حذّر وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو، الجمعة 29 سبتمبر/أيلول 2023، من أن الانقلابات العسكرية التي شهدتها مؤخراً منطقة الساحل وجنوب الصحراء الأفريقية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر ستؤدي إلى "الانهيار"، معتبراً أن انسحاب القوات المسلحة الفرنسية من هذه البلدان هو إخفاق لهذه الدول، وليس فشلاً للسياسة الفرنسية هناك، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعلن هذا الأسبوع سحب سفير بلاده من نيامي، ومغادرة الجنود الفرنسيين البالغ عددهم 1500 جندي، والمتمركزين في النيجر، بحلول نهاية العام.
على لسان وزيرها للجيوش سيباستيان لوكورنو، حذَّرت فرنسا من "انهيار" منطقة الساحل الأفريقية، في ظل تصاعُد أنشطة "التنظيمات الجهادية"، على حد وصفه، وتراجع حضور باريس في أعقاب سلسلة من الانقلابات العسكرية في بعض دولها.
فيما قال المسؤول الفرنسي لوكورنو، في حديث نشرته صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية: "النظام (العسكري) في مالي فضّل فاغنر (المجموعة الروسية المسلحة) على الجيش الفرنسي، رأينا النتيجة: منطقة باماكو باتت منذ ذلك الحين مطوقة من قبل الجهاديين". وأضاف: "الساحل مهدد بالانهيار… كل ذلك سينتهي بشكل سيئ للمجالس العسكرية"، الحاكمة في الدول الثلاث.
وتابع: "ويقولون لنا إن المشكلة هي فرنسا! لقد كنا الحل بالنسبة إلى الأمن في منطقة الساحل"،
تراجع النفوذ الفرنسي في أفريقيا
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هذا الأسبوع، سحب سفير بلاده من نيامي ومغادرة الجنود الفرنسيين الـ1500 المتمركزين في النيجر بحلول نهاية العام، وذلك بعد توتر استمر شهرين مع الانقلابيين الذين أطاحوا بالرئيس محمد بازوم، أواخر يوليو/تموز.
ويعد هذا الانسحاب أحدث انتكاسة لباريس، التي سبق طردها من مالي وبوركينا فاسو، ما أسدل الستار على عقد من التدخل العسكري لمكافحة الجهاديين في المنطقة، وفق محللين.
وبحسب العديد من المراقبين، فإن باريس لم تلحظ أو لم ترغب في رؤية التطورات الجارية في المنطقة التي تضم بوركينا فاسو ومالي وتشاد والنيجر وموريتانيا.
وشهد النفوذ الفرنسي في أفريقيا تراجعاً لصالح روسيا، وكذلك بصورة أقل لصالح تركيا والصين، وحتى لصالح قوى إقليمية مثل الجزائر والمغرب.
وأطلق ماكرون سياسته الجديدة، في نهاية فبراير/شباط 2023، قبيل جولة له في أفريقيا، في مارس/آذار الماضي، شملت الغابون وأنغولا وجمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية، في وقت يواجه فيه نفوذ فرنسا في القارة أكبر تحدياته منذ عقود، حيث أدى تزايد المشاعر المعادية لفرنسا إلى احتجاجات في الشوارع في العديد من دول غرب وشمال أفريقيا، وفقاً لتقرير لوكالة أسوشيتد برس "AP" الأمريكية.
ووصل الأمر إلى أن احتجاجات في الدول الأفريقية طالبت بالاستعانة بمرتزقة فاغنر الروس، بدلاً من القوات الروسية، خلال عام 2022، كما تحولت بعض الدول إلى الكومنولث الذي تقوده بريطانيا.