وصل قائد قوات شرق ليبيا، خليفة حفتر، الثلاثاء، 26 سبتمبر/أيلول 2023 روسيا، لإجراء مباحثات مع مسؤولي البلاد حول تطورات الأوضاع في ليبيا، والعلاقات الثنائية. وأفادت قوات الشرق في بيان عبر صفحتها على "فيسبوك"، بأن زيارة حفتر تأتي "بناء على دعوة واردة من روسيا"، دون تحديد مدتها.
وأضافت: "تشهد الزيارة إجراء مباحثات مع المسؤولين الروس حول تطورات الأوضاع في ليبيا". كما تشمل الزيارة مباحثات حول "العلاقات الثنائية بين البلدين وسُبل تعزيز دعمها وتطويرها والقضايا ذات الاهتمام المُشترك"، وفق ذات المصدر.
نائب وزير الدفاع الروسي يستقبل حفتر في روسيا
استقبل نائب وزير الدفاع الروسي يونس بيك يوفكيورف، حفتر لدى وصوله روسيا، حيث أجريت له مراسم استقبال رسمية عزف خلالها النشيد الوطني للدولتين ترحيباً بالزيارة، وفق ما ذكره موقع "روسيا اليوم".
يذكر أنه في 10 سبتمبر/أيلول 2023 اجتاح الإعصار المتوسطي "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة ودرنة، مخلفاً آلاف القتلى والمفقودين وأضراراً مادية كبيرة.
تأتي زيارة حفتر إلى روسيا بعد 5 أيام من لقائه في بنغازي قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" مايكل لانجلي، لبحث "أهمية تشكيل حكومة وطنية منتخبة، وإعادة توحيد الجيش الليبي"، وفق بيان سفارة واشنطن عبر منصة "إكس".
وتشهد ليبيا صراعاً بين حكومة عيّنها مجلس النواب مطلع 2022، وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة إلا لحكومة تعين من قبل برلمان جديد منتخب.
روسيا تقيم علاقات قوية مع حفتر
تقيم موسكو علاقات وثيقة مع المشير حفتر الذي لجأ إلى مرتزقة مجموعة فاغنر، في محاولته التي باءت بالفشل للسيطرة على طرابلس بين أبريل/نيسان 2019 ويونيو/حزيران 2020. هذا الإخفاق أعقبه في أكتوبر/تشرين الأول 2020 اتفاق هدنة، تشرف على الالتزام به لجنة عسكرية مؤلفة من خمسة ممثلين عن كل معسكر.
مذّاك لا يزال مئات من عناصر فاغنر ينشطون في الشرق وفي منطقة المصافي النفطية وفي الجنوب الليبي، بعدما توجّه قسم من عديد المجموعة إلى مالي أو إلى أوكرانيا للقتال، إلى جانب القوات الروسية.
بعدما أطاحت ثورة 2011 التي حظيت بدعم حلف شمال الأطلسي بنظام معمر القذافي، غرقت ليبيا في نزاعات أدت إلى تقسيمها. وتتولى شؤونها حكومتان إحداهما معترف بها دولياً ومقرها في طرابلس حيث مقر النائب العام، وأخرى في الشرق الذي ضربته الفيضانات.
وفد روسي يلتقي حفتر
في سياق متصل، فقد سبق أن بحث نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف، الأحد، مع قائد قوات الشرق الليبي خليفة حفتر سعي موسكو للمساهمة في تقديم الدعم المطلوب لمتضرري الفيضانات. جاء ذلك خلال لقاء المسؤول الروسي مع حفتر، الأحد، بمدينة بنغازي شرقي ليبيا، وفق بيان لقوات الشرق.
وذكر البيان أن اللقاء يأتي "في إطار سلسلة الاجتماعات المكثفة حول تداعيات الفيضانات التي اجتاحت مدن الجبل الأخضر والساحل الشرقي (في ليبيا)". وأضاف أن المسؤول الروسي "عبر عن التضامن الكامل للحكومة الروسية مع الشعب الليبي وقيادته في مواجهة هذه الأزمة".
وفق البيان، أكد نائب وزير الدفاع الروسي سعي حكومة بلاده "للمساهمة في تقديم الدعم المطلوب داخل المدن والمناطق المتضررة".
جدير بالذكر أن إعصار "دانيال" خلف 11 ألفاً و470 قتيلاً و10 آلاف و100 مفقود، و40 ألف نازح شمال شرقي البلاد، وفقاً لأرقام نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، مساء 16 سبتمبر/أيلول 2023.