مصادر حزب الله لـ”عربي بوست”: لن نقدم أي ضمانات لإسرائيل ولا ردود على الاتصالات الغربية والعربية

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/10 الساعة 18:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/10 الساعة 18:15 بتوقيت غرينتش
باريس تتوسّط بين حزب الله والولايات المتحدة

كشف مصدر قيادي رفيع في "حزب الله" اللبناني أن الحزب غير معني بمنح إسرائيل أي ضمانات فيما يتعلق بالتفاعل الميداني مع معركة "طوفان الأقصى".

وأكد المصدر لـ"عربي بوست" أن تل أبيب تريد الحصول على مثل هذه الضمانات "كي تمعن في الإجرام والقتل في قطاع غزة، دون قلق من أي رد فعل أو تحرك نوعي في الجنوب اللبناني أو الجنوب السوري، خصوصاً أنها تعلم حجم القدرات العسكرية والتكنولوجية المتطورة لدى المقاومة في لبنان"، على حد قوله.

وأشار المصدر إلى أن حزب الله سيبقى لآخر لحظة حاسماً في الجزم بأنه لا يقف على الحياد في هذه المعركة التي وصفها بالتاريخية، وأنه شريك أساسي في صناعة هذا المشهد.

وكشف المصدر أن حزب الله حالياً يمتنع عن الرد على الاتصالات الغربية والعربية، وأن هذا أحد أسلحته في هذه المرحلة، ولن يفرط به ويسدي خدمة لأعداء المقاومة، مؤكداً أن كل الاحتمالات واردة وأن التطورات الميدانية هي التي ستؤثر في تحديد طبيعة قراراته اللاحقة، مؤكداً أن الحزب "لن يقدم أي التزامات أو وعود بعدم الانخراط في المواجهة".

ومنذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" التي تقودها حركة حماس، تلاحق التساؤلات حزب الله اللبناني عما سيفعله من الجهة اللبنانية أو السورية، وهل يمكن أن يفتح الجبهة ضد إسرائيل أم لا.

ولعل هذه الأسئلة باتت أشد إلحاحاً بعد الجولة الخطيرة التي دارت ليلة الإثنين على الحدود بين لبنان وإسرائيل. فيما تعددت التحليلات والاستنتاجات الداخلية والخارجية في معرض محاولة تقدير موقف حزب الله ومحاولة فهم ما تفكر به قيادته المعنية مباشرة بما يجري على الحدود وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة انطلاقاً من العلاقة المتينة مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي والترابط ضمن مشروع "وحدة الساحات".

اتصالات دبلوماسية مع لبنان

بالمقابل استبعدت أوساط سياسية انخراط حزب الله على نطاق واسع في المواجهة الحالية تحسباً لكلفتها الهائلة، فيما ترجح أوساط دبلوماسية أن ينضم إليها عاجلاً أم آجلاً لأسباب استراتيجية، خصوصاً بعد التوتر في الجنوب.

وأشار مصدر في وزارة الخارجية اللبنانية لـ"عربي بوست" إلى أن هذا القلق مما يمكن أن يفعله الحزب، دفع أطرافاً إقليمية ودولية للتواصل مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سعياً لاستشراف حقيقة ما قرره الحزب، ولطلب التدخل لديه من أجل التهدئة وثنيه عن التصعيد.

كذلك شملت الاتصالات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من قبل مسؤولين في دول أوروبية، كونه أبرز حلفاء الحزب للضغط باتجاه إبقاء الأمور ضمن هذا الحد.

وأكد المصدر أن هذا التخوف من اشتعال جبهة الجنوب اللبناني دفع الأمريكيين والألمان والفرنسيين والقطريين والمصريين، إضافة لقوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" للاتصال بمسؤولين حكوميين، إضافة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، طالبين منع التصعيد عبر الحدود الجنوبية.

وشددت الأطراف الدولية على ضرورة التزام حزب الله بالحدود التي رسمها لنفسه ضمن معركة طوفان الأقصى، مؤكدين ضرورة الحصول على ضمانات لطمأنة الجانب الإسرائيلي إلى مستقبل الوضع على حدوده الشمالية.

لكن الواضح حتى الآن – بحسب المصدر – أن الحزب لن يعطي أي جواب واضح للقوى الدولية والإقليمية، عما تخفيه نيته المضمرة، ولن يمنح أي تطمينات للمتخوفين من احتمال مشاركته الواسعة في الحرب، بل هو يتعمد أن يترك خياراته قابلة للتأويل بالتزامن مع توجيه رسائل عسكرية وفق ما تقتضيه الظروف والتطورات في غزة.

تنسيق مع أركان محور المقاومة

وذكر مصدر رفيع المستوى في حزب الله لـ"عربي بوست" أن التنسيق بين قوى محور المقاومة توسعت خلال الساعات الماضية، مؤكداً وجود رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني في لبنان منذ يومين، وهو يلتقي في بيروت أركان "غرفة العمليات المشتركة" المساندة للمقاومة في غزة والتي تتولى مهام استخبارية وعسكرية لوجستية.

وأكد المصدر أن النقاش الحاصل بين الحلفاء في "محور المقاومة" يتمحور على قراءة الموقف وتقدير حجم الفعل الإسرائيلي المحتمل، في ضوء إعلان اسرائيل أنها في حالة حرب، مع عمليات حشد لكل قوات الاحتياط من جهة، وتصرف الجبهة الداخلية على أساس حالة الحرب، ووقف الأعمال والتعليم وإطلاق ورشة دعم لمراكز الإيواء والملاجئ في أكثر من منطقة، وهذا الأمر سيجري التعامل معه بشكل مباشر ومباغت، على اعتبار أن الحرب فتحت على مصراعيها.

وأوضح المصدر أن التعبئة العامة التي أُعلنت في صفوف المقاومة في لبنان وسوريا، شملت إجراءات ميدانية لاحظتها الأطراف الخارجية بمن فيها الجانب الأمريكي والإسرائيلي على طول الجبهة اللبنانية والسورية، وأحدثت إرباكاً كبيراً لدى مخابراته وقواته ومستوطنيه إلى حدود إطلاق النار على بعضهم عن طريق الخطأ في بعض المستعمرات؛ لأن هناك حالة إرباك باتت واضحة، على حد قوله.

وأكد المصدر الجاهزية العالية في كل الجبهات المعنية بالمقاومة، والاستعدادات الحاصلة في جنوب لبنان لا تقل عن الاستعدادات في جنوب سوريا، وفتح جبهة الجولان لا تقل عن جبهة الجنوب اللبناني، لذا فالأمور مفتوحة على مصراعيها وإذا اقتضت الحاجة ستفتح جبهات في اليمن والعراق، حتى لو أدى ذلك لفرط عقد كل التفاهمات الإقليمية والدولية وتجاوز الخطوط الحمراء.

ويختم المصدر أن حزب الله أراد من خلال قصف المواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا، تذكير إسرائيل والولايات المتحدة ودول الغرب المنحازة لإسرائيل بأن المقاومة في أتم الجهوزية للتدخل عند الحاجة، وهو اختار لتنفيذ ضربته منطقة لبنانية لا تزال تخضع إلى الاحتلال، وبالتالي يحق للمقاومة أن تنفذ عمليات عسكرية فيها لتحريرها، الأمر الذي يعكس تحسسه بالمسؤولية وحرصه على عدم التصرف بعواطف.

تحميل المزيد