد يفرون (من المناطق المكدسة). ويتعلق الأمر أيضاً بحجم القوة والاستراتيجية وعنصر المفاجأة، لا يمكنكم الدخول فحسب".
كذلك فإن تعبئة الجيش الإسرائيلي وقصفه العنيف على قطاع غزة يبدوان مألوفين، إلى حد يُنذر بالشؤم لأكثر من 2.3 مليون نسمة هم سكان القطاع، الذي انسحبت منه القوات الإسرائيلية في 2005، إذ يبدوان أيضاً تمهيداً لاجتياح بري ربما يماثل، إن لم يتخطَّ، توغليْ إسرائيل في 2008 و2014.
كان تدمير الطرق أسلوباً معتاداً في التمهيد للهجومين الإسرائيليين البريين السابقين على القطاع، بالإضافة إلى تشويش الاتصالات وعرقلة حركة "حماس" وجماعات مسلحة أخرى.
وكالة رويترز أشارت في تقرير لها، إلى أنه يبقى إرسال القوات إلى بيئة حضرية مكتظة بالسكان ليس بالخيار السهل بالنسبة لإسرائيل، رغم توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بانتقام ساحق".
تقوّض الحرب في المدن تفوق إسرائيل العسكري الساحق، إذ تضعها في مواجهة حركة "حماس" المتمرسة في المعارك، بسبب خوضها صراعات سابقة، وجيدة التسليح.
كانت الحركة، التي سيطرت على القطاع في 2007، قد استغرقت سنوات أيضاً لبناء شبكة من الأنفاق التي تساعد المقاتلين في التواري عن الأنظار، وأحياناً ما تطلق القوات الإسرائيلية على شبكة الأنفاق اسم "مترو غزة".
وكانت إسرائيل قد فقدت في 2008 تسعة جنود خلال توغلها في القطاع، وفي 2014 زاد عدد القتلى إلى 66.
يُشار إلى أنه، حتى صباح الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصل عدد القتلى في إسرائيل جراء عملية "طوفان الأقصى"، إلى 1200 شخص، وردّت إسرائيل على العملية التي أعلنتها المعارضة، بتنفيذ قصف واسع للغاية وعنيف على قطاع غزة.
بحسب أحدث إحصائية لوزارة الصحة في غزة، فإن عدد الشهداء في غزة وصل، اليوم الأربعاء، إلى 1055 فلسطينياً، وإصابة 5184 آخرين.