قرّر حلف شمال الأطلسي، الأحد 1 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعزيز وجوده العسكري في كوسوفو بنشر نحو 600 جندي بريطاني ضمن قواته لحفظ السلام "كفور" للتصدي للتوتر المتجدد في المنطقة، بعد أسبوع على اشتباكات شهدها الإقليم الصربي السابق، ووسط تحذير أمريكي من حشد عسكري صربي قرب حدوده.
إذ صرّح المتحدث باسم الناتو ديلان وايت: "المملكة المتحدة بصدد نشر نحو 200 جندي من الكتيبة الأولى في الفوج الملكي لأميرة ويلز، للانضمام إلى وحدة بريطانية قوامها 400 جندي يتدربون حالياً في كوسوفو، وستلي ذلك تعزيزات إضافية من حلفاء آخرين".
المتحدث أضاف أن "القرار يأتي في أعقاب الهجوم العنيف على شرطة كوسوفو، في 24 سبتمبر/أيلول، وتزايد التوترات في المنطقة"، لكن دون الإشارة صراحة إلى بيان أصدرته واشنطن وحذّرت فيه من حشد عسكري صربي على حدود كوسوفو، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
والجنود الذين سيتم نشرهم هم من قوة احتياطية وضعت في نهاية الأسبوع بتصرف "كفور" (قوة حلف شمال الأطلسي المنتشرة في كوسوفو)، للتصدي للتطورات وللتوتر المتجدد في المنطقة، حيث ينشر الحلف 4500 من قواته في كوسوفو.
والجمعة، كشف البيت الأبيض أن صربيا، التي ما زالت ترفض الاعتراف بالاستقلال المعلن عام 2008 للإقليم، نشرت عند الحدود قوات مشاة وآليات مدرعة، بعد الاشتباك الأخير في شمال كوسوفو.
صربيا تنفي الحشد العسكري
من جهته، نفى الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الأحد، تقارير أمريكية تحدثت عن حشد عسكري على طول حدود بلاده مع كوسوفو، واصفاً ما يتردد بأنه "حملة أكاذيب" ضد صربيا في أعقاب تبادل لإطلاق النار قبل أسبوع، أسفر عن مقتل 4 أشخاص، وأجج التوتر في منطقة البلقان المضطربة.
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عبّرا عن قلقهما، هذا الأسبوع، بشأن ما وصفاه بأنه "انتشار عسكري متزايد" على حدود صربيا مع كوسوفو، وحثا بلغراد على تقليص وجود قواتها هناك.
والسبت، قالت حكومة كوسوفو، إنها تراقب تحركات الجيش الصربي من "ثلاثة اتجاهات مختلفة"، وحثت صربيا على سحب قواتها فوراً، ونزع سلاح المنطقة الحدودية.
وصربيا هي حليف رئيسي لروسيا في أوروبا، وهناك مخاوف غربية من أن موسكو قد تحاول إثارة الاضطرابات في البلقان لصرف الانتباه عن الحرب في أوكرانيا. وتحدّث فوتشيتش عن مستوى الاستعداد القتالي للقوات الصربية على الحدود مع كوسوفو مرات عدة خلال الأشهر الماضية.
كذلك عزّزت صربيا قواتها بأسلحة ومعدات أخرى تم شراؤها من روسيا والصين بشكل رئيسي، وقال الرئيس الصربي، اليوم الأحد: "سنواصل الاستثمار في الدفاع عن بلادنا، لكن صربيا تريد السلام. كل ما قالوا كذب، إنهم يختلقون ويكذبون".
دعوة للتهدئة
كما قال وايت إن حلف شمال الأطلسي دعا مجدداً إلى التهدئة، الأحد، وطالب بلغراد وبريشتينا باستئناف الحوار في أقرب وقت ممكن باعتباره "السبيل الوحيد لتحقيق سلام مستدام".
وتصاعد التوتر بين البلدين في أعقاب أعمال عنف وقعت قبل أسبوع، في شمال كوسوفو، وشارك فيها مسلحون صرب مدججون بالسلاح، وضباط من شرطة كوسوفو، حيث قُتل شرطي وأصيب آخر بعدما أغلق المسلحون طريقاً في منطقة بانيسكا ذات الغالبية الصربية، وتحصنوا داخل دير مسيحي أرثوذكسي في شمال كوسوفو، ولقي 3 متمردين حتفهم.
وكان ذلك واحداً من أسوأ الاشتباكات منذ أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا عام 2008، ما دفع حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى الإعلان عن أنه سيعزز قوة حفظ السلام المتمركزة في البلاد.
وتعليقاً على الحادثة اتهم رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، صربيا بدعم المسلحين، وطالب بلغراد بـ"التوقف عن رعاية الهجمات الإرهابية في الشمال".