قدّرت صور أقمار صناعية وبيانات طيران أن روسيا ربما تستعد لاختبار صاروخ كروز تجريبي بقدرة نوويةــ أو ربما اختبرت واحداً مؤخراًــ وبمدى يصل إلى آلاف الأميال نظرياً، بحسب ما نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية في تقرير، الإثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الصحيفة أشارت إلى أن تحركات طائرات ومركبات في قاعدة روسية وبالقرب منها في منطقة القطب الشمالي النائية في روسيا؛ تتوافق مع استعدادات اختبارات الصاروخ، المعروف باسم بوروفيستنك Burevestnik أو SSC-X-9 Skyfall، عامي2017 و2018.
وصاروخ بوروفيستنك واحد من ستة أسلحة استراتيجية، إلى جانب أسلحة أخرى مثل الصاروخ الباليستي كينجال Kinzhal، وصاروخ أفانغارد Avangard الفرط صوتي، أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب ألقاه عام 2018، مؤكداً أن هذه الأسلحة يمكنها التغلب على الدفاعات الأمريكية الحالية والتفوق عليها.
استعدادات الاختبار
ومن ضمن الأدلة المرئية على استعدادات إجراء الاختبار صور أقمار صناعية قبل الاستعدادات وبعدها، وفق "نيويورك تايمز".
إذ تُظهر صور التقطت صباح يوم 20 سبتمبر/أيلول الماضي، العديد من المركبات على منصة إطلاق في القاعدة، من ضمنها شاحنة بمقطورة تبدو متناسبة مع أبعاد الصاروخ.
كما نُقل ملجأ حماية من الظروف الجوية يغطي عادةً موقع الإطلاق المحدد لمسافة تقدر بنحو 15 متراً، وفي ظهيرة ذلك اليوم، اختفت المقطورة وأعيد الملجأ إلى مكانه الأصلي.
وتُظهر صور أخرى التقطت في 28 سبتمبر/أيلول الماضي، منصة الإطلاق وهي تعد للعمل مرة أخرى، مع مقطورة مماثلة وملجأ في غير مكانه أيضاً.
ويوم 31 أغسطس/آب الماضي، أصدرت السلطات الروسية إشعاراً جوياً عن "منطقة خطر مؤقتة"، نصحت فيه الطيارين بالابتعاد عن جزء من بحر بارنتس قبالة الساحل وعلى بعد 1.5 كم من موقع الإطلاق، المعروف باسم بانكوفو.
منذ ذلك الحين، مُدَّد الإشعار عدة مرات، وكان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأحد 1 أكتوبر/تشرين الأول الحالي حتى الـ6 من الشهر ذاته، فيما أصدرت روسيا إشعاراً مشابهاً قبل اختبار بوروفيستنك عام 2019.
وفضلاً عن ذلك، اُستخدمت طائرتان روسيتان خصوصاً لجمع البيانات من عملية إطلاق الصاروخ، على بعد نحو 161 كم جنوب موقع الإطلاق في أوائل أغسطس/آب الماضي، بقاعدة روغاشيفو الجوية، وفقاً لتحليل صور أقمار صناعية أجرته منظمة بيلونا البيئية النرويجية.
والطائرتان مملوكتان لشركة روساتوم، شركة الطاقة الذرية الروسية، وظلتا في هذه القاعدة حتى 26 سبتمبر/أيلول على الأقل، وفقاً لصور أقمار صناعية أخرى. وخلال اختبارات بوروفيستنك عام 2018، كانت طائرات من النوع نفسه حاضرة في المنطقة.
طائرة استطلاع أمريكية
ونفذت طائرة استطلاع تابعة للقوات الجوية الأمريكية، من طراز RC-135W Rivet Joint، مهمتين على الأقل قبالة ساحل الجزيرة القطبية الشمالية التي يوجد بها موقع الإطلاق، في 19 و26 سبتمبر/أيلول، وفقاً لمنصة التتبع Flightradar24. وتمثل هاتان المهمتان زيادة طفيفة عن النشاط المعتاد المعروف.
والطبيعة شديدة السرية لإطلاق صاروخ بوروفيستنك وموقع الإطلاق النائي تجعل من الصعب تحديد إن كان اختبار الصاروخ وشيكاً أو إن كان أعيد اختباره مؤخراً، أو ربما كلاهما.
ورغم إجراء اختبارات إطلاق صاروخ بوروفيستنك بقاعدة القطب الشمالي في الماضي، فمن الوارد أيضاً أن روسيا تختبر فقط محرك الصاروخ أو أحد مكونات الصاروخ نفسه.
ويقول خبراء إن الصاروخ خطير لا في قدرته على حمل رأس حربي نووي قوي فقط، وإنما في إمكانية إطلاقه انبعاثات مشعة ضارة إذا انفجر أو تعطل أثناء الاختبار.