قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن الولايات المتحدة مستعدة لتوفير "جميع سبل الدعم المناسبة"، عقب شن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوماً على إسرائيل، محذراً "أي طرف آخر معادٍ لإسرائيل" من انتهاز الفرصة. في الوقت نفسه بحث بايدن مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في اتصال هاتفي الأوضاع المتدهورة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسبل وقف التصعيد الخطير وحماية المدنيين.
واندلع هجوم حماس وسط جهود يبذلها بايدن وفريقه للتفاوض حول اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية واتفاق آخر للدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والسعودية.
بايدن يهاتف نتنياهو لبحث الوضع في غزة
تحدث بايدن هاتفياً مع نتنياهو، السبت، لعرض الدعم الأمريكي، بينما كانت الشبكات الإخبارية الأمريكية تبث مشاهد العنف. وكانت العلاقات بين بايدن ونتنياهو في السابق متوترة، لكنهما التقيا في نيويورك قبل أسابيع. وذكر بايدن في بيان بعد تحدثه مع نتنياهو: "أوضحت لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أننا على استعداد لتوفير جميع سبل الدعم المناسبة لحكومة إسرائيل وشعبها".
وأضاف في تحذير مباشر: "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وشعبها. تحذر الولايات المتحدة أي طرف آخر معادٍ لإسرائيل من السعي لانتهاز الفرصة في هذا الموقف".
يأتي العنف وسط حالة من الفوضى في واشنطن، إذ يسعى الجمهوريون إلى إيجاد خليفة لكيفن مكارثي رئيس مجلس النواب الذي عُزل من منصبه، وتلوح مواجهة حاسمة حول الميزانية في الأفق مع بايدن ونوابه الديمقراطيين من شأنها أن تؤدي إلى إغلاق الحكومة خلال 40 يوماً تقريباً.
وقال مسؤول إن بايدن أُخطر في وقت مبكر السبت، بالأحداث في إسرائيل، وإن مسؤولي البيت الأبيض يعملون خلال الليل على متابعة التطورات. وسارع الجمهوريون الساعون إلى هزيمة بايدن في الانتخابات الرئاسية في 2024 إلى انتقاد تعامله مع الموقف.
اتهامات لإيران بدعم حماس
قال رون ديسانتيس حاكم ولاية فلوريدا: "ساعدت إيران في تمويل هذه الحرب على إسرائيل، وأسهمت سياسات جو بايدن التي تساهلت مع إيران في ملء خزائنهم. تدفع إسرائيل الآن ثمن هذه السياسات". وينافس ديسانتيس على الترشح عن الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة.
وبدا أن ديسانتيس يشير إلى اتفاق تبادل السجناء رتبته إدارة بايدن مع إيران وأسقطت الولايات المتحدة بموجب الاتفاق عقوبات للسماح بنقل ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية من كوريا الجنوبية إلى قطر، وهي خطوة لازمة لتنفيذ تبادل السجناء الأمريكي الإيراني. وقال مسؤول بإدارة بايدن إن الستة مليارات دولار لم يُنفق منها دولار واحد بعد. والأموال موجهة لأغراض إنسانية فحسب.
تواصل أمريكي مصري لبحث أزمة غزة
في الوقت نفسه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه وجَّه فريقه بالبقاء على اتصال مع قادة مصر وتركيا وقطر والسعودية على خلفية العملية الفلسطينية في إسرائيل.
في حين تلقى الملك عبد الله الثاني، السبت، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي جو بايدن، بحثا خلاله الأوضاع المتدهورة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسبل وقف التصعيد الخطير وحماية المدنيين. ودعا الملك الأردني خلال الاتصال، إلى تكثيف الجهود الدولية لوقف التصعيد في غزة ومحيطها وحماية المنطقة من تبعات دوامة عنف جديدة.
كما أكد الملك ضرورة إنهاء جميع الممارسات التي تؤجج التوتر، وإيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل وضمان الأمن والاستقرار للجميع.
وحذر من أن استمرار التصعيد سيكون له انعكاسات سلبية على المنطقة، مشدداً على ضرورة ضبط النفس وحماية المدنيين واحترام القانون الدولي الإنساني.
جدير بالذكر أنه وفي فجر السبت، أعلنت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس" الفلسطينية، بدء عملية عسكرية باسم "طوفان الأقصى" من غزة، "بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو". ورداً على ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي "إطلاق عملية السيوف الحديدية ضد حماس في قطاع غزة".
وارتفعت حصيلة الهجمات التي نفذتها فصائل فلسطينية على بلدات ومدن إسرائيلية، السبت، إلى 250 قتيلاً و1110 جرحى حالات بعضهم خطيرة، بحسب هيئة البث الإسرائيلية (رسمية). فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، مقتل 232 فلسطينياً وإصابة 1697 آخرين، جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ صباح السبت.