“القسام”: لا تفاوض حول الأسرى تحت القصف.. سخرت من تهديد الاحتلال بدخول غزة براً

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/09 الساعة 20:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/09 الساعة 20:19 بتوقيت غرينتش
المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة/رويترز

قال المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الإثنين 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن الحركة لن تتفاوض بشأن الأسرى الإسرائيليين تحت القصف. وأضاف المتحدث أبو عبيدة أيضاً في كلمة بالفيديو بثتها القناة التلفزيونية التابعة للحركة، إن إسرائيل يجب أن تكون مستعدة "لدفع الثمن" مقابل إطلاق سراح الأسرى.

وقال المتحدث إن قضية الأسرى "ملف استراتيجي له مساره المعروف"، مضيفاً أن "لهذا الملف أثمانه التي ستدفعها إسرائيل لا محالة"، وقال الناطق باسم كتائب القسام الفلسطينية، أبو عبيدة: "ما زالت معاركنا مستمرة في مواقع عديدة على الأرض، وما زلنا نستبدل قوات في مواقع القتال ونرسل التعزيزات بالأسلحة والمعدات والأفراد ونأخذ الأسرى".

Shutter Stock/ منطقة غلاف غزة
Shutter Stock/ منطقة غلاف غزة

"القسام" تسخر من نية الاحتلال الدخول برياً لغزة 

أبو عبيدة أضاف في رسالة مصورة: "مجاهدونا أخرجوا عن الخدمة الميركافاة والدبابات العسكرية"، في إشارة منه إلى الأسلحة الإسرائيلية التي استهدفتها المقاومة الفلسطينية، وأكد أبو عبيدة أن الإعلان عن الحرب على غزة والتلويح بالدخول البري أمر مثير للسخرية، وأضاف: "كيف لهذا الجيش المهشم الذي أخرجنا فرقة منه عن الخدمة أن يجرؤ على مواجهة يتمناها تسعة أعشار جيش الاحتلال والذين لا يزالون في جهوزية تامة وينتظرون للدخول في المعركة".

أشار الناطق باسم كتائب "القسام" أبو عبيدة، إلى أنه "بعد أن بلغ الطغيان الصهيوني منتهاه في تدنيس الأقصى، ظن العدو أنه بإغلاق الأقصى في وجه أهلنا وإطلاق قطعان المستوطنين ليشعلوا الحرب الدينية وينهش مسرانا ويسب نبينا وينتهك قداسة ثالث الحرمين.. ظنوا أنهم سيفلتون بجريمتهم من العقاب".

ولفت أبو عبيدة الى أن "العدو ظن أنه استفرد بأهلنا في الضفة الغربية، فقتلوا المئات من أبناء شعبنا في العامين الآخرين وأصابوا الآلاف"، مؤكداً أن "جرائم العدو التي تغافل العالم عنها، وتجاهلتها الأمم المتحدة رغم صرخات المظلومين والانتهاك الكبير للمقدسات والرموز، كان طوفان الأقصى رداً على عدوان قد بدأ الاحتلال به".

وأضاف: "العدو عجز عن مواجهة مقاتيلنا في الميدان على مدار 60 ساعة حتى الآن رغم امتلاكه التكنولوجيا الأمنية والعسكرية"، مشدداً على أننا "لن نتداول أو نتفاوض في قضية الأسرى تحت النار وفي ظل العدوان".

غزة
قصف عنيف على قطاع غزة/ الأناضول

استمرار الهجمات على غزة

يأتي ذلك في الوقت الذي  قالت فيه إذاعة عبرية رسمية، مساء الإثنين، إن إسرائيل قررت استمرار الهجمات على قطاع غزة، "ولو كان ذلك ثمنه إيذاء أسراها" لدى حركة "حماس" الفلسطينية.

وبحسب إذاعة الجيش (غالي تساهال)، قررت القيادة الإسرائيلية أن "الهجمات في القطاع ستنفذ حتى لو كان ذلك على حساب إيذاء الرهائن الإسرائيليين، إلا إذا توافرت معلومات دقيقة عن مكان وجودهم".

