أمرت محكمة باكستانية، الأربعاء، 4 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بمحاكمة رئيس الوزراء السابق عمران خان في أكتوبر/تشرين الأول "علانية"، وذلك في القضية المرفوعة ضد رئيس الوزراء السابق بتهمة "كشف أسرار الدولة".
ورفضت المحكمة العليا في إسلام أباد، طلباً قدّمته وكالة التحقيقات الفيدرالية الباكستانية "FIA" لإجراء محاكمة سرية لعمران خان في القضية المرتبطة بوثيقة دبلوماسية قيل إنها "فُقدت".
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، بررت الوكالة طلبها بأن المحاكمة العلنية في هذه القضية يمكن أن تشكل "خطراً وتؤدي إلى تدهور العلاقات مع الدول الأخرى".
من جانبه، يقول رئيس الوزراء السابق إن "الوثيقة التي يحاكم بخصوصها تحتوي على تهديد من الولايات المتحدة بإطاحته من منصبه، وقد رفضت كلٌّ من واشنطن وإسلام أباد هذا الادّعاء".
وأعلنت المحكمة في قرار مقتضب، أن جلسة الاستماع في القضية ستكون علنية، لكنها ستصبح سرية عند مناقشة "معلومات حساسة".
تعليق إدانته بقضية أخرى
رغم تعليق إدانته في قضية "الكسب غير المشروع" من قِبل المحكمة العليا في إسلام أباد الشهر الماضي، ظلّ خان في السجن على ذمة القضية المتعلقة بكشف أسرار الدولة.
وقبل أيام، رفضت المحكمة الابتدائية طلب الكفالة المقدّم من خان ونائبه شاه محمود قريشي، وزير الخارجية السابق، مما دفعهما إلى الاستئناف أمام المحكمة العليا في إسلام أباد.
وكانت وكالة التحقيقات الفيدرالية قد أعلنت في لائحة الاتهام، أن خان وقريشي (المتهمان الرئيسيان) في القضية.
ويواجه خان، الذي أُطيح به من خلال تصويت بحجب الثقة في أبريل/نيسان 2022، سلسلة من القضايا التي وصفها بأنها "ذات دوافع سياسية".
دور أمريكا في إسقاط خان
يُعد الدور الأمريكي المحتمَل في عزل عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني السابق، هو أحد نتائج سياسية أمريكية جديدة تهدف للتعامل مع ما تسميه واشنطن "سياسة الحياد العدائي".
حين غزت روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط العام الماضي، 2022، أثار رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، الشكوك في واشنطن بسبب قراره الإبقاء على العلاقات مع الكرملين، كما زار خان أيضاً موسكو بعد فترة قصيرة من بدء الحرب.
وقال خان أمام حشد من أنصاره: "ماذا تعتقدوننا؟ أتعتقدون أنَّنا عبيدكم وسنفعل أياً ما تطلبونه منا؟ نحن أصدقاءٌ لروسيا وأصدقاءٌ للولايات المتحدة، ونحن أصدقاءٌ للصين وأوروبا، ولسنا جزءاً من أي تحالف".
لم يكن خان يعلم أنَّ هذه الكلمات ربما ستسهم في إنهاء مسيرته السياسية. فوفقاً لبرقيات دبلوماسية باكستانية نشرها موقع The Intercept الأمريكي، ردَّ المسؤولون الأمريكيون على موقف خان من الحرب من خلال التشجيع الهادئ لخصومه على إزاحته من السلطة.
وفي حين توجد شكوك بأنَّ الولايات المتحدة كانت هي الطرف الفاعل الوحيد أو الرئيسي في الأحداث التي ستزج في النهاية برئيس الوزراء في السجن، وتقود إلى التضييق من جانب الجيش على النظام السياسي في البلاد، (وهو الوضع الذي لا يزال قائماً حتى اليوم)، تكشف البرقيات أنَّ خصوم خان أُبلِغوا بغضب الولايات المتحدة بشأن تصريحاته حول الحرب الأوكرانية، وربما تحرَّكوا للإطاحة به؛ متوقعين مكافأتهم بعلاقات أوثق مع واشنطن.