قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، الأحد، 1 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في زيارة غير معلنة يجريها بالعاصمة الأوكرانية كييف، إن حرب روسيا ضد أوكرانيا تشكّل "تهديداً وجودياً لنا جميعاً". وكتب بوريل، على حسابه عبر منصة "إكس": "في أول لقاء شخصي لي مع وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف ناقشنا المساعدة العسكرية المستمرة للاتحاد الأوروبي".
وأضاف أن "أوكرانيا تحتاج إلى المزيد من المساعدات بشكل مستعجل". وتابع قائلاً إننا "نستعد لالتزامات أمنية طويلة الأمد بالنسبة لأوكرانيا". وفي تغريدة منفصلة، قال بوريل: "أتشرف بزيارة كييف، ولقاء الرئيس فلاديمير زيلينسكي، ووزير الخارجية دميتري كوليبا". وشدد بوريل على أن "الهدف من الزيارة هو التعبير عن دعمه للذين يدافعون حالياً عن أوكرانيا ضد العدوان الروسي غير المبرر، ويقاتلون من أجل قيمنا المشتركة".
أمريكا تتحدث عن دعم بولندي لأوكرانيا
في سياق متصل، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الخميس، إن بولندا ستواصل دعم أوكرانيا في حربها المضادة للعملية العسكرية الروسية، رغم الخلاف التجاري بين البلدين. وذكر سوليفان أنه شعر "بالقلق" عندما أعلن رئيس وزراء بولندا ماتيوس مورافيسكي أن بلاده لن تقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بعد الآن.
واستدرك أن الحكومة البولندية أوضحت أن "توفيرها للمعدات (الأسلحة) مستمر، بما في ذلك مدافع الهاوتزر البولندية"، وأن "وارسو تواصل الوقوف خلف أوكرانيا". وتابع سوليفان: "سنواصل التشاور معهم للتأكد من أننا نفهم تماماً مواقف بولندا حول هذه القضايا، لكنني أعتقد أن بولندا ستواصل دعم أوكرانيا".
يذكر أنه في يوم الأربعاء، أعلنت بولندا تعليق تزويد أوكرانيا بالأسلحة، وسط تفاقم الخلاف بين الجانبين بشأن صادرات الحبوب، ما أدى إلى تدهور غير مسبوق بالعلاقات بين الجارتين في أوروبا الشرقية منذ بدأت روسيا "عمليتها العسكرية الخاصة" في فبراير/شباط 2022.
كييف تشتكي بولندا والمجر وسلوفاكيا
أما يوم الثلاثاء، قدمت كييف شكوى إلى منظمة التجارة العالمية، قالت فيها إن بولندا والمجر وسلوفاكيا حظرت واردات الحبوب من الأراضي الأوكرانية، وذلك بعد أشهر من انسحاب روسيا من اتفاقية نقل الحبوب التي سمحت بتدفق الحبوب الأوكرانية من موانئها لمدة عام تقريباً.
وبخصوص أزمة الحبوب بين البلدين الأوروبيين، قال مورافيسكي: "سنحافظ بالتأكيد على عبور البضائع الأوكرانية، بولندا لا تتحمل أي تكاليف بسبب هذا، على العكس من ذلك، يمكننا القول إننا نكسب المال منه".
وأكد أن بولندا لن تخاطر بأمن أوكرانيا، وقال: "يواصل مركزنا في رزيسزو، بالتشاور مع الأمريكيين و(حلف شمال الأطلسي) الناتو، لعب الدور نفسه".
وأشار سوليفان إلى أنه من المقرر أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن حزمة مساعدات عسكرية أخرى لكييف خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن، الخميس، تتضمن "قدرات دفاع جوي كبيرة لمساعدة أوكرانيا على حماية شعبها".
وقال إن هذه المساعدات من شأنها "تقوية دفاعات أوكرانيا قبل شتاء يُرجّح أن يكون قاسياً ومليئاً بالهجمات الروسية المتجددة على البنية التحتية الحيوية الأوكرانية لمحاولة حرمان الأبرياء من الضروريات مثل التدفئة والكهرباء لأن الرئيس بوتين لا يستطيع تحقيق أهدافه في ساحة المعركة". وكشف سوليفان أنه سيتم تزويد أوكرانيا بأنظمة صواريخ "هيمارس" والأسلحة المضادة للدروع وذخائر المدفعية وأسلحة أخرى.
في حين لن تشمل الحزمة أنظمة صواريخ أرض ـ أرض طويلة المدى التي طلبتها أوكرانيا علناً، والمعروفة باسم "ATACMS"، لكن بايدن لم يستبعد توفيرها في المستقبل، وفق سوليفان.
روسيا ترجح انفجار أزمة بين أوكرانيا وأوروبا
كان المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين" ديمتري بيسكوف، قد رجح الجمعة، تصاعد التوتر بين أوكرانيا والعواصم الأوروبية. وأضاف بيسكوف، في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة موسكو، أن "التوتر بين أوكرانيا وبولندا بشأن واردات الحبوب، سيزداد ويمتد إلى دول أوروبية أخرى بمرور الوقت".
وتابع قائلاً: "نرى أن هناك توترات معينة بين وارسو وكييف، ونتوقع أن تزداد بشكل حتمي". ورأى المتحدث أن "التوتر بين كييف والعواصم الأوروبية الأخرى سيزداد أيضاً بمرور الوقت.. إنه أمر لا مفر منه". ولم يصدر تعليق فوري من الجانب الأوكراني أو البولندي على تصريحات بيسكوف.