قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد 1 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن حكومته ستبذل كل الجهود والتسهيلات لكي ينال الشعب التركي دستوراً جديداً مدنياً جامعاً وشاملاً وممثلاً لإرادة الشعب، ويليق بمئوية تركيا، مستنكراً في الوقت ذاته، بأشد العبارات، الهجومَ المسلح على المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية بالعاصمة أنقرة.
وخلال كلمته في افتتاح الدورة التشريعية الجديدة للبرلمان التركي، أوضح أردوغان أن التراث الوحيد الذي "سنسلمه للأجيال القادمة هو هذا البرلمان بتنوعه وتجربته الديمقراطية"، لافتاً إلى أن الشعب التركي يمتلك مهارة كبيرة في إدارة البلاد، وسيحتل مكانته اللائقة في المنظومة العالمية.
وتابع الرئيس التركي: "الشعب الذي تحدى أسلحة الانقلابيين، ليلة 15 يوليو/تموز 2016، يستحق تتويج كفاحه الديمقراطي بدستور مدني"، موضحاً أن الدستور الجديد يجب أن يكون ممثلاً بإرادة الشعب كافة، لذا "سنبذل كل الجهود والتسهيلات لكي ينال الشعب التركي دستوره الجديد".
أردوغان يدين هجوم أنقرة
وعلق أردوغان على الهجوم الإرهابي بأنقرة، وقال "لن ينجح الأنذال الذين استهدفوا سلامة وأمن مواطنينا في تحقيق مبتاغهم، ولن ينجحوا أبداً"، مشيراً إلى أن "الأجهزة الأمنية نجحت في القضاء على إرهابيين اثنين صباح اليوم في أنقرة، ونتمنى الشفاء العاجل لأفراد الشرطة المصابين".
وتابع أردوغان: "الدول العظمى سلَّطت علينا منظمات إرهابية استطعنا القضاء عليها، وقضينا على أخطار كبيرة تتعلق بالإرهاب في الداخل والخارج"، مضيفاً أن بلاده أنشأت شريطاً أمنياً على حدود تركيا الجنوبية لحفظ أمن البلاد.
كما شدد الرئيس التركي بعدم سماح بلاده لتنظيم فتح الله غولن بالعودة من جديد، ولا لأي تنظيمات إرهابية مماثلة، وقال: "مثلما خرج مواطنونا بصدورهم العارية وأفشلوا الانقلاب، سيخرجون ويدحرون الإرهاب، والتنظيمات الإرهابية تلفظ أنفاسها الأخيرة لأننا نضربها بشكل دائم".
وفيما يخص الوضع الاقتصادي، قال أردوغان: "عواقب الحرب الروسية الأوكرانية التي أخلّت توازن الاقتصاد العالمي، تتجلى في جوانب مختلفة كل يوم"، مشيراً إلى أن معدلات التضخم في جميع أنحاء العالم وصلت إلى أعلى مستوياتها خلال الأعوام الـ60 إلى الـ70 الماضية، وأن هناك مشاكل خطيرة في كل مجال من الغذاء إلى الطاقة، ومن التجارة إلى التوظيف.
كما ذكر أردوغان أنه لا توجد دولة في العالم وضمن ذلك الدول المتقدمة، يمكنها رؤية المستقبل بوضوح، مبيناً أن تركيا تتأثر حتماً بهذه السلبيات. وقال: "هدفنا هو إخراج بلادنا من هذه الفترة الحساسة بأقل خسارة وأكبر مكسب".
وأوضح أن استراتيجيات تنمية البلاد من خلال الاستثمار والتوظيف والإنتاج والصادرات وفائض الحساب الجاري لا تزال تشكل العمود الفقري للسياسة الاقتصادية لحكومته.
وتابع: "ينبغي ألا ننسى أبداً أن نجاح الاقتصاد التركي يزيد من جودة حياة الجميع، وعكس ذلك يخلق وضعاً يجعل الجميع يدفعون الثمن".
وحول سلوك الاتحاد الأوروبي تجاه تركيا، قال أردوغان إن سلوك الاتحاد غير عادل، ولم يفِ بوعوده رغم التزام بلادنا بتعهداتها، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يتعامل "معنا بشكل منحاز وليس محايداً، ولن ننتظر على بابه بعد الآن".
كما أضاف الرئيس التركي: "لن نقدم تنازلات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وإذا قرر إلغاء مشروع عضويتنا فلا مانع لدينا"، موضحاً: "على الاتحاد الأوروبي ألا ينتظر من تركيا شيئاً إذا لم يتراجع عن أخطائه، وفي مقدمتها مسألة التأشيرة (عدم رفعها عن الأتراك)".