ولا يُعرف تحديداً عدد الأسرى الذين سقطوا بيد الفصائل الفلسطينية لدى تسلل مسلحيها إلى العمق الإسرائيلي فجر السبت، لكن القناة "12" العبرية أفادت بأن العدد يزيد على 100.

وفي وقت سابقٍ الاثنين، أعلنت حركة "حماس" عن مقتل 4 أسرى إسرائيليين خلال القصف على قطاع غزة، فضلاً عن استشهاد محتجزيهم.

وقال المتحدث باسم كتائب "عز الدين القسام"، الجناح المسلح للحركة، في بيان مقتضب: "قصف الاحتلال الليلة واليوم على قطاع غزة أدى إلى مقتل 4 من أسرى من العدو واستشهاد آسريهم من مجاهدي القسام". ولم يذكر البيان مزيداً من التفاصيل حول الأسرى الإسرائيليين.

شرطة الاحتلال تختبئ خلف سيارة بمستوطنة سديروت قرب غزة/رويترز

وفي اليومين الماضيين، أعلنت "القسام" و"سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، أسر عدد من الجنود الإسرائيليين واقتيادهم إلى غزة، فيما يوجد في قبضة "القسام" 4 إسرائيليين آخرين منذ عام 2014.

قصف عنيف من إسرائيل على غزة 

تأتي هذه التطورات، بعد أن أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة، عملية "طوفان الأقصى" فجر السبت؛ رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".

في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

في سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الإثنين، إنه وجّه بتكثيف الهجمات على قطاع غزة؛ "للقضاء على جميع أهداف حماس". جاء ذلك وفق بيان لمكتبه، تزامناً مع قصف عنيف يشنه الطيران الحربي الإسرائيلي على القطاع هو الأعنف منذ السبت، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

ولدى زيارته قاعدة قيادة سلاح الجو في "الكريا" بتل أبيب، قال غالانت: "أمرت أنا ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هاليفي بزيادة كبيرة في شدة الهجمات على قطاع غزة".

قصف على غزة / الأناضول

وبحسب غالانت، فإن "الهدف الرئيسي هو القضاء على جميع أهداف حماس"، في إشارة إلى ما تسميه إسرائيل بـ"بنك الأهداف". وأضاف وزير الدفاع أن "هذه حرب من أجل مستقبلنا، وتحصيل الثمن الباهظ من العدو شرط ضروري لوجودنا في المنطقة".

إسرائيل تدمر جزءاً من حي في غزة 

من جهتها شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، الإثنين، غارات مكثفة على أجزاء كبيرة من حي الرمال بمدينة غزة، حيث دمرت مباني وعمارات سكنية كاملة وسوّتها بالأرض بفعل غاراتها العنيفة، كذلك دمرت المقاتلات مبنى لشركة الاتصالات الفلسطينية؛ ما تسبب بانقطاع واسع للاتصالات والإنترنت.

وخلفت الغارات دماراً واسعاً في منازل وممتلكات المواطنين وتسببت بهلع كبير في صفوفهم، مع انقطاع التيار الكهربائي بمناطق واسعة. كما تسبب القصف في تضرر قسم الحضانة بمجمع الشفاء الطبي إثر استهداف إسرائيل لمحيط المجمع.

يذكر أنه في فجر السبت، أطلقت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" العسكرية ضد إسرائيل؛ "رداً على اعتداءات القوات الإسرائيلية والمستوطنين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته"، لا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.

لحظة أسر كتائب القسام لجنود إسرائيليين من داخل دبابة في معارك طوفان الأقصى في غلاف غزة/ (القسام، عبر تليغرام)

وبدأ الجيش الإسرائيلي في المقابل عملية "السيوف الحديدية"، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في غزة، التي يسكنها أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2007.

أما في صباح الإثنين، فأعلنت وزارة الصحة بغزة مقتل 493 فلسطينياً وإصابة 2751 آخرين، فيما أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن التقديرات تشير إلى وصول عدد القتلى الإسرائيليين إلى ألف، والمصابين إلى 2315، والأسرى إلى أكثر من 150 لدى الفصائل الفلسطينية.

تحميل المزيد