اتهمت كييف روسيا بتنفيذ غارة، الخميس 5 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أودت بحياة ما لا يقل عن 51 شخصاً تجمعوا لحضور مراسم عزاء في قرية بشرق أوكرانيا، في هجوم أثار استنكاراً غربياً واسعاً، ووصفته مسؤولة في الأمم المتحدة بأنه "مروع"، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأظهرت لقطات فيديو نشرتها الشرطة الأوكرانية مساحة كبيرة من الأنقاض يتصاعد منها الدخان، بينما ينقل مسعفون عديداً من الجثث في قرية غروزا.
Внаслідок російського обстрілу Харківщини загинула 51 людина, ще шестеро травмовані
— Національна поліція України (@NPU_GOV_UA) October 5, 2023
На цей час з-під завалів дістали 57 людей. Серед загиблих – 8-річний хлопчик.
https://t.co/IlOSS4oqNf#stoprussia pic.twitter.com/K5zDkcgBQh
فيما نشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بدوره صورة لامرأة مفجوعة بجانب جثة شخص قُتل على ما يبدو في الغارة، فيما انتشرت جثث أخرى حولها.
كان المشيعون في مقهى، كما سقط ضحايا بمتجر في المبنى نفسه بالقرية التي يبلغ عدد سكانها 330 شخصاً، والواقعة في منطقة خاركيف (شمال شرق).
أوكرانيا تكشف تفاصيل
وقال وزير الداخلية إيغور كليمينكو، في تصريح متلفز: "كانت تقام مراسم تأبين قروي متوفى"، وأضاف أن طفلاً يبلغ 6 سنوات من بين الضحايا، مؤكداً أن 60 شخصاً كانوا يشاركون في مراسم العزاء.
فيما أعلن المسعفون انتهاء عملياتهم في الموقع، ليصل العدد النهائي للضحايا إلى 51 قتيلاً وستة جرحى.
وتبعد غروزا أكثر من 30 كيلومتراً من كوبيانسك، الواقعة على خط المواجهة في منطقة تتقدم فيها القوات الروسية لاستعادة الأراضي التي خسرتها أمام القوات الأوكرانية العام الماضي.
وأشار كليمينكو إلى أن الأدلة الأولية أظهرت استخدام صاروخ إسكندر في الهجوم.
وتابع الوزير الأوكراني كليمينكو: "عملية البحث والإنقاذ مستمرة… ربما لا يزال هناك أشخاص تحت الأنقاض".
وأدان زيلينسكي، المشارك في قمة أوروبية بإسبانيا، الهجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووصف الضربة بأنها "متعمدة تماماً"، قائلاً إنها "جريمة روسية وحشية".
وأضاف: "لا يمكن حماية الناس من مثل هذه الهجمات… إلا بدعم الدفاع الجوي"، مؤكداً أنه اتفق مع عدة دول لتزويد كييف بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي والمدفعية.
وتابع في تصريحاته قائلاً: "سيكون لدينا مزيد من وسائل الدفاع الجوي، هناك اتفاقات واضحة"، مردفاً: "هذا مهم جداً قبل الشتاء. إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا العظمى: شكراً لكم".
من جهته، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، أن برلين ستزود كييف بنظام باتريوت جديد للدفاع الجوي. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، لاحقاً، على موقع إكس: "طالما تتساقط القنابل على المحلات والمقاهي، فإننا سنفعل كل شيء من أجل أوكرانيا، حتى تحمي نفسها من إرهاب بوتين الصاروخي".
تنديد دولي
من جهته ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالهجوم الروسي، وقال المتحدث باسمه ستيفان دوغاريك في نيويورك، إن "الهجمات على المدنيين والبنى التحتية المدنية يحظرها القانون الإنساني الدولي، ويجب أن تتوقف فوراً".
كما أدانت منسقة أوكرانيا في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، دينيس براون، الضربة المنسوبة إلى روسيا، وقالت براون إنها "شعرت بالفزع"، مضيفةً أن الصور من مكان الغارة "مروعة للغاية".
وأضافت في بيان: "إن تنفيذ هجوم عمداً ضد مدنيين أو أهداف مدنية جريمة حرب".
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عبر منصة إكس، إنه مع الهجوم "الدامي" على غروزا "تصل الفظائع الروسية إلى مستوى أكثر شراً".
ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض الضربة بأنها "مروعة".
وقالت كارين جان بيار: "يجب أن نستمر في دعم الشعب الأوكراني، لأن هذا هو الواقع الرهيب الذي يعيشه" يومياً، في وقت يحاول الرئيس جو بايدن تأمين موافقة الكونغرس على مساعدات إضافية لأوكرانيا.
وخلال لقائه زيلينسكي في إسبانيا على هامش قمة للمجموعة السياسية الأوروبية، قدم رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، "تعازيه الصادقة إثر الهجوم المروع على مراسم عزاء في أوكرانيا، الأمر الذي يثبت درجة انحراف القوات الروسية"، وفق ما قاله متحدث باسم داوننغ ستريت في بيان.