قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الجمعة 29 سبتمبر/أيلول 2023، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أبلغه بالإجراءات المحتملة التي قد يتم اتخاذها ضد بلغراد مع تصاعد التوتر في أعقاب الاشتباكات الدامية بين صرب كوسوفو والشرطة. وأضاف فوتشيتش، في تصريح صحفي بعد اتصال هاتفي مع بلينكن: "قلت لبلينكن.. أنتم دولة كبيرة، وقوة كبيرة.. من حقكم أن تفعلوا ما تعتقدون أنه يتعين عليكم القيام به".
واستطرد: "أنا ضد تحذير بلغراد من إجراءات محتملة بسبب النزاع في كوسوفو، وأعتقد أنه أمر سيئ للغاية، ولكن هناك أشياء يجب علينا الالتزام بها.. هذه هي الحقيقة". ولفت فوتشيتش إلى أنهما "اتفقا على ضرورة تهدئة التوترات وإعطاء دور أكبر لمهمة حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في كوسوفو".
وأكد إجراء محادثة طويلة وسهلة مع وزير الخارجية الأمريكي، قائلاً إن "هناك العديد من الأشياء التي اتفقنا عليها وأخرى لم نتفق عليها". وأردف الرئيس الصربي: "أبلغته بتفاصيل الحقائق بشأن الأحداث الأخيرة في كوسوفو"، دون مزيد تفاصيل.
نقاط خلافية بين كوسوفو وصربيا
من المسائل التي اختلفا عليها خلال المحادثة طبيعة الصراع في كوسوفو، خاصةً القضايا المتعلقة بسيادة كوسوفو، حسب المصدر نفسه.
يذكر أنه في 24 سبتمبر/أيلول 2023، قتل شرطي وأصيب آخر جراء إطلاق مسلحين صربٍ النار عليهما بعدما أغلقوا طريقاً في منطقة بنياسكا ذات الغالبية الصربية شمالي كوسوفو.
وتعليقاً على الحادثة اتهم رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، صربيا بدعم المسلحين، وطالب بلغراد بـ"التوقف عن رعاية الهجمات الإرهابية في الشمال".
وعام 2008، أعلنت كوسوفو بشكل أحادي، استقلالها عن صربيا لتعترف بها معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وضمن ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وتركيا، إلا أن صربيا لا تزال تعتبرها جزءاً من أراضيها.
حلف الأطلسي ينشر قوات إضافية في كوسوفو
في سياق متصل، قال حلف شمال الأطلسي في بيان، الجمعة، إنه وافق على نشر قوات إضافية في كوسوفو عقب أسوأ موجة عنف بشمال كوسوفو منذ سنوات.
وحولت معركة بين الشرطة وصرب مسلحين يتحصنون بأحد الأديرة قرية هادئة في شمال كوسوفو إلى منطقة حرب في وقت سابق، وقال الحلف في بيان، إنه "وافق على نشر قوات إضافية للتعامل مع الوضع الراهن"، لكنه لم يحدد بعدُ قوام القوة الإضافية أو من أي الدول ستأتي. وأصدرت وزارة الدفاع البريطانية بياناً لاحقاً تذكر فيه أنها نقلت قيادة إحدى كتائب القوات إلى الحلف.
وتتهم كوسوفو صربيا بتسليح ودعم المقاتلين الصرب. وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في 2008 بعد انتفاضة مسلحة وتدخّل من حلف شمال الأطلسي في 1999.
ولا تعترف صربيا باستقلال كوسوفو، وتتهمها بإثارة أعمال العنف من خلال إساءة معاملة السكان من أصل صربي. وأعلنت صربيا والحزب السياسي الصربي الرئيسي في كوسوفو الحداد العام على الصرب الذين لقوا حتفهم في المعركة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنها نقلت قيادة الكتيبة الأولى من فوج أميرة ويلز الملكي، وهي قوة احتياطية ضمن قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الاطلسي في كوسوفو، إلى الحلف ليتسنى للكتيبة تقديم المساعدة إذا لزم الأمر. وذكرت الوزارة أن الكتيبة وصلت مؤخراً إلى المنطقة من أجل تدريب عسكري كان مقرراً منذ وقت طويل.
البيت الأبيض يتهم صربيا بنشر قوات عسكرية كبيرة
في حين أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن صربيا تقوم بعملية انتشار عسكري "غير مسبوق" على طول حدودها مع كوسوفو، داعياً بلغراد إلى سحب قواتها.
وقال متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن بلاده "تراقب" ما سماه "الانتشار العسكري الصربي الكبير على طول الحدود مع كوسوفو"، الذي حدث خلال الأسبوع الماضي. وأضاف أن "هذه القوة التي نشرتها صربيا تضم مدفعية متطورة ودبابات ووحدة مشاة آلية".
واعتبر كيربي أن العملية "تطور مزعزع للاستقرار للغاية". وأضاف: "ندعو صربيا إلى سحب تلك القوات من الحدود والمساهمة في خفض حدة التوتر".