صوت مجلس النواب الأمريكي لصالح إقالة رئيسه كيفن مكارثي للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة وسط صراع داخلي بين الجمهوريين. وللمرة الأولى في تاريخه الممتدّ منذ 234 سنة، وصوّت مجلس النواب بأغلبية 216 صوتاً مقابل 210 لصالح مذكرة طرحها الجناح المتشدّد في الحزب الجمهوري تنص على اعتبار "منصب رئيس مجلس النواب شاغراً"، في خطوة تشرع الباب أمام منافسة غير مسبوقة لخلافة مكارثي قبل عام من الانتخابات الرئاسية.
وسيعمل مكارثي قائماً بأعمال رئيس مجلس النواب لحين انتخاب رئيس جديد. ولا يوجد حتى الآن أي مؤشر على من سيخلف مكارثي.
مجلس النواب الأمريكي يتحرك لإقالة مكارثي
كان أعضاء مجلس النواب الأمريكي، قد صوَّتوا الثلاثاء، 3 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لصالح عزل رئيس المجلس كيفن مكارثي من منصبه، وذلك بناء على مذكرة تقدم بها أحد النواب الجمهوريين. وأطيح بمكارثي من رئاسة مجلس النواب بعد تصويت 216 نائباً على إجراءات عزله، مقابل 210 نواب صوتوا لصالح بقائه.
وقبل جلسة التصويت على عزل مكارثي، صوت أعضاء المجلس لصالح المضي قدماً في إجراءات التصويت على العزل، رافضين طلب تأجيل التصويت أو إلغائه.
مكارثي يعلن موافقته على جلسة التصويت
كان مكارثي أعلن موافقته على عقد جلسة للتصويت لعزله، بعدما تقدم النائب الجمهوري المتشدد عن ولاية فلوريدا مات جيتز بمذكرة بهذا الشأن، رداً على تمرير مكارثي بمساعدة الديمقراطيين، حزمة مؤقتة لتمويل الحكومة الفيدرالية جنَّبت واشنطن إغلاقاً حكومياً، وسط معارضة من أعضاء حزبه.
ورغم دعم الديمقراطيين للحزمة التي مررها مكارثي، إلا أنهم رفضوا التصويت لصالحه في المجلس، إذ كتب زعيم الديمقراطيين جيفريز رسالة إلى أعضاء حزبه في المجلس، قال فيها إن الكتلة "متحدة" بشأن عدم التصويت له.
وأكد جيفريز أن سبب اللجوء إلى هذا الإجراء، هو عدم رغبة قيادة الجمهوريين في الكونغرس الابتعاد عن تطرف النواب المحسوبين على MAGA (لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) المرتبطة بالرئيس السابق دونالد ترمب. وقال جيفريز في المذكرة، إنه "بناء على ذلك، سنصوت لصالح عزل الرئيس مكارثي".
ولم تصوّت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية) خلال هذه الجلسة، إذ قال متحدث باسمها إنها لا تزال في سان فرانسيسكو حداداً على وفاة عضو مجلس الشيوخ ديان فاينشتاين.
مكارثي يعلق على موقف الجمهوريين
قبل التصويت على عزله، اعتبر مكارثي أنه "قام بمخاطرة" من أجل "الإبقاء على الحكومة مفتوحة"، من أجل أن "تتمكن العائلات وجنودنا وحرس الحدود من تلقي رواتبهم".
وقال مكارثي في تصريحات تليفزيونية، الثلاثاء: "إذا أرادت حفنة من الجمهوريين أن تنحاز للديمقراطيين لإزاحتي عن منصبي لهذا السبب، فهذه معركة تستحق خوضها".
ومنذ بداية العام ومكارثي وجيتز على مسار تصادمي منذ عطل جيتز انتخاب مكارثي رئيساً للمجلس، ما أدى لفرض 15 جولة تصويت انتزع مكارثي في آخرها المنصب، ولكن بعد تقديم تنازلات لتجمع حرية الذي يقوده جيتز داخل المجلس، من بينها إمكانية تقدم أعضاء منفردين بقرارات لعزل رئيس المجلس عبر ما يعرف باسم "قرار لإخلاء منصب رئيس المجلس".
نائب أمريكي يتحرك لإقالة مكارثي
كان النائب الأمريكي الجمهوري المتشدد مات جيتس قد قام الإثنين بتحرك يهدف لإقالة كيفن مكارثي من منصب رئيس مجلس النواب، بعد أن تجنب مكارثي بفارق ضئيل إغلاقاً جزئياً للحكومة من خلال إقرار مشروع قانون يحظى بدعم عدد أكبر من الديمقراطيين مقارنة بالجمهوريين.
وقدم جيتس ما يسمى "اقتراح إخلاء" والذي سيؤدي إلى إجراء تصويت على إقالة مكارثي، وهو جمهوري، من منصب رئيس المجلس.
وبعد لحظات من التحرك المرتقب في مجلس النواب، عقد جيتس مؤتمراً صحفياً مرتجلاً أقر فيه بأن جهوده قد تفشل، على الأقل في المحاولة الأولى.
ويسيطر الجمهوريون على مجلس النواب بأغلبية بسيطة تبلغ 221 صوتاً مقابل 212 صوتاً للديمقراطيين، وقد يتطلب الأمر ما لا يقل عن خمسة انشقاقات لتهديد قبضة مكارثي على المنصب، إذا صوت كل الديمقراطيين ضده.
ويشعر جيتس وغيره من الجمهوريين اليمينيين المتطرفين بالغضب من اعتماد مكارثي على أصوات الديمقراطيين لتمرير تمديد مؤقت للتمويل يوم السبت أدى إلى تفادي الإغلاق الجزئي للحكومة.